محادين يكتب .. عرس ديموقراطي أم زواج متعة؟!


على طريقة معلمي اللغة العربية في المدارس الابتدائية والاعدادية، الذين اعتادوا مع مطلع كل عام دراسي أن يطلبوا من طلبتهم كتابة موضوع انشاء حول: كيف قضيت العطلة الصيفية؟ سأفعل اليوم، وسأكتب كيف قضيت ساعات العرس الديموقراطي؟!

سأبدأ بالتأكيد أولا انني لم اذهب الى أي صندوق اقتراع، فأنا مواطن صالح يحمل الحب والعشق والثقة في حكومته ولها، لهذا تركت الامر في الادلاء بصوتي لها، تخفيفا مني على الزحام الفريد الذي شهدته صناديق الاقتراح، وثقة مني ان حبها للاردنيين- من شتى المنابت والاصول- سيدفع بها الى اختيار المرشح الصالح والمسؤول الذي يمثلني في كل ما يتعلق بخدمة الوطن ورفاهية المواطن، وان عشرات الالاف وربما مئات الالاف قد اوكلوا للحكومة مهمة التصويت عنهم سواء اثناء ساعات التصويت او بعد إغلاق الصناديق النزيهة والشفافة، وربما كان الامر الوحيد الذي فاتني هو رؤية ابناء العريس والعروس الذين اطلوا على الدنيا قبل اكتمال العرس ودخول الرجل المناسب على الزوجة المناسبة، على اساس ان الطيبين للطيبات مع صعوبة التمييز في هذا الظرف بين الطيب والخبيث!!

ولعل من نافلة القول محاولة الحديث عمن سيفوزون باصوات الاردنيين وعمن سيفوز باصوات الحكومة كما يحدث في كل انتخابات نيابية، حيث ينافس مرشحو الحكومة مرشحي الناس، وفي ظل غياب ومقاطعة الاسلاميين وقوى معارضة اخرى، فان التنافس سيكون بين مرشحي الحكومة، الامر الذي يجعلها في زاوية ضيقة وربما تدفع بالذين سقطوا او تم اسقاطهم الى شن حملة ظالمة على النزاهة والشفافية وتدفع ايضا ببعض المرشحين الى الانتقال الى صفوف المعارضة الموسمية! اذ من المؤكد او المتوقع ان تشكيلا لحكومة جديدة تسير في خط مواز سيتم وسيكون مقرها العبدلي، تجعل من الاردن البلد الوحيد الذي تتعاون على حكمه حكومتان الاولى معنية تضم الوزراء والثانية منتخبة تضم غالبية نواب المجلس القادم الذين كانوا يشكلون غالبية المجلس المحلول بسبب فساده وسوء ادائه وكثرة امتيازاته وفشله في مهمتيه الاساسيتين: المراقبة والتشريع، فالمجلس الذي تم طرده لم يكن يشرع ولم يكن يراقب ولم يكن يفعل شيئا سوى جلب الكراهية له وجلب السخط عليه.

لا احد سوى الحكومة يستطيع ان يقرر او يعلن او يزعم او يؤكد ان نسبة التصويت فاقت كل نسب التصويت عبر تاريخنا التشريعي والسياسي، وما اخشاه ان يؤدي غيابي عن هذا العرس الحكومي ومعي اسرتي الى الاخلال بهذه النسبة فتقل عن 99ر99% بالرغم من ان القانون المؤقت الذي انجزته الحكومة في قبو مظلم ورطب ومانع للتسرب حول الاردنيين من شعب واحد الى شعوب وقبائل شتى، فانقسمت العشيرة الى افخاذ وانقسمت الافخاذ الى افخاذ اما الوطن فقد جرى تقسيمه الى دوائر حقيقية ودوائر وهمية وساد موضوع شراء الاصوات حتى دخل في نفق معتم تنافس الحكومة في هذا الشراء اصحاب المال الحرام وتتفوق عليهم، وبالرغم من تصريحات المسؤولين عنا ان الحكومة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، الا ان حكومتنا خلال الايام الاخيرة عمدت الى استقبال عدد من المرشحين المحسوبين عليها ولا اقول على سياساتها، لان هذه الحكومة لا تتميز بأية سياسات سياسية او اقتصادية او اجتماعية او تربوية او ثقافية او اعلامية وسعت وتسعى الى تحويل الشعب الاردني الى سكان يقيمون فيه – على رأي ابن العم موفق محادين حماه الله-

والسؤال: هل انا نادم على عدم التصويت لاي مرشح؟ الاجابة لا كبيرة، فاللعب بالكلمات وعلى الكلمات هو ما يجعل البعض الرسمي يصف اغتصاب الارادة الشعبية عرسا هو في الواقع اشبه ما يكون بزواج المتعة او زواج المسيار او الاقتران بامرأة يكون الشهود على زواجها او بتعبير ادق على اغتصابها ابناء لها تم انجابهم قبل كتابة كتابها، ولعل عدم تصويتي ومئات الالاف ممن قاطعوا العرس الساخر له فضيلة كبرى اننا لم نشارك في جريمة (ديموقراطية) تحمل الى العبدلي ممثلين للسلطة وسياساتها لا مراقبين عليها يرفعون اصواتهم بالحد الادنى والاقصى من الشجاعة والحرص ومحبة الوطن، وهم ذات الممثلين الذين طردهم جلالة الملك عندما ارسلهم الى المكان الذين يستحقون بسبب فشلهم وسوء ادائهم، لهذا اجد نفسي مضطرا الى المطالبة بأنه اذا عرض قانون الإنتخاب المؤقت على المجلس الخامس عشر مكرر ان يمنح المقعد في البرلمان لكل من اشغله سابقا او الى احد اكبر الابناء اذا اخذ صاحب الوديعة وديعته!!

ودعاء لله سبحانه وتعالى- وقد فقدنا كل قدرة سوى القدرة على الدعاء - ان يتم طرد المجلس القادم كما طرد المجلس السابق وان الله على كل شيء قدير، واصدق العزاء للاردنيين فيما دفعوا اليه وفيما ابتلوا به.

http://www.alkhandaq.com



تعليقات القراء

عبد السلام المجالي
اكيد مستوزر

على كل حال...عزاءي الى جميع الشعب الاردني لفقدانهم الوطن.....لا تنسوا الخبر الذي يقول ان اسرائيل تعقد مؤتمرا عالميا لبحث قضيه الوطن البديل

09-11-2010 09:10 PM
النشمي الاول
طل النشمي من الخندق ........ الاخضر واليابس احرق ........ والي يعادي اردنا نخلي عظامه تتطقطق
09-11-2010 09:27 PM
عربي ابيض
أجمل ما تحليل كتب في الانتخابات الاردنية و كعادتك تتحفنا بأجمل التعلقات فشكرا لك
09-11-2010 11:25 PM
مواطنه مقهورة
والله لو شو ما حكينا راح تضل الأمور مايلة متل هالنواب ...الله يجزيك الخير يابو عبد الله حلها
من عندك وخليهم يحلوا عنا ...بدنا شوية هوا خنقنوناااااااااااااااااااا .
09-11-2010 11:39 PM
ابوفارس/مغترب
اولا القافله سارت وستستمر بالسيران ؟؟؟؟؟؟رغما عن انف كل الجاحدون؟؟؟ والناجحون اردنيون من شتى المنابت والاصول ومن ابناء هذا الوطن المخلصين المنتمين لترابه وقيادته فقط ليس لديهم اي اجندات خارجيه قرارهم بالمشاركة لم يملى عليهم من احد كحال الرافضه وستبقبوا مشككين باي نجاح لاي حكومه ولاي مجلس نيابي واي قانون لايفصل على مقاسكم
11-11-2010 07:40 PM
كادح
حسبي الله ونعم الوكيل عليك
12-11-2010 01:08 AM
الى ابو فارس سلاش مغترب
ملاحظة: سلاش=/
يدة علمتن الرسالة:
احب ان اشكر لك مشاركاتك وتفاعلك مع جميع المقالات ولكن بالمقلوب فانا مش عارف انت كيف بتنظر للامور فتعجب بمقالات لا يفقه كاتبها اللغة العربية ولا يستطيع كتابة جملة على بعض او مقالة من اولها لاخرها نشيد تهليل وهتاف ومسح جوخ للحكومة ولأسياده من مراكز القوى وسب ومزايدة على الاردنيين الوطنيين الشرفاء من مختلف منابتهم اما >-( واريد ان اشدد هنا على استغرابي من تعليقك على مقال السيد خالد محادين الرائع المنطقي العقلاني المصاغ بطريقة جميلة ومؤدبة بعكس مقالة الدك تور ع ط واشباهه فانما اشكك بحقيقة كونك مغترب او كونك لا تعمل باحد الاجهزة الأمنية ابقاها الله على رؤسنا وصدورنا ذخرا للوطن وسدا منيعا في وجه المواطن.واقول لك يعطيك العافية
14-11-2010 02:33 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات