الولايات المتحدة اصبحت تشبه الاتحاد السوفيتي قبل انهياره


جراسا -

أعلنت بورصة "ناسداك" الأمريكية عن اعتزامها حذف الشركات التي لا تعين في مجالس إدارتها امرأة واحدة وأحد الأفراد من الأقليات الجنسية LGBT من بورصتها.

لكنها تركت، في الوقت نفسه، ثغرة يمكن العبور منها، وهي أن وجود المثليين أو النساء سوف يتم تحديده وفقا للتعريف الذاتي للشخص نفسه كمثلي أو كامرأة. أي أنه من أجل البقاء في البورصة يكفي لأحد في مجلس إدارة الشركة إعلان أنه مثلي، والآخر أنه امرأة.

بإمكاني تخيل هيئة اجتماع مجلس الإدارة في إحدى شركات "ناسداك"، بينما يرمي أعضاؤه النرد كي يعلن من يحصل على الرقم "3" عن نفسه امرأة، ويعلن من يحصل على الرقم "6" عن نفسه أنه مثلي.

ومن الممكن أن تبدو فضائح المستقبل على النحو التالي:

"تصوير رئيس مجلس إدارة شركة (آبل)، وهو رجل مثلي الميول الجنسية، في موعد غرامي مع امرأة!!!!"، وينهار سوق الأسهم إثر هذه الفضيحة. ثم لا شك أنه سيبرر "فعلته"، مؤكدا أنه كان مجرد اجتماع عمل، ولم يفكر أبدا في العودة إلى ميوله الجنسية الطبيعية. لكن، وعلى الرغم من ذلك، ستستمر أسهم "آبل" في الانخفاض بمقدار الثلث...

لكن، وبشكل عام، يذكرني كل هذا الجنون، الذي يبتلع الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر فأكثر بالسنوات الأخيرة من الاتحاد السوفيتي، قبل انهياره.

وبعد حفلة العربدة الماجنة التي حملت اسم "رشا غيت" (فضيحة التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية)، واضطهاد شبكة "سي إن إن" ووسائل الإعلام الليبرالية الأخرى لترامب، لم يعد أحد من المواطنين الأمريكيين يثق بالصحافة والإعلام، تماما كما كان عليه الحال في الاتحاد السوفيتي، بحلول الثمانينيات من القرن الماضي، حيث لم يكن أحد يلقي بالا أو يصدق الصحف السوفيتية.

كذلك تعود السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى النخبة القديمة من كبار السن الذين فقدوا عقولهم، ولم يعودوا قادرين على مواجهة التحديات، ولا يهمهم سوى تأخير الانهيار قليلا، بأي ثمن، من أجل عيش ما تبقى من الحياة في ظل الظروف "المريحة" التي تعوّدوا عليها، وبعدهم الطوفان، تماما كما كان عليه الحال في السنوات الأخيرة من وجود الاتحاد السوفيتي.

يعيش اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية في أزمة ممنهجة، وعجز الميزانية يبلغ 50%، والأمة والحكومة تعيشان في الديون، وقد أصبحت جميع الظروف مهيأة لموجهة عاتية من التضخم المفرط، كما كان الحال في الاتحاد السوفيتي وقت الانهيار.

في ضوء ذلك، لا تجد النخبة الحاكمة أمامها شيئا أفضل من التضحية بالكفاءة مقابل الأيديولوجيا. حدث ذلك في الاتحاد السوفيتي من أجل الأيديولوجية الشيوعية، في الولايات المتحدة يحدث من أجل الأيديولوجية الليبرالية، التي تتطلب ألا تدار الشركات من قبل متخصصين فعالين، ذوي خبرة وكفاءة مهنية، وقطعوا شوطا طويلا في السلم الوظيفي، ولكن تستند إلى خلفياتهم ما إذا كانوا مثليين أو نساء تتلخص كفاءتهن فحسب في كونهن لسن رجالا...

إن الولايات المتحدة الأمريكية تفقد قدرتها على المنافسة، وهي عملية مستمرة منذ فترة طويلة، ولديها ميزان تجاري سلبي لفترة طويلة، في الوقت الذي لا تهتم فيه النخبة الحاكمة إلا بانتصار أيديولوجيتها!!

وعلى هذه الخلفية تتبع الصين التي يفترض أنها دولة شيوعية بيان دنغ شياو بينغ الذي قال إن "لون القط لا يهم، كل ما يهم أنه يفتك بالفئران".

أعتقد أن نتيجة الصراع على الهيمنة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تبدو واضحة.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات