حرب الأوصاف البذيئة بين ترامب وبولتون




في سجالات تمثل اكبر سقوط أخلاقي وقيمي وضمن حرب اتهامات سوقية مستعرة يتراشق فيها بالكلمات المبتذلة والألفاظ البذيئة والأوصاف الخادشة للحياء بصورة فجة ووقحة لا يمكن تصديقها من قبل مسؤولون يتولون زمام السلطات العليا في البيت الأبيض ( ترامب – بولتون ) والذان ليس لهما حظا موفور من الوعي والفهم والأدب والإدراك وهما يكرران تفاهتهما بشكل مرفوض ومفضوح سواء فيما بينهما أو اتجاه بعض الإفراد والشعوب الأخرى

وفي تغريدة جديد للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب هاجم مجددا الأحد الماضي 0 2/ 12 /2020 مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون واصفا إياه بأنه من الأشخاص الأغبى في واشنطن حيث كتب ترامب متسائلا ماذا يمكن لبولتون وهو من الأشخاص الأغبى في واشنطن لمن يعرفه ( قد يكون بولتون حقا الأغبى في واشنطن لكن الأغبى منه من لم يدرك غباءه إلا وهو يبتلع مرارة غبائه ) واضاف ترامب ألم يكن هو الشخص الذي تحدث بحماقة في تصريح متلفز عن الحل الليبي وما ستفعله الولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية

ثم تابع لدي الكثير من قصص بولتون الغبية الأخرى وهذه ليست المرة الأولى التي يشن فيها ترامب هجوما شديد اللهجة على بولتون فقد سبق أن قال عنه بأنه كان أحد الأشخاص الأكثر غباء الذين عملت معهم في الحكومة وانه رجل متجهم وممل ولم يضف شيئا للأمن القومي سوى تكرار قوله ( هيا نذهب إلى الحرب ) ونشره بشكل غير قانوني الكثير من المعلومات السرية وقد رد بولتون على تعليقات ترامب واصفا إياها بالمراهقة وغير الرئاسية وقال لن أنزل إلى مستواه

وفي كتابه "الغرفة التي شهدت الأحداث" الذي سرد فيه بولتون كواليس ما حدث خلال فترة توليه منصب مستشار الأمن القومي الأميركي بين عامي 2018 و2019 حيث يهدف كشف الاسرار الى إقناع الأميركيين بإخراج الرئيس ترامب من البيت الأبيض عبر التصويت ضده في الانتخابات الأخيرة خاصة وانه رسم صورة صادمة للرئيس ترامب كزعيم متهور استغل قوة منصبه لخدمة مصالحه الشخصية والسياسية حتى قبل مصالح الأمة

وقد علق ترامب على كتاب بولتون في سلسلة من تغريداته بقوله لو استمعتُ إليه لكنا الآن في الحرب العالمية السادسة وأضاف أنه توسل إلي ليحصل على منصب مستشار الأمن القومي وقد رفضت الموافقة على تعيينه سفيرا لواشنطن لدى الأمم المتحدة والذي اصلا لم يكن مجلس الشيوخ موافقاً عليه ووصف ترامب كتاب بولتون بـ" القذر" وغير الصحيح " وهو عبارة عن مخطوط كامل من المعلومات السرية التي تهدد الأمن القومي وقال كان لدينا مخاوف مستمرة من نزعة بولتون للحرب

وفي وقت سابق ورد على لسان مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون وصفه للرئيس ترامب " بعديم الأخلاق " لأنه يركز على الأشياء التي تساعده على إعادة انتخابه دون التركيز على ما هو أفضل لأمريكا وشعبها بينما وصفه ترامب في إحدى تغريداته بانه " يفتقد إلى الكفاءة "مما يبين لنا بوضوح لا لبس فيه الصورة الحقيقية لمستوى قادة الولايات المتحدة الأمريكية ومدى تردي وهبوط ثقافتهم وأخلاقهم الى مستوى العالم السفلي لمجرمي المافيات ولصوص العصابات وقطاع الطرق وأرباب السوابق ورواد الحانات ومرتادي النوادي الليلية ومواخير البغاء وليست هذه ثقافة تليق بالمسؤولين في دولة عظمى تسعى للاستحواذ على العالم وقيادته والانفراد بالقرار الدولي في القارة الأوربية والعديدة من دول العالم الأخرى

وقد قال بولتون في موقف أخر حاطا من قدر ترامب الكثير من الناس يعرفون ان ترامب لا يعلم الا القليل عن التاريخ ولا يرغب بدراسته وأورد أمثلة على ذلك وسخر منها بطريقة مثيرة عندما أوضح ان ترامب سال رئيسة وزراء بريطانية السابقة تيريزا ماي هل تملك بلادها فعلا أسلحة نووية وقد كان يظن أن فنلندا جزء تابع لروسيا وكان على وشك الانسحاب من حلف الأطلسي كما كان بولتون حسب ادعائه يثبت تاريخ الحرب الكورية لترامب مرات عديدة و كان يسخر منه قائلاً: " ترامب عتيق ينتقل من صفقة في يوم واحد إلى حرب شاملة في مجرد ثوان "

حر ب السجالات هذه بين ترامب ومستشاره السابق للأمن القومي على تويتر وغيره لم تعد صامتة بعدما انفراط عقد التحالف بين الرجلين المتقاربين في المزاج والفكر والتوجه والسلوك والعنجهية وهي تكشف عن عمق الانقسامات داخل الإدارة الأميركية حول السياسات الخارجية وكيفية التعاطي مع الملفات الحساسة وهذه ليست المرة الأولى التي يصف فيها بولتون ترامب مثل هذه الأوصاف التي يستحقها او يكشف عن إسرار البيت الأبيض

بولتون كما هو معروف يعد واحدا من أكثر المتطرفين الذين تخلى عنهم الرئيس ترامب بسبب خلافات جوهرية حول العديد من القضايا في مقدمتها كيفية التعاطي مع الخطر الإيراني والتفاوض مع طالبان وهو لا يقل عدوانية عن ترامب بل ربما أكثر منه حقدا وعنصرية وقد لمسنا ذلك خلال الحوار مع كوريا الديمقراطية كما لاحظنا كيف كان موقفه العدواني من روسيا وهو لا يختلف عن موقف ادولف هتلر

تخيلوا الى أي مستوى وصلت الأمور بين كبار المسؤولين الأمريكيين في انحدار أخلاقهم في بلاد ما تسمى ( سيدة العالم الحر بل سيئة العالم الحر ) لان قادتها سيئين وبهذا الواقع القبيح الذي نراه من الكذب وفبركة الروايات والقصص والأحابيل التي لم نرى مثيلا لها في التاريخ لتزداد قناعاتنا بان من يحكم الولايات المتحدة ألان مجموعة تمارس البلطجة بما فيهم ترامب نفسه ولا غرابة ان نسمع من ترامب وبومبيو وبولتون وغيرهم مصطلحات وأوصاف واتهامات واطئة وخسيسة فهم جميعا ينتسبون الى مدرسة عفنة وقذرة واحدة تعلموا فيها تلك المصطلحات السوقية غير الجديدة عليهم واليكم بعض الشذارات القليلة من قاموس ترامب البذئ والجاهل

قبل سنوات اصدر الكاتبان فيليب راكر وكارول ليونيغ يورد كتاب عنوانه "عبقري متوازن للغاية " يوردا فيه فصولاً متوالية من تصرفات الرئيس التي تعكس جهله بوقائع جغرافية وتاريخية أساسية ففي اجتماع عقد بين ترامب ورئيس وزراء الهند ناريندرا لبحث التهديد الذي تشكّله الصين على الهند قال ترامب لرئيس الوزراء الهندي انت متخوف كثيرا ( كما ولو أن الصين على حدودك )
.
وفي كتاب جديد آخر بعنوان ( برج الأكاذيب ) لمؤلفته باربرا ريس وهي مسؤولة تنفيذية بارزة عملت لفترة طويلة مع الرئيس ترامب في شركة العقارات المملوكة له سردت أبرز السمات الشخصية لترامب من خلال فترة عملها وأهمها العنصرية المفرطة ومعاداة السامية والتشبث بالرأي وإلقاء مسؤولية الأخطاء على الآخرين

وقد كشف كتاب غيره لمايكل كوهين المحامي الشخصي السابق للرئيس الأمريكي ترامب أن الرئيس يحتقر الزعماء العالميين السود والأقليات حيث وصف ترامب مانديلا بأنه زعيم ضعيف
وعقب وفاته عام 2013 تحدث عنه بألفاظ بذيئة بأنه لم يكن زعيما حقيقيا كما وصف هايتي ودول أفريقيا أخرى بأنها "حثالة "

وبعد مقتل قاسم سليماني مسؤول الحرس الثوري الإيراني زعم ترامب أن الكثير من الشبان والشابات الذين شاهدهم يتجولون دون ذراع أو بدون أرجل كان " ابن العاهرة " سليماني مسؤولا عن إصاباتهم بسببه وقال أن الديمقراطيين يجب أن يغضبوا من جرائم " الشرير سليماني " وليس من قرار إنهاء حياته البائسة

وفي مقطع فيديو انتشرعلى نطاق واسع ظهر فيه ترامب وهو يتكلم عن النساء مستخدماً مصطلحات جنسية اباحية وفي غير مرة نشر تعليقاته المهينة حول النساء وحط من قدرهن وتفاخر باعتداءاته الجنسية على بعضهن كما كشفت شبكة سي ان ان في وقت سابق تسجيلات اذاعية مخجلة لترامب إثناء ترشحه للرئاسة تضمنت كلمات فاضحة وإساءة اخلاقية بحق ابنته ايفانكا حين وصفها وصفا جنسيا فاضحا يتعذر ذكره هنا

وخلال مؤتمر صحفي عقد عقب الانتخابات النصفية بامريكا نشب سجال حاد بين ترامب ومراسل سي ان ان في البيت الابيض " جيم اكوستا " بعد محاولة الاخير الحصول على جواب من الرئيس فاحتج ترامب غاضبا وقال للصحفي ( يجب ان تخجل سي ان ان من نفسها لتوظيفها شخص مثلك انت شخص وقح ) وقد علقت محطة السي ان ان بالقول ان ما قام به ترامب كان عمل انتقامي

نهاية ترامب وبولتون لا يؤسف عليها فالرجلان مغامرين نزيقين وخطيرين يدينان بأيديولوجيا العنصرية البغيضة والتفوق العرقي والتعامل مع الخصم أوالمختلف معه بلغة العصا والازدراء والكراهية وهما أحد أبرز صقور المحافظين الجدد الذين لا مكان عندهم للدبلوماسية وسياسة التسوية في معالجة الخلافات والأزمات ولديهما توجه مشترك ان إخضاع الآخر لا يكون الا بالقوة

وأخيرا أشير الى لتقرير الذي نشره 35 من علماء النفس في أمريكي لحظة فوز ترامب بالرئاسة والذي وصف ترامب بأنه يعاني من نرجسية مرضية مزمنة وبكل تأكيد فان بولتون مصاب بنفس المرض والاثنان على عتبات الخرف والجنون



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات