لا ندري ما هو المستقبل


تمرُّ الايّام مُثقلة بالهموم والأفكار المشوّشة واحيانا المرعبة واهمُّ رعب يأتي لإنسان مؤمن بالله ليس هو الخوف من الموت فالأشهر المارّة علينا منذ بداية العام واستفحال الجائحة عوّدتنا أن الموت قريب من الإنسان قرب لقمة طعام أو شربة ماء لا يلحق من تناولها او شهقة لا يكمل تنفسها بعد أن إستفحل الوباء وأصبح عدد الوفيات منه بالالاف في البلد الواحد وفي اليوم الواحد وزاد عدد الوفيات في العالم عن مليون ونصف المليون بينما زاد عدد المصابين عن أربعين مليون مصاب أي ان الوفيات تزيد عن 3.5% من المصابين الذين يشكلون حوالي نصف بالمائة من سكان الكرة الأرضية .

وفي الماضي القريب كان الناس يعتقدون ان الدول والبشر في العالمين الثاني والثالث مرهونان بالدولتين الأعظم أمريكا والإتحاد السوفيتي وبعد إنهيار الإتحاد السوفيتي عام 1988 أصبحت ألولايات المتحدة هي الحصان الفائز وهو الذي يُخيف العالم أجمع ومع أن الدول الصناعية الثماني العظمى بدات بتقوية صناعاتها وغزو العالم بكل الاعيبها حيث حاولت فرض بعض مواقفها التجارية والإقتصاديّة والماليّة في العالم وخاصّة في دول العالم الثالث وبدات تجتذب تلك الدول تارة بمساعدات فنيّة وأخرى هبات وقروض سهلة السداد نظريا ومِنح مقابل تسهيلات معينة وغيرها من المساعدات الآجلة وذلك قي نفس الوقت الذي نشط فيه البنك الدولي وصناديق التنمية والتشغيل وصندوق النقد وغيرها من صناديق دولية وأمميّة تهدف نظريا لمقاصد شريفة واضحة لتحسين حالة الدول المستفيدة وشعوبها بما فيها البيئة والصتاعة والزراعة والسياحة والصحّة والتعليم ورفع مستوى حياة شعوبها بما فيها المرأة والطفل وقد يكون لمقاصد بعض الدول الكبرى اهداف خاصّة تتعلّق بموارد تلك الدول الضعيفة والهيمنة على ثرواتها وإقتصادياتها المختلفة وحتى أنظمة الحكم فيها .

وليس اهميّة جائحة كورونا في تسببها في العدد الكبير من الوفيات أو عدد الإصابات بالملايين من البشر وليس بالدمار الذي احدثته لإقتصاديّات العشرات من الدول ومنها دول كانت تتحكّم في إقتصاد الإنسان وحياته على إمتداد العالم ولكنّ ما أحدثه هذا الوباء من ثورة وتغيُّرا في العالم أجمع بدوله وسكّانه على إختلاف مراحل أعمارهم وتأثيرها المباشر على صحّة الناس وحياتهم وأعمالهم وتعليمهم وتعلُّمهم وطريقة كسب رزقهم بل وكل ما يتعلق بحياتهم وحياة أطفالهم ومستقبل عوائلهم وما سيطرأ على العالم اجمع من تغييرات جوهريّة تمسُّ حياة سكّانه ومعتقداتهم وطريقة حياتهم وسلوكيّاتهم وطرق تفكيرهم وقد ندرك نحن كبار السن هذا لاحقا ولكن أبنائنا وابنائهم سيعيشونه بالتدريج قريبا وقد يصل أحفاد أبنائنا بعد وقت متوسط او طويل الأمد الى مفاهيم أخرى لمعاني الوطن والحدود والأرض بل وحتّى الكرامة وعزّة النفس ورابطة الدم وعلاقات القرابة وتبقى فقط الإرتباط بالأديان والغيبيات وإنتظار الأقدار والحياة الاخرى .

وبات المستقبل في المجهول فلا يدري طبيب هل سيكمل علاج مريض أم يتوفى قبل المريض وهل يموت الرياضي قبل مشاركته في النشاط القادم وهل يتغلب كبير السن على أمراض السكّر وارتفاع ضغط الدم وحاملي الشبكات العلاجية في صدورهم وأعضاء أجسادهم المريضة وغير ذلك من ظروف قاهرة واهمها إستياء نفسيات البشر نظرا للظروف الوبائيّة وأهمها حظر التجول وتعطٌّل الأعمال ومشاكل العائلات وإنقطاع الأجور.
فهل نعلم مستقبل أيامنا وأيّام مستقبلنا وماذا يخبئ المستقبل لنا ولأبنائنا وأوطاننا ولنبقى ننتظر الأقدار وما تخبأه لنا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات