سهى الطويل وهدر دم الشهيد عرفات !!!


لم يكن غريبا ولا جديدا ولا مفاجأ ما صرحت به سهى الطويل أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لصحيفة " يديعوت أحرنوت " الإسرائيلية بعد مرور 16عام على اغتياله حيث قالت بان " أبو عمار مات مسموماً بشكل مؤكد ولكن ليس على يد إسرائيل" رغم أن " الجميع ظنوا بأن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتياله ولكن لا أعتقد أن ذلك صحيح " لتعطي بذلك صك براءة مجاني من دم الرئيس الراحل عرفات للصهاينة

الذين كرس قادتهم كل ما لديهم من أدوات القتل والإرهاب للتخلص منه عبر سلسلة طويلةٍ من محاولات الاغتيال والملاحقة والحصارات المتتالية والتي كان آخرَها حصاره في "المقاطعة" الذي انتهى بتسميمه إثناء حصاره من قبل الجيش الإسرائيلي في مقر الرئاسة برام الله

فيما وجهت الطويل اتهامها إلى أحد الفلسطينيين بتسميم عرفات دون ذكر اسمه رغم أن ( القضية برمتها لا تزال أمام القضاء ) وكل أصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل باغتياله بمادة البولونيوم المشع الذي ( لا يمتلك أحد في المنطقة إمكانية تصنيعه سوى دولة الاحتلال ) ومرارا أعلنت السلطة الفلسطينية أن إسرائيل الملوثة يديها بدماء العديد من القيادات الفلسطينية هي المسؤولة عن اغتيال الرئيس الفلسطيني وهي التي كانت على الدوام معنية بالتخلص منه رغم رفضها كعادتها أن تكون وراء الجريمة

كما أشارت السيدة سهى في حديثها بان زوجها ( سار في طريق الإرهاب ) ( انظر تعني الكفاح الوطني المشروع ) وانه ارتكب خطأً كبيراً بإشعاله انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 بعد اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون المسجد الأقصى ( والحق أنها النقطة الأفضل في سجله ) وأضافت أنها لا تعرف من أقنع زوجها بالدخول بانتفاضة جديدة رغم انضمامه لعملية السلام وأنها طلبت من زوجها إيقاف الانتفاضة ووقف عمليات حماس لأنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى حرب أهلية ولكنه رفض كما أشارت إلى أنها " تربطها علاقات ودية وجيدة مع شخصيات إسرائيلية " وهذا كان جزء من ممارساتها المعهودة منذ البداية

لاشك بان هذه التصريحات المنفلتة والمشبوهة والكيدية وغير المستندة الى براهين قاطعة او إحكام قضائية عادلة او أدلة دامغة مقنعة وقد اعتبرت خطأ فظيعا وسقوطا شنيعا ودسا للسم في الدسم أثار استياء وغضب الشارع الفلسطيني وأحدث إرباك لدى القيادة الفلسطينية وبلبلة بين الناس وإساءة مباشرة للتاريخ النضالي للشهيد ابو عمار وعموم أبناء الشعب فلسطيني الذين ينظرون للراحل وإرثه السياسي والوطني بانه ملك لهم جميعا وليس من حق أحد احتكاره خاصة وإنهم ارتبطوا به كقائد في إطار الشرعية النضالية والدستورية منذ عقود كبيرة وطويلة وفهم يتذكرون يوم لاذت السيدة سهى منذ بداية محنته بالرحيل الى باريس وتخلّت عن دورها حيال وطنها وزوجها
ومن المؤسف ان هذه التصريحات تزامنت مع في ذروة احتفالات الشعب الفلسطيني بالذكرى 56 لانطلاقة حركة فتح التي جسدت شعلة الكفاح والنضال للثورة الفلسطينية المعاصرة التي ارتبط أسمها وتاريخها بالشهيد القائد المؤسس أبو عمار

سهى الطويل ليس لها أي منصب سياسي في القيادة السياسية الفلسطينية ولا في إطار فتح او السلطة الفلسطينية او منظمة التحرير وهي أرملة عرفات فقط ولا تمثل قيادات الشعب الفلسطيني ولا الشعب الفلسطيني وليس من حقها إطلاقا ان تتخذ اي قرار في هذا الموضوع وكان أحرى بها الابتعاد عن الخوض في تفاصيل السياسة الفلسطينية ومتغيراتها الخطيرة وأن تنأى باسم الشهيد القائد وعائلته عن متاهات لا تخدم قضية الشعب الفلسطيني فضلا عن وجوب احترامها لتاريخ أبو عمار وكل ما يمثّله لشعبه وأمته من إرث نضالي يستذكر بعزة وكبرياء وفخر في اللحظات الصعبة كقائد للشعب الفلسطيني وكزعيم عربي وعالمي ولكل المناضلين الأحرار وعليها ان تعتذر للشعب الفلسطيني وتصلح الخطأ الذي ارتكبته و الا فهي بما قالت تضع نفسها في خندق أعداء الشعب الفلسطيني المجرمين قتَلَة ( رمزه الوطني وقائده التاريخي ياسر عرفات )

لأرملة الرئيس الفلسطيني الراحل العديد من التصريحات المرفوضة والمقصودة عبر نافذة الاحتلال فقد سبق لها في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي ان هددت " بفتح أبواب جهنم على بعض قيادات السلطة الفلسطينية من خلال ما لديها من وثائق خطية كتبها ياسر عرفات بيده عنهم كما توعدت بان نشر أي قصاصة عنهم سترهقهم أمام شعبهم كما اتهمت كبار المسؤولين الفلسطينيين بالتآمر على زوجها ولا زالت تتهم مقربين من الرئيس عباس بالتشهير بها

تصريحات سهى الطويل تبعث على الأسف وتثير الانقسام ولها مردود عكسي وسط محاولات تحقيق المصالحة ولم الشمل وتشكيل جبهة موحدة في وجه الاحتلال وفي ومضمونها أثارت الشكوك والمخاوف ووضعت علامات استفهام كثيرة بأن هنالك أطراف خارجية ربما دفعتها للقيام بذلك مستعينة بإرث الرئيس الراحل ياسر عرفات وقد تكون مرتبط أيضا بصفقة وإغراء مالي للتشهر بالسلطة الفلسطينية من قبل مواقع وشخصيات فلسطينية وعربية وإسرائيلية معروفة باهتمامها بالتشويش على القيادة ومنظمة التحرير بسبب تمسكهم المبدئي بالثوابت الوطنية ومواجهة المخططات الصهيو – أمريكية ( صفقة القرن والضم والاستيطان وحق العودة وتقرير المصير ومسألة القدس ) وغيرها

وفي وقت سابق تحدث بسام أبو شريف المستشار السابق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بتفاصيل يتم الكشف عنها لأول مرة عن الطريقة التي قتل بها ياسرعرفات إسرائيل اغتالت عرفات عن طريق دس السم له. وقال مستشار عرفات: "دست إسرائيل السم لعرفات في معجون الأسنان الذي كان يستخدمه باستمرار وان السم كان من النوع بطيء المفعول بحيث كلما استخدم فرشاة الأسنان تدخل كمية من السم إلى اللثة ومنها إلى مجرى الدم

وقد أعلن ناصر القدوة ابن شقيقة عرفات رئيس مؤسسة ياسر عرفات في تصريحات للصحافيين أن عائلة عرفات والمؤسسة تتهمان إسرائيل بقتل الزعيم التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية بمادة البولونيوم المشعة كما قال اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق في وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إن كل الدلائل تؤكد ان إسرائيل هي من قتلت ياسر عرفات وكذلك قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في حينه زياد النخالة أن إسرائيل هي من قتلت الرئيس الشهيد ياسر عرفات ولا جهة لها مصلحة بقتله سوى إسرائيل

كما اتهم رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي أيمن عودة الشاباك الإسرائيلي بقتل الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات أن " آفي ديختر " الذي كان رئيسا للشاباك عام 2004 وقت وفاة عرفات أرسل الأشخاص الذين قتلوه وقد صرح محمد الحوراني أمين سر المجلس الاستشاري لحركة فتح في حوار سابق معه على قناة العربية بان إسرائيل هي من قتلت ياسر عرفات وأن هناك تسجيلا مسربا لحديث بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون ورئيس هيئة الأركان السابق شاؤول موفاز يتعلق بإعطاء الأمر المباشر بقتله والسؤال الموضوعي هنا ما دامت إسرائيل هي وراء العملية فلماذا سكتت حركة فتح عن الثأر لدم ياسر عرفات المهدور

يذكر ان الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات توفي في تشرين الثاني سنة 2004 عن عمر ناهز 75 عاماً بمستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس ودفن في رام الله

بقي ان أشير الى ان السم كان إسرائيلي والأيدي التي دسته ربما كانت فلسطينية والموافقة الإجرائية.أمريكية والتغطية على الجريمة فرنسية لكن في الحقيقة الكل ساهم بقتل أبي عمار ( الأب المؤسس للدولة الفلسطينية ) وبغض النظر عن اليد الآثمة التي استخدمتها إسرائيل للوصول أليه والكيفية والطريقة التي لا زالت مجهةولة فإن المسؤولية المباشرة عن اغتياله تقع على عاتق الكيان الصهيوني الإرهابي ولهذا نقول ان السيدة سها الطويل لا تملك أي مبرر أخلاقي او أدبي او أنساني او قانوني أو سياسي لتبرئة إسرائيل من هذه الجريمة النكراء وقاتل الرئيس عرفات لن يبقى إلى الأبد مجهولا
mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات