الزهايمر السياسي


الزهايمر كغيره من الأمراض لا يفرق بين غني وفقير أو غفير ولا رئيس أو وزير ولا بين عزيز وحقير، وكبار الساسة والمشاهير حينما يصلون إلى مرحلة الخرف والعته يصبحون مثل الطاعون ومن باب أولى أن يتم عزلهم عن الشعوب تفاديا لانتشار الأوبئة خاصة ونحن نعيش في ظل جائحة دمرت دولا وقتلت شعوبا وأودت بأنظمة حد التهلكة.

فعلى سبيل المثال في الغرب لا يتحرّج من إعلان الاصابة وذكر المصاب بهذا المرض حتى لا يعتد بكلامه ولا يحسب على سياسة الدولة ولا تلتفت وسائل الإعلام إلى تخريفه وهرائه على الأقل من زاوية إنسانية، والمجنون يرفع عنه القلم ولا يكلّف وقد يحجر عليه، مثلا اصيب الرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريغان" بهذا الداء وكانت تنتابه نوبات هستيرية من الضحك فسارعت الدوائر السياسية والصحية إلى إعلان إصابته بالزهايمر وتم عزله عن العامة حتى مضى إلى ربه، نفس الشيء حدث مع الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" فرحل إلى المغرب ليكون بعيدا عن اعين الفضوليين والرقباء ويفعل ويقول ما يشاء في ريف مراكش .

في بلداننا العربية تحدث هذه الحالة واخطر منها لكن لا يعلن عنها ويترك صاحبها حرا طليقا يقول ويهذي ما يشاء وفي أي وقت شاء، لقد سمعنا مرة عن حاكما عربيا يخاطب شعبه بالشقيق وكأنه هو في دولة وشعبه في اخرى، وتجمع بينهما الجامعة العربية المسكينة، ويحدث أن يصاب أحد أكبر القادة بلوثة عقلية فينقلب على عقبيه ويبدأ سلسلة التشكيك في رفاقه وفي كل شيء، فتتسرب فيروسات الشك إلى الشعوب المبتلية بالمخرّف وتصبح الثورات والقادة والتاريخ محل اعادة النظر.

يقول أحد الباحثين في أمور شؤون دور العجزة قال إن أصعب شيء على الإنسان العربي أن يكون مسؤولا لسبب وجيه وهو أنه لا يتقبل الفطام ويقول كل مولود يجبر على فطام أمه إلاّ المسؤول العربي لا يستطيع أن يفطم عن الكرسي وهو على استعداد أن يضحي بالغالي والنفيس وأن يدمر كل شيء مقابل أن يبقى على الكرسي وملاصقا به والأدهى قبل موته يوصي به لورثته.

لعل احسن علاج توصل إليه المشرع العربي لمكافحة الزهايمر هو قانون "واجب التحفظ" لذلك يجب تعميمه على الساسة والقادة والمشاهير حتى لا تصدم الشعوب في بعض رموزها ومقدساتها وينقلب الفخر إلى الفضيحة والاستقرار إلى فوضى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات