قيل لولا كبار النفوس في الأرض لكانت الأرض جحيماً لا تطاق ولولا صغار النفوس فيها لكانت نعيماً..
أولئك كالنحل. وهؤلاء كالذباب... فبينما تعيش النحلة مع الأزهار ومن الأزهار، تعيش الذبابة في الأقذار ومن الأقذار...
اليوم خرج علينا تقرير ديوان المحاسبة ليكشف للفساد بابا جديدا فحالنا كل عام كقصص الف ليلة وليلة يخطها تقرير ديوان المحاسبة عن فساد بعشرات الملايين في جسم مؤسسات الدولة، دون أن يحاسب احد...
وكلي يقين أن تكتفي حكومتنا الرشيدة ( اعزها الله كسابقاتها) بتطبيق شعار (سامحتك كثير و بحذرك ) دون أن تقدم أحدا منهم للمحاكمة بتهمة التزوير والاختلاس، والسرقة والفساد بعد أن تمرغوا في الحرام تمرغاً..

من ملفات الفساد والتنفيع التي تحدث عنها التقرير حادثة صغنطوطة (نتووووووفه) توضح بجلاء سوء أخلاق من أوكلت اليهم مهمة خدمة الوطن واختيار الموظفين للمراكز القيادية الكبرى ....
حيث كشف تقرير ديوان المحاسبة للعام 2019، عن الراتب الخيالي الذي كان يتقاضاه الرئيس التنفيذي السابق، للملكية الأردنية، الألماني الجنسية ستيفان بيشلر والذي تم تعيينه منذ تاريخ 01/06/2017( اه منذ 2017)

يظهر التقرير أن راتب ابو العُريف، اللهم لا حسد بس 20 ألف يورو، طبعا صافي دون أي اقتطاعات "الضمان أو الضريبة" فهذا الحمل تتحمله الشركة عنه يضاف إليهم ( فتفوتة صغيرة) بدل سكن حوالي 2500 يورو شهرياً فقط...

و يكمل التقرير بوضع يده على "مكمن" هام جداً و هو وجود بند مضاف ( دوزنه سرسرسي مستفيد ) لم يتضمنه العقد و أطلق عليه، "بدل غربة لهل المسكين و قيمته 50 ألف يورو كل 3 أشهر..

و يتحدث التقرير أيضاً عن تحمل الشركة لمبلغ 150 ألف يورو لاستقطاب الرئيس التنفيذي، عند توقيع العقد معه، و قد قام بمنح شركته السابقة عطاءات بقيمة 130 ألف يورو، لاستقطاب كفاءات من تلك الشركة، (على قاعدة خوووذ واعطي) دون منح المجال للكفاءات الأردنية حتى للمنافسة ،

وفي الختام نوه التقرير أن الرئيس السابق، لم يكن يستحق هذا المنصب (طيب مين عينه لعاد ) لأن سيرته الذاتية تبوح بخسائر كبرى في الشركات التي عمل بها مسبقاً و أدى إلى إفلاسها ..
اليوم هذا ملف من الف الف ملف تحدث عن الملكية بعيد الشر عن إفلاسها فهي لحالها بتفلس ما بتحب التدخلات الخارجية...

من المضحك والمثير للسخرية ان التقرير صدر بعد أن غادرنا ابو عيون جريئة الحج بيشلر ، فكيف لأمر بهكذا خطورة يصدر أن يصدر بعد 3 سنوات من نهب الملكية المنظم !!!؟؟؟

صدقوني بتلك الصورة المقززة وبعد هذا التأخير في المحاسبة لن يصدقكم أحد ، فلم يعد لدى هذا الشعب الصابر ذاكرة الذبابة

اليوم من يحاسب الكبار وقطاريزهم بعد أن تعاملوا مع هذا الوطن كمزرعة خاصة بهم لعقود وعقود ؟

اليوم هكذا تقارير أصبحت كالذباب الساقط على جيفته المنتنة يحاولون من خلالها تجميل الواقع المرير بعد أن ملّ الشعب من شعارات مكافحة الفساد وبعد أن تمت تعرية الفاسدين و لفظهم الشعب لكثرة الأزمات التي برعوا في صنعها ..

صدقوني ذات يوم سيتغير تقرير المحاسبة عند الشعب ولن يكون أكثر من صفحتين يسطر أسماء الفسدة الذين اكتوى بنيرانهم الوطن والمواطن....
م مدحت الخطيب كاتب ونقابي أردني