تطوير مادة بديلة للبلاستيك تتحلل ذاتيا


جراسا -

تمكن فريق بحثي في شركة ”ترافين“ البريطانية للتكنولوجيا الحيوية من تطوير مادة ثورية صديقة للبيئة وقابلة للاستخدام في العالم الحقيقي، حيث يمكنها التحلل حيوياً دون تدخل بشري، وحتى في مياه المحيط، لتحل بديلة عن المواد البلاستيكية الملوثة للبيئة.

طورت الشركة البريطانية المادة التي أطلقت عليها أيضاً اسم ”ترافين“ من بوليمرات حيوية تتحول إلى سماد طبيعي وتتحلل حيوياً بشكل مستقل، حيث تم دمج البوليمرات الحيوية مع مادة الغرافين، التي نال مطوروها جائزة نوبل، وهي مشتقة من الكربون وتُعد أقوى من الماس على المستوى الذري.

وتعتمد المواد البلاستيكية التقليدية القابلة للتحلل الحيوي والشائع استخدامها على السماد التجاري، حيث تُستخدم الطاقة لتسخين السماد، فضلا عن تحديات لوجستية أخرى تعيق من تحللها.

وعلى سبيل المثال، وجد تقرير لشبكة ”بي بي سي نيوز“ في عام 2019 أن المواد البلاستيكية القابلة للتحول إلى سماد في مدينة ويلز البريطانية، كانت تذهب إلى مكبات النفايات بدلاً من تحولها إلى سماد، لأن مجالس البلدية في المدينة كانت غير قادرة تقريبا على التعامل معها.

كما تنتج هذه المواد لدائن بلاستيكية وغاز الميثان ومركب ثاني أكسيد الكربون أكثر 25 مرةً مع الاحترار العالمي.

وأوضح الباحثون في الشركة أن مادة ”ترافين“ يمكنها تحسين إنتاج ثاني أكسيد الكربون في طبقة المهاد بالتربة التي تعزل بين التربة والبيئة الجوية، حيث يمكن استخدامها لتحصين الطبقة العلوية الخارجية من التربة.

وتساءل غوت جوليوسن، الرئيس التنفيذي ومؤسس ”ترافين“: ”وسط الأزمة المناخية من المعروف أن النفايات البلاستيكية ضخمة ومشكلة عالمية، والعديد من البدائل البلاستيكية موجودة الآن، ولكن لماذا لا نراها في كل مكان؟“.

وأضاف: ”هذا لأنها تحتاج إلى ظروف معينة من صنع الإنسان للتحلل الحيوي، والعديد منها يتحلل إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة، تلوث محيطاتنا وسلسلة الغذاء منذ قرون“.

وأوضح جوليوسن أن مثل هذه المواد البلاستيكية الحيوية تم تبييضها بشكل فعال، ولكنها أضرّت بالبيئة عند استهلاكها، كما أن عمرها الافتراضي قصير، حيث إنها تتمزق بسهولة، ولا يمكن إنتاج محتوياتها اقتصاديا على نطاق واسع.

وكشف الباحثون أن إضافة الغرافين مع مادة ترافين، جعلها أقوى وأرق وأقل قابلية للنفاذ من البدائل المتاحة للبلاستيك، ما يحسن من سلامة الغذاء وفترة صلاحيتها.

من جهتها، قالت بيرجيت ليودن، مديرة مختبر The Ocean Opportunity TOOL النرويجي – وهو أول مختبر عائم في العالم لدراسة المحيطات – ”تشكل المواد البلاستيكية 23% من النفايات البحرية، حيث إن مادة ”ترافين“ يمكنها إنشاء نقطة تحول حاسمة في معالجة أزمة التلوث البلاستيكي العالمية، خاصة في بيئات المحيطات، وجعلها خالية من البلاستيك“.

وتهدف شركة ”ترافين“ من وراء ابتكارها الحاصل على براءة اختراع في بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى العزوف عن استخدام العبوات البلاستيكية التي عفّى عليها الزمن وتعطيل صناعة البلاستيك البالغة نحو 4 تريليونات دولار للوصول إلى بيئة خالية من الملوثات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات