وإنهـــــــم لكاذبــــــون


يا سيـد الأوطان:

أراهم يبتسمون ويكذبون ويرقصون على أوجاعنا, يحبسون ألامنا لتتخمر ويصنعون منها نبيذا" لسهراتهم كل ليلة, فلا آلامنا تنفذ ولا سهراتهم تنتهي ولا نبيذهم يشح, يسلخون جلودنا التي قتلها الجفاف ويقدمونها هدايا لطباليهم وما أكثرهم يا سيد الأوطان, يغتالون خيولنا العربية الأصيلة طعاما" لكلابهم المدللة والمتبقي من شعرها أوتارا".

فسلام لك يا سيد الأوطان, وسلام للوفـاء والتفـاني في محبتك وخدمــة الأمـة المتعطـشة للأوفياء الأوفياء والرجال الرجال في زمن شحـت فيــه الرجال وطوبى لمـن جعـلك مقـل العيون وأطبـق الجفون عليك انتماء" و ولاء" وحبا" بعزتك وسؤددك وإشفاقا" بأناسك الطيبيـن البسطاء الذيــن رضعـوا الوفاء والحـب لربوعك مـذ كانوا صغارا"_ وهـم لم يكونوا صغارا" أبدا"- وسلام لكل الصادقين.

يا سيد الأوطان.. هل ممكن أن يصبح الحق باطلا" والباطل حقا"؟! والكرم نزوة" والبخل ذكاء" والخيانة عـزا" والوفاء جريمة والولاء وصولية" والانتماء حماقة"!! هل ممكن أن تضيق رحابك يا سيد الأوطان والأزمان!! وهل من الغباء أن يفني الإنسان نفسه ولسانه وقلمه من أجل رفعـة وعـزة من يؤمن أن فيهـم صلاح هذه الأمـة التي ما عاشت إلا عزيزة وما ذلت يوما" إلا لبارئها!!

يا سيـد الأوطان.. هل هذا زمان المرتدين والخونة!! ألا مكان للأوفياء!! أزمان الرياء لا زمان الحق!! أزمان التسلق لا زمان الصعـود!! أزمان الـفر لا زمان الكر!! أزمان يكافــح فيه الحر ويحارب!! أأصبح التخنث أناقة والرجولة رجعية والغيرة تعنتا" والتطنيش تفهما"!! في مثل هذا الزمان يصبح الهروب ثلاثة أثلاث الرجولة لا ثلثيها, حين يصبح الوفاء للأمة مغرما" لا مكرما", وعبئا" لا سندا", وكومة من الأشواك في الدرب لا شجيرات من ورود الدحنون تزينه, وشموعا" سوداء مطفأة" لا مصابيحا" تنير مكامن العتم في الطريق.

لكننا يا سيد الأوطان بأوجاعنا المختمرة وجلودنا المسلوخة وخيولنا التي يغتالونها كلما جاعت كلابهم أو طربت وطربوا.. نبقى نشهرك في وجه العالم أغلى وأحلى وأول وآخر الأوطان.. نشهرك في وجه الدنيا سيفا" من الياسمين, ونشهرك في وجه الملحدين كتابا" مقدسا", وفي وجه الذل صرخة عز وفخار, وفي وجه البشاعة قصيدة, نشهرك في وجه التخلف مملكة من رخام اللجين, نعتذر عن الكلام ونسميك لغتنتا, نشهرك في وجه الظلام شمعدانا"من التبر المنقى, نبيع العالم ونشتري آثار قدميك,نسحب استقالتنا ونسافر قرب ابتسامة خديك, يا وطن الأوطان, وحين نهديك كلماتنا ومفرداتنا الممعنة في الهرب إلى حيث جيدا" تدري, ونحن أستطيع إهداءك فقط ما نملك, فنحن كمن يهدي كل أسماك المتوسط للمنتصرين على شواطئك.

وعلى شريف البلاد وسيدها وعليكم يا سيد الأوطان وعلى كل شرفائك ســـلام الله.

ayman_dolat@yahoo.com




تعليقات القراء

عبدالله جرادات
مبدع كالعادة يا دولات شكرا لك ابا الحسين هو زادنا في المنفى الداخلي والبقية كاذبووووووووون
03-12-2010 03:51 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات