البروسترويكا الأمريكية


كما كانت البيريسترويكا (إعادة الهيكلة ) من بطولة ميخائيل غورباتشوف عام 1991 وتسببت في إنتهاء الإتحاد السوفيتي وخروج الدول وإستقلالها في آسيا الوسطى التابعة للسوفيت وبذلك تقلص الإتحاد السوفيتي الى الإتحاد الروسي وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي القطب الأوحد في العالم وذلك الحال كانه يتكرر هذا العام في أمريكا وكان الفارق الكبير أن الإتحاد السوفياتي كان يُقاد بالحزب الشيوعي لوحده ولكن أمريكا تُقاد منذ عشرات السنين بواحد من الحزبين الديموقراطي والجمهوري ويمثلهما الحمار والفيل ولكن ما يحدث الآن في أمريكا يبدو وكأنه إنهيار للديموقراطية المزعومة للأمريكان بإدارة الحزب الفائز وحسب نتائج الانتخابات كل أربع سنوات ولكن دونالد ترمب هو من يتسبب في انهيار تلك الديموقراطيّة لأسباب قد يكون للصهيونية العالميّة علاقة بذلك والله اعلم حيث قد يكون لأسباب مخفيّة وقد تكون عادة نبرة الأبيض والسود معاذ الله

ومن الملاحظ أن في أمريكا أناس غوغائيون تلعب في مخيلاتهم خطابات ترمبية خيالية وقد نتهم الكثيرين منهم بأن أموال ترمب لها تأثير على بعض المواطنين الأمريكان وقد تكون بعض هذه الأموال قادمة من دولنا العربية مقابل وعود وعد بها ترمب بعض الزعماء العرب بل وقرّب بين حكومة الكيان الصهيوني وبعض الزعماء العرب بشكل خاص مع ان مواطنين عرب كثيرون يرفضون ذلك التطبيع بين إسرائيل وحكومات عربية .

وحيث ان الأنباء تتحدّث عن وفاة اكثر من متظاهر في مبنى الكونجرس الأمريكي وقد تتسبب تلك الوفيات بحوادث ومظاهرات أكثربين الأمريكان وذلك ليس حبا في ترمب وحزبه فقط ولكن شعورا من الأمريكان أن مقتل هذه الضحية وغيرها من حوادث سابقة تنذر بضياع وهم الديموقراطية الأمريكية وبداية تفكك الولايات المتحدة الأمريكية إلى دويلات يعلم الله متى تصبح حقيقة .

وقد اصبح يساور كثير من الأمريكان بعد ما حدث في مجلس الشعب لأمريكا بعظمتها يديرها شخص أكثر عنصريّة من المتطرفين والصهاينة المنتشرين في مختلف القارات خاصّة وان ترمب خرج عن كل التقاليد الأدبية والعقلانيّة والغوغائيّة .

ومع أن الهجوم على مبنى مجلس النواب والشيوخ لم يدم طويلا ولكن بالرغم من محاولة ترمب تثوير الوضع ليمنع تثبيت إنتخاب بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكيّة ولكن ما حدث يذكرنا بالتنبؤات السابقة لبعض المنجِّمين بقرب نهاية الولايات المتحدة الأمريكية وتفككها إلى ولايات غير متحدة وكذلك ضعف الكيان الصهيوني وتنامي عدد السكان العرب بالنسبة لعدد اليهود على أرض فلسطين التاريخيّة وهذا قد يضعف الكيان الصهيوني قليلا مقابل زيادة في التأثيرللعرق الفلسطيني العربي في دولة إسرائيل مستقبلا وكما أن ترمب يلعب بغباء وتوجيه من الإسرائيليّين اليمينيّين وبأوامر من الصهيونيّة العالميّة فإنّ لعبته بائت بالفشل حتى الآن.

ومع أن مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين قد عاودا الاجتماع وتثبيت نجاح جو بايدن بالإنتخابات الأمريكية, إلا ان ما حدث يوم الأربعاء الأسود في حياة الأمريكيّين له معان كثيرة أولها أن الحياة الديموقراطيّة الأمريكية مزيفة في أمريكا خاصة في جانب المصلحة الذاتيّة لأشخاص وجهات معينة وحاشا لله أن تكون المصلحة العامّة هي الهدف الغالب كما كانت أيام الخلافة الراشدية عندما شكّل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم الدولة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة قبل فتح مكّة المكرّمة .

ويدور الحديث الان وحسب توجه مجلس النواب بزعامة رئيسته بيلوسي لتنحية ترمب عن الرئاسة خلال الأيام القليلة المتبقية له بالحكم بتهمة الإخلال بالنظام الأمريكي وتعريض الديموقراطيّة فيه للخطر والتي تلاقي قبولا عند أعضاء من الحزبين في أمريكا ولكن مشكوك في قدرتهم على ذلك بالرغم من تخوف بعضهم ان يورِّط بلاده بحرب ضد إيران .
وفي جميع الأحوال والظروف لا بدّ لنا ان نتأكد أن سياسة الحزبين واحدة وهي ضد العرب والمسلمين فالخل اخو الخردل وعلينا ان نعترف اننا مررنا منذ قرون عديدة بنكسات عميقة ادّت إلى تراجعنا كثيرا وقد آن الأوان ان نستفيد من النكسات واللدغات وعن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين وهذه سنة لله شرعية، فينبغي للمسلمين أن يسلكوا سنة الله الكونية، فتتوائم سنة الله الشرعية مع السنة الكونية، وألا يكونوا أغبياء، فلا ينتبهوا للأخذ بالأسباب، فينبغي أن نفهم دين الله عز وجل، ونعمل له على حسب ما يتيسر لنا من الأسباب، والمؤمن إن كان فطناً ذكياً صاحب فراسة فإنه لا يلدغ من حجر واحد مرتين، وإن لدغ من حجر واحد مرتين فإنه ينتفي عنه كمال الإيمان والله أعلم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات