يا ترى بنتغيّر !؟


غالبا ما ننتخب بعكس اتجاه الوطن وحاجاته وضروراته. وننتخب غير الذين حضّنا رب العالمين على انتخابهم: «... إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ».

ولذلك، فنحن من الذين ينتخبون ثم يعضون اصابع الندم وينتحبون.

لقد نجحنا في ان ننخدع طويلا، مطبقين قاعدة «انا منخدع بك». واتوقع ان نخدع انفسنا مرة أخرى. والدليل ان عددا قليلا من المرشحين الأصحاء اخلاقيا ووطنيا ونزاهةً، يترشحون للانتخابات. وانني والله اخشى على هؤلاء الطيبين من الفشل.

وان عددا كبيرا من الذين نثق بشرفهم وعفتهم المالية وحصانتهم الاخلاقية يحجمون عن خوض الانتخابات.

و ان عددا كبيرا من النواب السابقين «المكشوفين» سيرجعون الى القبة.

واستنادا الى «الكونكريت» اعلاه «و من الآخر» ودرءا للندم والتلاوم، فلم يبقَ الا ان ننتخب نواب العمولات والسمسرة «ما غيرهم» الذين تعرفونهم معرفة يقينية.

انهم يترشحون مرة اخرى بكل زيفهم ووقاحتهم ووضوحهم، دون ان يخشوا الرسوب !! انهم كالنهار الذي لا يحتاج الى دليل على رأي المتنبي.

واذا صح قول ان «الماء من شكل الاناء»، فعلينا ان نرضى بنتيجة «نقا عينينا».

كان اجدادنا يقولون «قوّي ضعيف حلالك ولا تقوّي ضعيف رجالك. ضعيف حلالك إن قوّيته بتوكله وضعيف رجالك إنْ قوّيته بوكلك».

واسال هل نحن بين اتجاهين فقط:

الأول أن نقاطع الانتخابات النيابية فينطبق عليها المثل الإنجليزي: «البرلمان السيئ يصنعه الناخبون الجيدون الذين لا يذهبون الى صناديق الاقتراع».

والثاني ان نشارك، فتنتخب اكثرية من نواب العمولات ؟!

حتى الآن نحن اسرى الاتجاهين، وكأن الطريق الى الاتجاه الثالث مزروعة بالألغام !

ما اكثر المثاليات والمواعظ التي نتداولها ونحض عليها، و ما اقل تطبيقنا لها !

لقد قرأنا كلنا انه «لو طبّق الناس ربع المواعظ التي يتبادلونها على الواتس آب وتويتر و فيسبوك وانستجرام والزووم والتانجو وغيرها من اخوات وبنات المنصات، لصافحتهم الملائكة في الطرقات!».

الانتخابات على الأبواب، والبلاد والعباد في مآزق وفي أنفاق، لا مجال فيها للخواطر والاعتبارات والولاءات والانزياحات والانحيازات الضيقة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات