الفساد والجريمة .. كلاهما مسرحية هابطة تتكرر .. !


جراسا -

كتبت: أمينة عوض

"طفل مدينة الألعاب" تعانق روحه الطاهرة "آلام فتى الزرقاء"... أثار منشورٌ لوالدة الطفل علي الدراس مشاعر مختلطة بداخلي أكاد أبتلعها حرقةً وألماً، وأنا أجد ملامح الجريمة ذاتها في الواقعتين ولكن بقالبٍ مختلف ملفوف بروح القسوة والوحشية والأنانية التي لا تخطر على قلب إنس ولا جان.


المجرمون حين ينفذون جريمتهم يتلذذون في سماع صيحات المجني عليه، وكأن صوته موسيقى تداعب مسامعهم القذرة، أساليب بذيئة يبتدعونها لينفذون خططهم الهزيلة، لا أعلم لم تصر هذه الشرذمة من الناس بالمضي قدماً في بث أفكارها الشنيعة داخل قلوب طاهرة لم تفكر يوماً في أن تؤذي روحاً حتى وان كانت هذه الروح "حيوان"!!، لتتفاجأ بمصير كتب فيه "أن تشتهي الموت ولا تراه عيناك"!!.


من أي عالمٍ مختلٍ عقلياً أتوا هذه الفئة الفاقدة للإنسانية، ولروح الفطرة السليمة؟؟ كيف لعقولهم تلك أن تسير على دماء أبرياء؟؟؟ مما جبلوا هؤلاء ومن أي بيئات قد ترعروا وتلمسوا كل خطأ في الحياة وجعلوه لصيقاً بهم؟؟؟

علي الدراس ذلك الطفل الملاك، كان ضحية فساد أشخاص أهملوا أمانة عملهم؛ فكانت النتيجة سقوطه من أعلى لعبة في مدينة "الملاهي المشؤومة" لتلقي بجسده اللين على أرض خشنة لا روح فيها ولا أمل بالنجاة، لتلتقي روحه بعد أيام عبر "كلمات نشرتها والدته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك" وتعيد لنا روايةً ظننا أننا تناسينا وجعها مع مسيرة الحياة وهمومها التي لا تنتهي لتشترك روح الطفل علي مع آلام وصيحات صالح المشهور" بفتى الزرقاء" الذي لم يهنأ هو الآخر في حياته البسيطة ليستيقظ من ضمادة وضعت على عينيه من قبل "عصابات مأجورة" على ساقين مقطوعين وعينٍ مفقوءة وأخرى تعاني ويلات الجروح الملتهبة جراء أصابع أزعر تنصل من كونه انساناًً، ليتحول إلى حيوان أهوج يمارس كل فعل شنيع يندى له الجبين بحق حدثٍ لم يتجاوز السادسة عشر من عمره.

نفور ونغصب، ويتدفق الدم في شراييننا للحظات معدودة، لنعود إلى قوقعتنا التي كنا نختبأ فيها منذ سنين عدة تحت وطأة أشخاصٍ ارتبكوا بحقنا شتى أنواع الجرائم، وان لم تكن ظاهرة للعيان فآثارها ستبقى تنخر في أجسادنا حتى نعود ونذرف دمعتان بصمت ملتهب،؛ وهذه هي المسرحية الهابطة لجريمة وفساد أعرجان قاصران.



تعليقات القراء

يوجد حساب في الآخرة
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ

والظالمون تشمل ليس فقط من نفذ ولكنها اكبر بكثير مما نتصور بعلم الله وعدله
19-10-2020 10:51 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات