الشرطة تنكل بفلسطيني في النمسا


جراسا -

كشف فلسطيني مقيم في النمسا منذ سنوات، عن تعرضه "لتنكيل" من قبل الشرطة النمساوية، دون أي مبرر أو تهمة، الأمر الذي ترك آثاراً نفسية سيئة على زوجته وطفلته.

وروى الفلسطيني "ك.أ" ، أن قوة من الشرطة الخاصة، اقتحمت منزله في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقال: "استيقظنا في الصباح الباكر على وقع جلبة كبيرة. وخلال ثوانٍ فوجئنا بعشرات البنادق موجهة نحونا. كانت هناك وحدة من الشرطة الخاصة مكونة من 15 إلى 20 فرداً".

تابع: كانوا يصرخون فينا بصوت عالٍ "ارفعوا أيديكم، افعلوا كذا"، وكانت طفلتي البالغة ثماني أشهر فقط تبكي طوال الوقت.

وأردف قائلاً: "تركوا باب المنزل الخارجي مفتوحًا. وكانت زوجتي وطفلتي خائفتين وتبكيان بشدة، وقالوا إنهم سيصطحبونني للتحقيق".

وحول تفاصيل التحقيق، أكد أن الأسئلة التي وجهها له المحققون ليس لها علاقة بأية تهمة: "كانت أسئلتهم كالتالي: هل تصلي؟ هل ترتدي زوجتك الحجاب؟ أما فيما يخص طفلتي البالغة من العمر ثماني أشهر فقد كانت أسئلتهم سخيفة من قبيل هل ستسمح لها بأكل كل أنواع اللحوم في النمسا عندما تكبر؟ هل ستختار لها زوجها عندما تكبر أم ستتركها تختار بنفسها؟".

وأشار إلى أن المحققين سألوه بخصوص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "هل تلتقي به؟ أو تتصل به؟!"، وقال إنه "كان قد شارك صورة علم تركيا وأردوغان على حسابه في "الفيسبوك".

كما دار التحقيق معه حول مصر رغم أنه فلسطيني، وطرح عليه المحققون أسئلة عن الرئيس ياسر عرفات والشيخ يوسف القرضاوي، وأسماء جماعات "لم يسمع بها من قبل".

واستمر الاستجواب مدة 18 ساعة، وكشف أن المحققين "ضغطوا عليه من أجل القول عن بعض الأشخاص أنهم ينتمون لجماعات معينة".

كما استخدم المحققون "طفلته وزوجته" لابتزازه والضغط عليه "بتهم لا علاقة له بها"، حيث قالوا له: "إذا أردت العودة إليهما عليك أن تخبرنا. وإن لم تخبرنا الحقيقة فلن نسمح لك بالذهاب إلى عائلتك".

وكشفت زوجته في حديث لمراسل "الأناضول"، أن عناصر الشرطة ظلوا في المنزل بعد تحويل زوجها لمقر مديرية الأمن، وقد أجبروها على المكوث في مكانها لمدة طويلة دون أي حركة، لدرجة أنها "كانت تذهب إلى الحمام والسلاح موجه نحوها".

ولم يتوقف التنكيل به عند الاعتقال بل تسببت الشرطة بفصله من العمل، وقال إنه يعمل منذ سنوات في شركة معروفة جيداً في النمسا ويكسب رزقه بنفسه، إلا أن الشرطة أرسلت رسالة إلى محل عمله تقول: "لا يمكن لهذا الشخص أن يعمل هنا" وبناء عليه تم فصله من العمل.

كما جمدت الشرطة أرصدته في البنك، ورغم أنها أخبرته أنه بإمكانه سحب ما يكفي لسد احتياجاته الأساسية، إلا أنه "فوجئ عند ذهابه للبنك بأنه غير مسموح له بسحب أي مبالغ".

الاقتحام الهمجي للمنزل من قبل عناصر الشرطة ترك آثاراً نفسية سيئة على طفلته، التي أصبحت "غير قادرة على الرضاعة وهي ما تزال في شهرها الثامن".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات