كيف غيّر عام 2020 مظاهر حياة الاردنيين ؟


جراسا -

أمينة عوض - لم يكن عام 2020 كغيره من الاعوام السابقة، حيث أجبرت جائحة الفيروس التاجي (كوفيد 19) التي اجتاحت دول العالم المختلفة معظم الناس على تغيير أنماط حياتهم، فتحولت عاداتهم وسلوكياتهم وكيفية أدائهم لوظائفَهم بشكل مختلف وفريد، كما فرضت قيودا قاسية على حرياتهم.

عام استثنائي استطاع فيه الشعب الاردني أن يغير ثقافته المجتمعية، فالمتابع للمشهد الاردني، يرى كيف تحولت ثقافة الحرص والوعي لعادة تلازم كل مظاهر حياتنا، أصبحنا نرى وجوهاً تغشاها كمامات طبية، وكأننا نرى الأطباء في أعين كل مواطن ومواطنه أردنية.

وفيما يتعلق بروابطنا الأسرية، عادت اسرنا للتماسك كما لو كنا لا نزال نعيش في الزمن الأبيض والأسود، بداية الأزمة كانت قاسية للغاية على كل بيت وأسرة ضعيفة وحتى تلك البيوت التي كانت تعتقد أنها في برج عاجي، ولن يدخل من بابها الفيروس الخبيث، لكنها سرعان ما حول الفيروس حياتها المشتتة إلى ركن واحد يجمع أفراد الأسرة للإنصات لأخبار الفيروس وما يحوي في جعبته من اجراءات تفاجئهم يوما تلو الاخر.

تعلمنا خلال العام 2020، كيف نحزن على أحبائنا بصمت ودون أن نظهر عادات الطعام والشراب في بيوت العزاء، ونحصرها بحزن القلب ووداع من فقدنا لمثواه الاخير ودون ظواهر لازمتنا أعوام مضت، غرس العام 2020، فينا مفاهيم الحب الصادق حتى وان كان مقتصراً على تلك الحفلات التي لا تتعدى زوايا بيت أهل العروس.

لم نعد أحرارا كما كنا، نسافر حيث نشاء ونخالط من نشاء ونتجول حيث نشاء. وبعد كل تلك الحرية اللامحدودة، اصبحنا الآن حبيسي المنازل، لا نستطيع حتى مصافحة أقرب المقربين ولا دعوة أصدقائنا إلى عشاء أو غداء.

قدمت 2020 لنا دروساً وعبراً كثيرة، عندما كشفت الجائحة عن تقصير البشرية الهائل في دعم وتطوير البحوث العلمية، بدلاً من إنفاق المليارات على مظاهر الترفية والبذخ، خاصة في دول العالم الثالث.

الجائحة كشفت لنا أن الطبيعة لا تفرق بين الغني و الفقير، أو الحاكم والمحكوم، فيما الفيروس اثبت ان مصير البشرية واحد، والعمل الجماعي وحده سيخلص البشرية من هذا الخطر الداهم لتستعيد حريتها وتحافظ على مكتسباتها التي حققتها خلال القرون الطويلة.


لم يمر عام 2020 مرور الكرام فقد طبع في أذهاننا، أمورا لو عشنا سنين عديدة لم نكن لنتعلمها بدقة ما عشناه مع كل تفصيلة اختلطت بها أنفاس فيروس كوفيد19 لنبقى نتلقى صفعات من الحب والحرب حتى ننتصر على الفيروس ونعود كما كنا في سابق عهدنا بحياة بسيطة غير مؤطرة بقوانين تفوق العادة، لكن بالتأكيد بفكر أعمق وبدرجة وعي تفوق عاماً واحداً وهو مسيرة 2020.

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات