ما ينتظرنا ليس مجهولاً يا معالي الوزير


طلع علينا معالي وزير الصحة الجديد د. نذير عبيدات في آخر تصريحاته محذراً بأن المنحنى الوبائي في تصاعد مستمر، وبأن الأمور تسير نحو المجهول، فهل حقيقة الأمر كذلك، وما الذي فعله معاليه منذ توليه زمام المسؤولية، حتى لا نصل إلى هذه النتيجة الكارثية، وهو الذي واكب الجائحة وتطوراتها منذ ظهور الإصابة الأولى قبل نحو ثمانية شهور، عضواً في لجنة الأوبئة وناطقاً باسمها، إن آخر ما نحتاجه اليوم معالي الوزير في هذه اللحظات الصعبة، هو التصريحات والتنبؤات والتي أثبتت الوقائع المتتالية، بعدها عن الحقيقة والواقع، لا بل أكاد أقول بعدها عن المنطق العلمي السليم، وليعذرني معاليه فهذا ليس رأياً شخصياً نطلقه في إطار التهويش أو المزايدة، وإنما هو رأي الغالبية العظمى من المواطنين، من أصيب منهم بالوباء، ومن ينتظر الإصابة، من أوكل أمره لله الواحد الأحد، ومن أصيب بالرعب وهو يرى تصاعد أعداد الإصابات اليومية وفق متوالية هندسية، من بضع عشرات إلى بضع مئات ثم ألوفاً مؤلفة، في معدلات تكاد تكون هي الأعلى على مستوى العالم، في الوقت الذي بدأ نظامنا الصحي يئن ولا أقول يتهاوى تحت وطأة التسارع الكبير في أعداد المصابين الذين يحتاجون إلى المعالجة في المستشفيات، مما دفع مدير مستشفى الجامعة الأردنية، للإعلان عن عدم امكانية استقبال أية حالات جديدة، فالأسرة ممتلئة عن آخرها، والممرات تزدحم بالمرضى والمراجعين، ولا أجهزة تنفس لأي قادم جديد مهما ساءت حالته .......

ليس مجهولاً معالي الوزير ما ينتظرنا من هذه الجائحة في قادم الأيام، الإصابات في تزايد مستمر ولا إجراء جديد أو ذو مغزى من قبل الحكومة نراه على أرض الواقع، بإستثناء خطاب ضعيف يحمل المواطن كامل المسؤولية، ويطالب الجميع بلغة تعوزها الاحترافية، بأخذ الإجراءات الإحترازية والوقائية، فالإصابات اليومية سوف تزداد بشكل كبير لتتجاوز خمسة آلاف أو ستة آلاف خلال أسبوع أو عشرة أيام قبيل الانتخابات النيابية التي ما زالت الجهات المعنية ماضية قدماً في إجراءات عقدها، في تجاهل غريب للوضع الوبائي المتفجر ....

إن ملامح وتطورات المعركة مع الوباء قد أصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، الفيروس اللعين يسرح ويمرح لوحده في شوارعنا وساحاتنا واسوقنا بل وبيوتنا، ومناعة القطيع التي طالما قابلناها بالرفض والاستنكار هي التي تسود الآن، وعلى الحكومة الآن وقبل فوات الإوان أن تتوقف فوراً عن التحليلات والتفسيرات والتنبؤات، وأن تبدأ بعمل جدي مفيد يبدأ بالتوقف عن الفحوصات المكلفة التي تقوم بها فرق التقصي الوبائي والتي لم تعد ذات جدوى إو فائدة فالوباء انتشر ولا سبيل إلى وقفه إلا بإغلاق طويل المدى لا نقوى على تحمله، والمباشرة بإعلان حالة الطوارئ الصحية، للاستفادة القصوى والمنسقة من كافة الموارد الصحية المتاحة لدى كل القطاعات، بشكل متزامن مع إعادة الروح والنشاط لصندوق همة وطن لدعم القطاع الصحي، وإلزام كافة المؤسسات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال بتخصيص مزيد الدعم لهذا القطاع الذي يقف اليوم بصبر وثبات في قلب الخطر للذود عن صحة وسلامة المواطنين، فلم تعد الأمور تحتمل أي تهاون أو تسويف وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم قبل فوات الأوان.
حفظ الله هذا الوطن وأهله الطيبين وجنبهم كل مكروه.



تعليقات القراء

من عاد مجرب
المشكلة انهم لا يعملوا اي شيء جديد أو مختلف ويتوقعوا نتائج مختلفة.
وهذا يدل على ماذا؟
07-11-2020 08:07 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات