رجب طيب أردوغان؛ آخر السلاطين الأتراك


عندما بدأت الدولة العثمانية تنهار بفعل فاعل، وراحت مطارق اليهود ومن التف حولهم من أتراك متعصبين للعلمانية، تضرب بأساسات الدولة الإسلامية، وبتشجيع من أحزاب الكفر والإلحاد، والإنبطاح تحت حذاء بريطانيا وفرنسا وأوروبا كلها، ظهر فكر علماني جديد مهمته قيادة العالم الإسلامي الى المجهول، بحجة التحديث، والعولمة، والتطوير، وإزالة كل مظاهر الرجعية والتخلف، هكذا من وجهة نظرهم أصبح الإسلام من الأديان المتخلفة، والمتطرفة، والمتشددة في زمن يزحف نحو التطور والتقدم، ولو على حساب الأصول، والعادات، والتقاليد، والقيم التي تربت عليها الشعوب، وتعلمتها من قيم، ومبادىء الأديان السماوية، وأهمها وأكثرها اعتدالاً وسمواً؛ الديانة الإسلامية.

مرت تركيا بعد انهيار الخلافة العثمانية عام (1908 – 1909)، زمن الخليفة عبد الحميد خان الثاني، آخر السلاطين الأقوياء، واستمرت بالانهيار في العهود التالية:

عهد السلطان محمد رشاد الخامس (1909 – 1918).
عهد السلطان محمد وحيد الدين السادس (1918 – 1922).
عهد السلطان عبد المجيد الثاني (1922 – 1924).

وكان السلاطين الثلاثة من أسوأ من حكم الدولة العثمانية في تاريخها الممتد لأكثر من أربعمائة سنة على الأقل، وذلك يعود الى تحكم الإتحاديين، ويهود تركيا بالسلطان الحاكم حتى جعلوه ألعوبة بأيديهم، إذ كان لا يملك من القرار السياسي والديني أكثر من أن يوقع ويختم بختم السلطان، دون أن يعلم، أو يقرأ القرار المراد توقيعه حتى لو كان القرار فيه إعدامه، أو عزله من ولاية العهد والحكم.

وظلت السلطنة تعاني بعد عزل السلطان القوي عبد الحميد الثاني؛ مدة عقدين من الزمن الى أن استحكم الغرب بكل تفاصيل الدولة، وكانت جاهزة لإلغاء الخلافة عام (1924)، وبتوقيع السلطان عبد المجيد على إنهاء الإسلام، وتم نفيه الى فرنسا، وتوفي بعد عشرين سنة من النفي.

استطاع الأتراك وعلى رأسهم قائدهم الذئب الأغبر؛ مصطفى كمال أن يغير معالم الدولة كلها، ومن المعروف لدى الجميع كيف استطاع إلغاء كل ما يتعلق بالدين الإسلامي، وحرم على الأتراك التعامل بالإسلام تحت طائلة القتل، أو النفي، أو السجن المؤبد.

ظهرت حالات، ومحاولات لاستعادة الدين الإسلامي، لكنها كانت تواجه بعنف شديد من قبل العسكر التركي، وكان جنرالات تركيا ورثوا دستور أتاتورك، وعملوا بنصوصه، وكأنه من الدساتير الخالدة التي لا يمكن تعديلها، فقد حاول عدنان مندريس وكان رئيساً للوزراء أن يطبق تعاليم الإسلام في تركيا الا أن ضباط الجيش أطاحوا به في انقلاب سريع، وقدموه للمحاكمة، وأعدموه في ساحة عامة حتى يكون عبرة لغيره من الزعماء الذين يمكن أن يفكروا في تعديل قوانين أتاتورك العلمانية.

نحن الآن نعيش في القرن الواحد والعشرين، الألفية الثالثة، وفي عهد ظهر فيه أحد الرجال الأقوياء على مستوى العالم، جاء من المجتمع المسلم الذي يؤمن بدولة تركية قوية؛ تعتمد على نفسها بالمقام الأول، ويحكمها من يخاف على إرثها العظيم، وعلى إنجازاتها التي تحققت، وبالرغم من محاولات الغرب وضع العراقيل أمام عربة التقدم والتطور، إلا أن الفكر الإسلامي المعتدل ظل يتقدم وينتصر شيئاً فشيئاً، وها هي تركيا أردوغان تواصل حربها ضد التقوقع، والإنطواء، والسعي وراء مساعدات الغرب.

كانت تركيا من أكثر الدول تخلفاً بعد أن حاربت الدين الإسلامي إرضاءً للغرب، أما الآن فتركيا أصبحت بفضل الإسلام الذي يحكمها من أكثر الدول تقدما، بالرغم من أن هذا الأمر لا يرضي الغرب على الإطلاق، لذلك يقوم العالم المتقدم بمطالبة الأتراك بالعودة الى الوراء، والتمسك بأسباب التخلف، والتراجع حتى تبقى تركيا تعيش على حسنة المساعدات الغربية، وعلف البهائم الذي تقدمه أمريكا للعرب...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات