الأسير ماهر الأخرس جوعي عن غدي سيذود


لست ارهب موتي الآتي فان جوعي عن غدي سيذود ها أنا بالجوع أصبحت أعلى أنشد حريتي أوانتقل إلى دار الخلد وبصبر الرجال وهمـة الأبطـال سنصنع دروب العـزة للأجيـال

بإصرار لا يلين وبعزيمة لا تفتر وبصمود أسطوري عظيم يمثل واقع شعب حر مضطهد يقاوم ولا يستسلم ولا يهزم لتستمر المعركة في تحدى جرائم السجن وإرهاب السجان بقلب أسد هصور في جسد منهك وأمعاء خاوية تسجل ملحمة بطولية متواصلة قي التصدي للمحتل الغاشم وبطشه داخل سجونه بروح شامخة وكرامة عالية وكبرياء متفردة حتى نهاية الطريق قائما النصر والحرية وإما بالشهادة

الأسير ماهر الأخرس (49 عاما) الذي يواصل الإضراب المفتوح عن الطعام لما يزيد على 90 يوم سجل فيها أروع قصة كفاح وصمود بأدق التفاصيل لمعركة الأمعاء الخاوية في مواجهة العدو الصهيوني والتصدي لسياسات القهر والقمع والغطرسة حيث كشف الأخرس بصلابته عورة وقذارة المحتل العنصرية وأسقط أقنعته الديمقراطية الزائفة وهو يخوض إضرابا تاريخيا عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري والحكم عليه بالسجن أربعة أشهر إداريا دون توجيه أي تهمة له والممكن تجديد الحكم عليه أكثر من مرة لاحقة

وإمعانا منه في التحدي والتصميم أعلن مؤخرا إنه يرفض تناول المحاليل والمدعمات القسرية لكسر إضرابه والنيل من عزيمته تحت ذريعة التدخل الاضطراري للحفاظ على حياته وأكد انه لن يتناول الطعام بتاتا إلا في الضفة الغربية بين أهله وشعبه مهما كان الثمن والتضحيات من اجل النصر وانتزاع الحقوق العادلة للأسرى بالرغم مما يهدد صحته من إخطار قد تؤثر على وظائف الأعضاء الحيوية في جسده بالتوقف كالكلى والكبد والقلب إضافة الى معاناته المستمرة من آلام شديدة في الرأس والمعدة وضغط وغباش العينين وطنين في الأذنين وضغط في منطقة الصدر مصحوب بضيق التنفس ولم يعد يستطيع الحركة مما يجعل حياته عرضة للخطر البالغ بشكل مفاجئ وفي أية لحظة

ناهيك عن سياسات و ممارسات سلطات الاحتلال الممنهجة في "الإهمال الطبي" بحق الأسرى الفلسطينيين وخاصة المضربين عن الطعام حيث لا يمنح الأسير الرعاية الصحية المطلوبة كما تتعمد سلطات الاحتلال العسكرية وبالتعاون مع إدارة المستشفى تعريض حياة الأسير الأخرس للخطر من خلال وضعه مع مرضى آخرين في غرفة واحدة وقد سبق اكتشاف أحد السجانين المرافقين له بأنه مصاب بجائحة كورونا الا إدارة الاحتلال لا تزال سلطات الاحتلال تصر على عدم إطلاق سراحه رغم تردي وضعه الصحي بشكل خطير ورفضه التفاوض مع الاحتلال والاستمرار في إضرابه ومع استمرار التعنت الصهيوني وعدم الاستجابة العاجلة لمطالب الأسير الأخرس واحتمالية التسبب في استشهاده سيكون الثمن قاسيا والانتقام عاجلا ورهيبا كما كما أعلنت الفصائل والمنظمات الجهادية الفلسطينية المختلفة الذين حملوا الاحتلال العسكري الصهيوني ومحكمته الإدارية العليا المسؤولية الكاملة لما قد يتعرض له الأسير الأخرس وقد أكدوا بان الأسرى وحياتهم خط أحمر وان المساس بهم بمثابة إعلان حرب وإنها لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ممارسات الاحتلال الهمجية بحقهم وتجاهلها لحقوقهم وان الدفاع عنهم هو دفاع عن كل الشعب الفلسطيني

وتفاديا لهذه اللحظة المحزنة والأليمة بعدما أصبح وضعه الصحي أصعب من أي وقت مضى وإصراره على رفض تلقي العلاج الطبي من قبل الأطباء الصهاينة وتوقفه عن تناول الملح خلال إضرابه عن الطعام وقد يعلن أيضاً الإضراب عن الماء قريباً إذا لم تستجب سلطات الاحتلال لمطلبه بالحرية وطالب إدارة مستشفى "كابلان" الصهيوني حيث يرقد بالامتناع عن تغذيته قسرياً إذا ما فقد الوعي لفترة طويلة وبعدما أصبح يصارع الموت وهو يتشبّث بالحياة والحرية ويواصل المعركة ضد الاحتلال ترك وصيته في تسجيل فيديو مقتضب لأهله وشعبه والتي مفادها ( أنه لا يريد أن يوضع في ثلاجة وألا يشرحوا جثته لا بالمستشفى الإسرائيلي ولا الضفة الغربية وأن يقوم الأسرى القدامى الذين خاضوا معركة الإضراب عن الطعام وأهالي الشهداء بحمل نعشه ودفنه )

وقد أعلنت زوجته أم إسلام منذ أيام إضرابها عن الطعام في مستشفى "كابلان" الصهيوني تضامناً مع زوجها وقالت لن نترك الأسير الأخرس وحده في هذه المواجهة والمعركة وعلينا جميعاً أن نكون معه ونسانده وناشدت كل الأحرار المساعدة في الإفراج عنه والضغط على الاحتلال بكل الوسائل وأكدت ان زوجها لن يتنازل عن الإضراب إلا بالحرية أو الشهادة وبينت ان جميع محاولات الاحتلال إرغامه بالقوة على تناول الطعام فشلت بعدما رفضها وأصر على مواصلة إضرابه

لقد تعمدت سلطات الاحتلال المماطلة بالاستجابة لمطلب الأسير الأخرس حتى يصل إلى وضع صحي صعب وخطير يتسبب له بمشاكل صحية يصعب مواجهتها لاحقاً حتى في حال الإفراج عنه وهذا ما دائبت على فعله في غالبية حالات الأسرى الذين خاضوا إضرابات عن الطعام لفترات طويلة

من اجل ذلك هبت وتحركت جموع غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن و الداخل والشتات وتداعت الى تنظيم مظاهرات واعتصمات ووقفات للضغط على المحتل باتجاه إلغاء قانون الاعتقال الإداري الذي حوله الاحتلال لأداة انتقامية وعقاب جماعي بحق المناضلين وطالبوا بالإفراج العاجل عن الأسير الأخرس وليس تجميد القرار ثم إلغائه والتحايل عليه بنقلته من مستشفى " كابلان" في الداخل إلى مستشفى سجن الرملة العسكري من خلال فبركات قضائية مكشوفة ترسمها النيابة العسكرية والمخابرات من اجل تجديد اعتقاله الإداري لينتهي في 26 تشرين الثاني المقبل

وناشدت الجماهير الغاضبة دول العالم وبرلماناتها ومجلس حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية الإنسانية بسرعة التدخل لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين المرضى والعمل الفوري على إطلاق سراحهم في ظل جائحة كورونا وانتشار الفيروس داخل السجون الصهيونية لاسيما أن الاحتلال لا يوفر المستلزمات الطبية للمساجين كالكمامات والمعقمات إضافة إلى تجميع عدد كبير منهم داخل الغرف والزنازين ما يسمح بانتشار عدوى الفيروس بسهولة وطالبوا أيضا بتفعيل وزيادة الحراك الشعبي والجماهيري والمؤسساتي على كل الأصعدة من خلال الحملات الإعلامية وتواصل الجهود الدبلوماسية مع الجهات ذات العلاقة لإنقاذ حياة الأسرى والاعتراف بحقهم القانوني كأسرى حرب وتسليط الضوء على القهر والتعسف الاحتلالي الممارس يوميا عليهم من خلال سياسة الاعتقال الإداري

وفي لقاء صحفي من مرقده في المستشفى الصهيوني وبلغة الكبرياء والعزة والشموخ وبصوت الحق والانتصار قال الأخرس إذا أردنا أن نرفع الظلم ونعيش أحرارا يجب أن ندفع الثمن لأننا لن نتحرر من هذا الاحتلال الباغي دون ثمن بكل أنواعه فهناك الشهيد وهناك من يهدم بيته وهناك من يضرب عن الطعام كل بطريقته التي يقدر عليها يضحي ويقاوم وهذه وسيلتي انأ وأريد أن أصمد فيها حتى الحرية او الشهادة وهذه إرادتي وإن شاء الله نكون قد أوصلنا رسالتنا لكل حر في العالم ولشعبنا العزيز وأننا لن ننال حريتنا إلا بإرادتنا وصمودنا وقبل أيام حاولت سلطات الاحتلال التحايل عليه لوقف إضرابه عن الطعام من خلال تجميد اعتقال

يذكر انه في السابع والعشرين من تموز عام 2020 اعتقلت قوات الاحتلال الأسير ماهر الأخرس من منزله في بلدة سيلة الظهر في جنين ليكون ضحية جديدة للإرهاب الصهيوني المسمى بالاعتقال الإداري ومن أجل مواجهة هذا الإرهاب الوحشي بالمقاومة السلمية المشروعة التي يصم العالم آذانه ويغمض عيونه عنها وكذلك المنظمات والهيئات العالمية تقف متفرجة لا تتحرك وتنطق كفراً اذا أقدم شاب فلسطيني على التعبير عن غضبه عما تفعله إسرائيل بشعبه لتتماها مع المحتل ضمن مسرحية عدالة كاذبة وزائفة ومفضوحة بعدما أصبح الأسير الأخرس رقماً جديداً من الأرقام التي أحرجت العالم والاحتلال والصليب الأحمر الذي يقتصر دوره على المراسلات والمطالبات الخجولة بدل ان يكون له دوراً أكبر مع الأسرى الذين يصارعون الموت يومياً في سجون الاحتلال وإزاء ذلك لا بد من خلق رأي عام دولي من خلال تحرك السفارات وإرسال الوفود للخارج لفضح جرائم الاحتلال المستمرة بحق الأسرى فيما تضرب إسرائيل عرض الحائط بالقوانين وكافة المعاهدات الإنسانية الأممية الدولية الإنسانية خاصة اتفاقية جنيف الرابعة

الأسير الأخرس أب لستة أبناء اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات كانت أول مرة عام 1989م واستمر اعتقاله في حينه لمدة سبعة شهور والمرة الثانية عام 2004 لمدة عامين ثم أُعيد اعتقاله عام 2009 وبقي معتقلًا إداريًا لمدة 16 شهر ومجددًا اُعتقل عام 2018 واستمر اعتقاله لمدة 11 شهر وقبل أيام أعلن عن تجميد اعتقاله بشكل مؤقت حيث ترك غير مقيد وليس عليه حراسة من قبل إدارة السجون إلا أنه أكد على رفضه تناول الطعام حتى الإفراج عنه بشكل نهائي

ونحن هنا وشعوب العالم الحر جميعا نضم صوتنا لصوت أبطال الأمعاء الخاوية التي تدافع عن كرامة الإنسان رافضة ظلم الاحتلال هؤلاء المقاتلين الأشداء الذين يخوضون المعارك داخل السجون وأننا نحمل سلطات الاحتلال والمؤسسات الدولية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الأخرس ونطالب المجتمع الدولي وكل الجهات الدولية والبرلمانية في العالم من أجل الإفراج الفوري عنه والتحرك السريع لإنقاذ الأسرى الآخرين من براثن المحتل المجرم والوقوف مع الأسير الأخرس حتى يخرج منتصراً وان لا نسمح للاحتلال بالاستفراد به معربين عن أملنا في أن ينتهي اضرابه بتحقيق مطلبه بالحرية وأن يعود معافى لأهله وبيته

الاعتقال الإداري قرار حبس دون تهمة ومحاكمة لمدة تصل 6 شهور قابلة للتمديد وهو موروث عن الانتداب البريطاني ولا يتم خلاله توجيه تهم للمعتقل ويعتمد الاعتقال على معلومات أو ملف سري
من قلب السجن وعتمة الزنزانة ومن فوق سرير الموت يحارب السير الاخرس بأمعائه الخاوية بندية وبطولة والنصر سيكون حليفه وهو يلبس أثواب الشهادة ليختم سطور حكايته في أرض الأبطال وذاكرة التاريخ ( الحرية لماهر الأخرس )

mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات