للأسف بتلك المعايير تماما بات ما نعيشه ونراه


تنتشر في مجتمعنا عادات وتقاليد عمياء في التعبير عن فرحنا سواء في الأعراس او المناسبات الشخصية كـ نتائج التوجيهي أو احتفالات الناجحين بالبرلمان او البلدية حيث يصاحب تلك الاحتفالات إطلاق العيارات النارية من مختلف الأسلحة علاوة على إضاءة الفضاء بالألعاب النارية وصوت الموسيقى والأغاني ،ناهيك عن المسيرات بالسيارات التي تجوب المنطقة مطلقة صوت الزامور،والغريب بكل هذا أنهم تناسوا بأن هناك رجل مسن أو مريض بحاجة الى الراحة،او عائلة مكلومة فقدت عزيزاً عليها.

وليس هذا فحسب بل طالما أدت تلك الاحتفالات بفتح بيت عزاء عند عائلة أخرى نتيجة إطلاق العيارات النارية وانقلب الفرح الى ترح .
ومع حجم هذه المأساة فأننا بدأنا نشهد تطور آخر يغزو مواقع التواصل الإجتماعي من المناكفين الغير آبهين بمشاعر الناس مستخدمي الشاشات السوداء والفضاء الإلكتروني للسب والشتم والتنمر على الآخرين، هؤلاء المناكفون باتوا يتعاملون مع تلك المآسي وكأنهم جمهور في حلبة ملاكمة فلا مكان هنا إلى الإنسانية والأخلاق.

فلن يزعجك ضميرك إذا انهال من تشجعه بلكمات عنيفة ومتتالية على وجه خصمه، بل ستبتهج وأنت ترى الدماء تسيل من وجهه فهي دليل على انتصار وقوة بطلك وستكون ذروة سعادتك بترنح الخصم وسقوطه على أرض الحلبة ولن يفكر لحظة بذلك الإنسان المدمى الساقط على الأرض للأسف بتلك المعايير تماما بات ما نعيشه ونراه.

لم يعد إطلاق العيارات النارية وحدها من تسبب بقتل إنسان بل أن العبارات المشينة والأوصاف الغير أخلاقية قد تكون قاتلة وأكثر فتكاً.

ولعل قمة الكوميديا السوداء تأتي حين ترى أحد هؤلاء المناكفين والمناكفات وقد كتب بوستا يقطر دموعا على صفحته الشخصية على الفيسبوك لكي يخبر العالم بأن مرشحه قد خسر الانتخابات أو يملأ الأرض فرحاً بأنه قد نجح،ثم نكتشف بعد أيام بأنه قد باع صوته بأبخس الأثمان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات