فعلها القطامين فهل سيفعلها بقية الوزراء والمسؤولين ؟

تعبيرية عن التسامح

جراسا -

كتب محرر الشؤون المحلية - منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي راهن السواد الأعظم خاصة في الخارج على أن الأردن سيتحول الى بحر من الدماء ، وساحة حرب كغيره من الدول ، لكن حكمة جلالة الملك بالتسامح وتقبل الرأي الآخر ، والعفو أحالت كل ظنون الحاقدين الى خيبات مدفونة الى الأبد .


حديثنا عن حكمة جلالته ، وسياسته ، والتسامح ، مع الصحفيين و أصحاب الأقلام الهادفة للمساعدة في بناء الوطن ، يقودنا لفتح ملف هام يحتاج له الوطن في ظل هذه الجائحة ، والظروف الصعبة ، ألا وهو ملف الصحفيين و مبدي الآراء المنتقدة للحكومة ، والمسؤولين فيها ، وبعض النواب ، وأعضاء المجالس بامانة عمان والبلديات ، وغيرهم الكثير .

بداية نتفق على أن الخروج عن القانون مرفوض بأي شكل من الأشكال ، ونقر جميعا أننا تحت سيادة القانون ، وأننا في دولة المؤسسات التي تحفظ حقوق الجميع ، لكن ذلك لا يعني أن أي مسؤول أو موظف في الدولة فوق القانون ، وفوق أي نقد هادف لتصحيح المسيرة وعلاج الخطأ .

الإعلام والصحافة ، التي تغول عليها الكثير من المسؤولين والعاملين في الدولة تحت مظلة قوانين الجرائم الالكترونية ، والمطبوعات والنشر ،  كان ذات يوم خط الدفاع الأول عن الوطن في وجه المؤامرات وما يخطط له الإرهابيون في الداخل والخارج ، وحادثة خلية اربد الإرهابية ، وخلية السلط ، وأحداث قلعة الكرك ، وجائحة كورونا التي لازلنا نعيش ظلالها ، خير دليل على أن الإعلام والصحفيين كانوا سندا للوطن ، وهو واجب لا يُمن عليه ، ولكن لماذا الاستئساد على الصحفيين والاعلاميين ، لمجرد انتقاد مؤسسة أو مسؤول ، انتقادا مبنيا على الوثائق ، ومعززا بالدليل ؟

اليوم فعلها وزير العمل معن القطامين ، وبدأ تسطير سابقة لم يشهدها الأردن من قبل ، بأن تعفو وزارة أو مؤسسة عمن انتقدوها ، سيما نحن في ظرف صعب بحاجة الى التكاتف ، وبحاجة الى القلم الإعلامي غير الخائف من تبعات ملاحقة وزارة أو مسؤول له ، انتقده بشكل بناء ، فالوطن في أزمة لا ننكرها بحاجة الى الأقلام الإعلامية الآمنة المطمئنة حتى تكمل مشوارها مع الوطن الى بر الأمان.

وزير العمل بدأ بالخطوة ، ولا نتردد بالشكر عليها ، ولكن هل سيفعلها بقية الوزراء فيسقطوا قضايا وزاراتهم والدوائر التابعة لها ، والتي رفعت أيضا بشكل شخصي من مسؤولين فيها ، وُجه لهم النقد البنّاء ؟

ندعو حكومة الخصاونة أن تستهل عهدها بالتعميم على وزاراتها وكافة المسؤولين والعاملين فيها بفتح صفحة من التسامح مع الإعلام والصحفيين والمبادرة لإسقاط الدعاوى القضائية ، اقتداء بسيد البلاد ، من ثم اقتداء بوزير العمل ، سيما أننا في ظروف صعبة لا تحتمل الإحتقان ، وبحاجة لتأليف القلوب ورص الصفوف ، فالجميع هدفه صالح الوطن ، ولا أحقاد شخصية أو أجندات خارجية تتسلل الموقف .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات