اثر التعليم عن بعد على سلوكيات الاطفال الاردنيين


جراسا -

ياسر خليفة - غيّرت جائحة كورونا، العديد من المفاهيم الاجتماعية والسياسية والتربوية حول العالم، خاصة فيما يتعلق بالتعليم الافتراضي او "التعلم عن بعد"، لطلبة المدارس الذي فُرض منذ بدء تفشي فيروس كورونا، وسط حالة من القلق تولدت لدى ارباب الاسر، وهم يشاهدون التغير السلبي في سلوكيات اطفالهم، بحسب اولياء امور ومشرفين تربويين.

يضطر الطلاب والطالبات، خصوصاً صغار السن، في هذه الأيام لمتابعة منصة "التعليم عن بعد" لعدة ساعات، ثم يستغرقون في اللعب والتسلية الإلكترونية على الشاشة ذاتها، كنوع من الترفيه بعد الدراسة، الامر الذي يضعهم في دائرة الخطر، خاصة عندما تستسلم كثير من الأمهات لرغبة أطفالهن بمنحهم وقتاً إضافياً للعب.

"جراسا" خلال الايام الماضية قامت بإعداد إستفتاء عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تأثير نظام "التعليم عن بعد" على سلوك الاطفال، واظهرت نتائج الاستفتاء بان 79% من الاهالي يعتقدون بان "التعليم عن بعد" كان له تأثيراً سلبياً مباشراً على سلوك ابنائهم، واجمعت آراء العشرات من الامهات والاباء، على التغيير السلبي الذي اثر على ابنائهم.

قبل عام، لم يكن "التعلم عن بعد" مألوفاً بالنسبة إلى الامهات، فكان ابرز ما يحثّون اطفالهن عليه، الالتزام بالدراسة واحترام معلميهم والتركيز على الاخلاق والابتعاد عن الفوضى، الا ان الاشهر الماضية اي خلال التعلم عن بعد، اصبحت الفوضى لدى الاطفال تطغى على سلوكهم، ناهيك عن عدم حسهم بالمسؤولية اتجاه الواجبات المدرسية وعدم الاهتمام بما سيلقاه من عقاب لدى معلمه او معلمته، في حال لم ينجز واجبه المدرسي.

أمر خطير آخر، تطرقت له اراء الاردنيين خلال الاستفتاء، والمتعلقة بان الغش أصبح في الامتحانات الدراسية مترسخاً لدى الاطفال، ناهيك عن الكسل وحبهم للجلوس في المنازل، عكس ما كان يسعون اليه في السابق، وحب الفضول لديهم للخروج حتى لو امام المنزل للهو مع اصدقائهم، بالاضافة الى ان "التعلم عن بعد" تسبب ايضاً بعدم انتظام النوم لدى الاطفال، علماً انه شرطاً اساسياً في المرحلة التربوية للطفل بما يعكس ايجاباً على صحته الجسدية والعقلية.

التعلم عن بعد، تسبب ايضاً بما كان ينهي عنه اولياء الامور سابقاً، بعدم استخدام الهواتف الذكية لفترات طويلة، فخلال الفترة الحالية اصبح الطفل مجبراً من قبل ولي امره، على استخدام الهاتف او الجهاز المحوسب، لإنهاء دروسه على منصة التعليم، في حين ان احدى الامهات وهي ام لـ 3 اطفال تحدثت لـ"جراسا" عن الالتزام الواضح لاطفالها خلال بداية مرحلة التعلم عن بعد، الا ان ذلك تراجع تدريجاً بعد ذلك حتى وصل الى مرحلة "اللا مبالاة".

استفتاء جراسا اظهر اراء اشخاص اخرين، من ناحية ايجابية الذين اكدوا على ان المطالعة المستمرة للطفل لمواقع التواصل الاجتماعي والمنصات التعليم اسهمت في تطوير المهارة التكنولوجية لدى الاطفال، ناهيك عن ان التعلم عن بعد اسهم  في حماية صغار السن من فيروس كورونا، بالتزامهم في المنازل وعدم مخالطة الاخرين.

"جراسا" تواصلت مع عدد من المشرفين التربويين، الذين اكدوا على ان التعلم الافتراضي أصبح بمثابة "كارثة تربوية"، اثرت بشكل سلبي على سلوكيات الطالب من الناحية التعليمية، ناهيك عن الحالة النفسية، بحيث انه في مرحلة ما قبل المدرسة، تعد المشاركة الاجتماعية مع أقرانهم أمرًا في بالغ الأهمية بالنسبة لهم لتنمية الشعور بالذات، بينما ادى "التعلم عن بعد" الى اضعاف المهارات الاجتماعية لدى الطلبة، فوجود الطلاب في صف واحد يقومهم اجتماعياً.

المشرفون اكدوا على ان هناك مواد دراسية يجب ان تكون بشكل مباشر بين المعلم وطالبه، خاصة المواد العلمية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات، لم يعد هناك اهتمامات ودية مع المعلم مثل الاخلاقيات والسلوكيات، علماً ان "التعلم عن بعد" اثر ايضاً على المعلم نفسه، الذي اصبح اهتمامه بتقديم درسه بفيديو واحد وتجاهل التعليم العلمي، فالخاسر الاول هنا هو الطالب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات