تصريحات اللحظات الاخيرة ؟!


الحكومة تعلم ولكنها غامرت ، ان نسبة الاقتراع سوف تنخفض او تتدنى الى اقل مستوى لها منذ كانت الانتخابات ، وما تصريحات المسؤولين الحكوميين واقلامها الرسمية وشبه الرسمية في اللحظات الاخيرة قبيل الانتخابات ، ان المهم هو النزاهة وليس نسبة الاقتراع ، وان نسبة الاقتراع تتعلق بالمواطن نفسه ، وما تلا ذلك من تبريراتهم حول انخفاض نسبة الاقتراع المتوقع في اليومين الماضيين الا دليل ساطع على ان الحكومة الرفاعية غامرت مع سبق الاصرار على تحمل انخفاض نسبة التصويت ؟!

وهذه التصريحات الفجائية الانعطافية تقدم اعترافا يفصح عن حجم القلق الكبير والمفزع ، ويوحي ايضا بان هناك محاولات لتهيئة الراي العام الاردني والخارجي لمثل هذه النتيجةاوالتي جاءت بعد سيل من المكابرة والتحدي بان المشاركة مرتفعة والمقاطعون لا اثر لهم الا بحجم ضئيل يمكن تلافيه بسيل من الدعاية والفتاوى والجوائز والاغاني الحماسية وما الى ذلك مما لا يعرفه الكاتب او لم يتعرف عليه على احسن تقدير ..

الا ان الملاحظ وكعادة هذه الحكومة واقلامها ان تسند الدوافع والاسباب الى غير مكانها اوالى هدف آخر في محولة ان يرسخ في اذهان العامة الى ان الانخفاض في تدني الاقبال على الاقتراع لا علاقة له بالمقاطعون ، وان ذلك يعود الى اسباب عودة المغتربين وموسم مغادرة الحجيج وموعد الاقتراع وما الى ذلك من اسباب يمكن ربطها ولكنها لا تشكل مفصلا رئيسيا في تحليل دوافع عدم الاقبال ، ولا يمكن تغطية الشمس بغربال في كل الاحوال ..

والحكومة ومن خلال مستشاريها تدرك عمق الادراك ان تدني نسبة المشاركة في الانتخابات يعطي دلالات ويوصل اشارات قد تكون خطيرة ان هناك خلل اواعتراض اواستياء من واقع ما، ويعني سياسيا رفضا وعدم قبول للواقع السياسي القائم جزئيا او كليا، او لقضية مطروحة شكلت ردة فعل ادى الى العزوف عن المشاركة، وهو تعبير شعبي قوي عن موقفها، وقد يكون خطيرا عندما تتدنى نسبة الاقتراح الى حدود غير مقبولة يكون معها الاقتراع تعبيرا عن عدم القبول.. وقد يكون اخطر عندما تتدنى نسبة الاقتراع مثلا في الريف والبادية عنها في المدن او العكس، اذ سيكون عندها المؤشر قويا بعدم العدالة قد يسبق تطور مهم وخطير في المجتمع..

المعضلة الكبرى ايها السادة وكما قلتها من قبل ان الحكومة إستنفذت ما تبقى لها من عزم، لتحشد من اجل زيادة نسبة الاقتراع بعد الواقع الذي رايناه من الترشح ، واستخدمت كل الرموز والاساليب والافكار والمعتقدات وحتى الاغاني التي لحنت خصيصا ، بل وبل وصل الامر الى يانصيب صوت واربح من الشركة التي اصبحت تفرخ لنا مناصب ووزراء ، وكان الدين بالدين جاء اوانه ، باساليب لم تخطر على قلب بشر، وكسرت بذلك ما لم يكسر من قبل والكل يعلم بها، لدرجة ان بعضها كان يعاب على الاخرين من الافتاء الى منابر المساجد، الى خطباء تم استحضارهم من غياهب النسيان؟

والاكثر وضوحا كالشمس في رابعة النهار ، ان نظرة واحدة تكفي للخروج بالانطباع عن من ترشح ، فالمقاولون والتجار والبزنس والمكررون من المجلس السابق الذي تم حله مع احترامنا لهم هم غالبون، ولكن يكفي ان اجتهد لاقول اللون واحد والنكهة واحد والنوم واحد، وغاب عن الترشح الرموز والشخصيات التي استكتلت الحكومة على مشاركتهم ولم يستجيبوا لها اطلاقا رغم الوعود والجاهات، بل وانسحب بعض منهم بعد النية والترشح في اضواء اضعفت واقع ما تريده الحكومة، ناهيك عن غياب المشاكسون(الفاعلون) عنها وهم في واقع الامر من يعطي الديمقراطية حيويتها امام الراي العام المحلي ومصداقيتها امام الخارج مؤسسات ومنظمات والراي العام العالمي عموما ..

لم تدرك الحكومة الا متاخرة ، وهذا واضح من اختلاف تصريحات البداية والنهاية بان مقاطعة الانتخابات ترشحا وانتخابا حق ديمقراطي، يعبر عن موقف تجاه الحكومة التي تجري في ظلها الانتخابات، او القانون الذي تجري على اساسه الانتخابات، او الالية التي تجري بها، او لاعتبارات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية كثيرة يقدرها الفرد او الجماعة او الحزب او القوى التي تتخذ هذا القرار بالمقاطعة، ومن هنا تاتي المشاركات عادة في الاقتراع عالميا بمعدل منخفض عموما. وقد سبق لجماعة الاخوان المسلمين ان اتخذوا مثل هكذا قرارا في السابق، وقد اعلنت الجماعة هذه المرة انها لن تشارك ترشحا وانتخابا والتزمت بذلك رغم الجاهات والمحاولات والصولات والجولات والحوارات، فارتفعت اسهمها وانخفظت اسهم الحكومة في النفوس في ظل تخبط الحكومة وقلة خبرتها وضعف حكمتها ؟!

ورغم اعترافت اللحظة الاخيرة الا ان الحكومة برئاسة الرفاعي الابن تنتظر على احر من الجمر ارتفاع المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة لتصل الى نسبة مقنعة من عدد المقترعين، تثبت حضورها على الساحة ولتستمر في مواصلة توليها الولاية العامة التي استفزتنا بها، وخلقت اجواء غير صحية على كل المستويات، ومرة اخرى رغم اعترافها اخيرا بان النسبة سوف تنخفض ولكن المكابرة في الاسباب وتبريره ينبئ ان الحكومة ورئيسها ما زال متشبث بالبقاء حتى الرمق الاخير وهذا ما يقلقنا اكثر ويجعلنا ندق ناقوس الخطر القادم بشكل اكبر ، وان غدا لناظره قريب ؟!

drmjumian@yahoo.com



تعليقات القراء

سلمان المعايطة
اخي الدكتور محمد
سلمت يدك و لسانك و لكن خربانه يا دكتور اذا مسؤولين كبار بقولوا طريق النجاة اذا تردى الوضع في الاردن ليس الا 15 دقيقه بطائرة الهيلوكبتر .... الى اين؟
و اتحدى أن تقوم للاقتصاد الاردني قائمة 16.4 مليار المديونية بالاضافة لعجز الموازنة مليارين و تم القضاء على كل الاصول و بيعت و نهبت فما تبقى لا يرفد الاقتصاد المتهالك اصلاً .
و نحن نحذر على ما تبقى في صندوق الضمان الاجتماعي بيت الاردنين الذي نهب منه ما يكفي فاصبح الاقتصاد كرأس كبير يقف على عودي كبريت .

اما الوضع السياسي فاتفاقية وادي عربه بموادها المعلنة و السرية تسمح بالتوطين و تعاون امني اسرائيلي فلسطيني اردني و هنا الخطورة و مقدمة للكنفدرالية و الان تم الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة اردنية فلسطينية بتوجيه و رعاية اسرائيلية في غور الاردن ...لحماية من ...؟
الدولة الاردنية بحاجة الى حكومة وطنية عسكرية لاعادة هيكلتها من الصفر و انتشالها من الوحل الذي فكك كل اركانها و الادهى و أمر أنهم يبشروننا بعودة الحكومة الرفاعية الى سدة الحكم ... بالتأكيد لاستكمال البقايا المتناثرة هنا و هناك .
كل هذا و الشعب الاردني العتيد يقتتل على فضلات الكنافة في مقرات المرشحين و ينتظر طرود الخير

قال تعالى : " و اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن المصلحون (11) الا انهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون (12) "
08-11-2010 05:42 PM
متابع
انخفاض كبير باذن الله ................
08-11-2010 07:15 PM
سالم ضيف الله العيفه
احييك اخي الدكتور محمد على هذا التحليل الرائع واعتبر هذا المقال هو بمثابة استثمار الفوز لكافة القوى والفعاليات المقاطعه علما بان مقياس التفاؤل لدى الحكومه قد انقلب الى ارباك لا تستطيع النوم معه هذه الليله نتيجه تدني الرسم البياني الى ادنى مستوى منذ توليها السلطه صح لسانك ودام قلمك ودمت انت شامخا الى الابد ويا جبل ما يهزك ريح
08-11-2010 08:03 PM
متقاعد ام مت قاعد؟!
المتقاعدون العسكريون التي تحاول الحكومة الان محمومة كسب ودهم (بالكلام والوعود) للمشاركة بالاقتراع، فهم يتداولون المثل الشعبي ردا على الحكومة "قليل العقل يرضيه الكلام" وهم اصحاب العقل واهله، فل يرضيهم الكلام؟! وهم الذين يزيدون عن (130) الف بمجموع اسرهم والمتأثرين بهم الى نحو مليوني نسمه يشكلون عصب الدولة وعمودها الفقري وحاضنتها الامنة..

والحكومة وللاسف تناست ما اقدمت عليه بحقهم، عندما اغفلت واقعهم وهم من تقاعدوا في ريعان شبابهم بعد ان افنوا زهرة شبابهم وخرجوا براتب تقاعدي لا يسمن ولا يغني من جوع وهم احوج واولى بالرعاية بل وحقهم ان يحتفظوا برواتبهم كما هي مع مراعاة الزيادة السنوية والموسمية الدائمة لهم لان تقاعدهم لم يات على بلوغ السن او العجز او التقاعس او بطلب منهم بل تبعا لهيكلة الجهاز العسكري الدائمة وهم بالتالي لهم الحق كل الحق في أي هيكلة للرواتب.

ناهيك عن أن الحكومة تعلم علم اليقين ان جلهم وبما يزيد عن 85% منهم يتقاضون راتبا يقل عن 250 دينارا لرب اسرة من اربعة افراد او يزيد لتكون النتيجة حدود الفقر المدقع.. جاءت الحكومة الرفاعية هذه وهيكلت الرواتب واستثنت المتقاعدين القدامى في سابقة لم تسجل الا في تاريخ هذه الحكومة.. واصبح معه راتب المتقاعد الجديد بعد حزيران/يونيو 2010 نحو ضعف المتقاعد القديم تقريبا (ما قبل حزيران/يونيو 2010)، وتوقف معه التاريخ الهجري والميلادي واصبح لديهم التاريخ ما قبل حزيران/يونيو 2010 وما بعده، ليكون العنوان لم تكتف الحكومة بالفقر لهم، بل اضافت لهم الغبن والشعور بالظلم.. وهو ما اورد مضامينه ومطالباته وحيثياته ومخاطره كتاب مدير مؤسسة المتقاعدين العسكريين السابق العبادي الى وزير الدولة السابق الشمايله عطر الله ذكرهما، واي عاقل يدرك ان الفقر اذا اضيف له الغبن والشعور بالظلم ما هي النتيجة ؟!
08-11-2010 09:20 PM
د.محمد نظمي
مقال جميل وتحليل رائع, ما أريد أن أقوله أن ألتصويت من قبل ألأردنيين في ألأردن هو تقريباً ١٠٠ في ألمائه, ولكن بين ألأردنيين من أصل فلسطيني لن يتعدى ٢٠ في ألمائه في عمان

هذا دليل على أن ألأردنيين من أصل فلسطيني يشاركون فقط للتيار ألإسلامي وحزمه من رجال ألأعمال ألمليونيريه, ومقاطعة ألأسلاميين تعني مقاطعة جزء كبير ممن هم أردنيين من أصل فلسطيني

وكون ألأردنيين يعودون للقواعد ألعشائريه وألتي لا تقتنع بفكرة ألأحزاب ألسياسيه, لن يقاطع ألشرق أردنيون أبداً وهذا بدا واضحاً عندما فشلت ألأحزاب ألوطنيه وإبتعاد أعضائها عن خوض ألأنتخابات بإسمها

د. محمد نظامي
08-11-2010 09:31 PM
وين تعليقاتنا جراسا؟
وين تعليقاتنا جراسا ؟
09-11-2010 05:27 PM
محمد جميعان
1- الى الباشا سلمان المعايطة مع خالص الاحترام والتقدير . ما تفضلت به عمق الوعي والرجولة . وعي ينم عن سعة في الافق وعظم في التجربة واطلاع على الواقع وخباياه . اشاطرك به الراي ولك به السبق . ورجولة يا ابوظفار تنم عن معدن الرجال كيف هم في المواقف لا يخافون لومة لائم كيف لا والوطن هو من ينادي . دمت وبوركت وحفظك الله من كل مكروه....
2- الى اخي سالم بك ابادلك التحية . تحية الرفاق والدرب والمصير . وانت صاحب الهمة اللماح . نعم لقد اصبحوا في عين العاصفة والارباك واصبح الترقيع منهجا واسلوب .... دمت وبوركت وسلمت ...
3-اشكرك دكتور محمد على اطرائك وتحليلك . رغم اني اتوقع انخفاض عام في الاقتراع لاعتبارات كثيرة لم تكن موجودة في السابق . لك الاحترام وعمق المحبة ودمت
09-11-2010 07:26 PM
متابع اعلامي
اقتبس من النص " وهذا ما يقلقنا اكثر ويجعلنا ندق ناقوس الخطر القادم بشكل اكبر, وان غدا لناظره قريب ؟!"

هذا ما حدث يا دكتور بعد يوم طويل من الانتخابات ممارسات عنف لم نشهد مثلها من قبل باساليب تنم عن قهر...
10-11-2010 10:30 AM
عقلة العقلة الى عطوفة سلمان باشا المعايطة
اولا : اتمنى ان ينشر تعليقي كاملا واتمنى من عطوفة الباشا سلمان المعايطة ابو ظفار ان يجيبني لأنني لم اجد اجابة شافية ابدا ممن التقيت :
ثانيا: دائما نقرأ اان اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين تصدر بيانا فمن هي هذه اللجنة ومن شكلها وتحت اي قانون شكلت وهل هي شرعية ؟ اذا كانت مشكلة بموجب قانون او نظام فهي لم تمثل الا منتسبيها ويتوجب تغيير اسمها الى غير هذا الاسم لطالما انه لا تمثل المتقاعدين العسكريين ولم ينتخبها هؤلاء المتقاعدين
ثالثا: اذا كانت هذه اللجنة قانونية وشرعية ومشكلة بقانون او نظام وقاطعت الانتخابات فلماذا تراقب الانتخابات طالما انها مقاطعة اصلا للانتخابات ؟ هل للتصيد لاي مخالفة بسيطة وتجعل منها قضية كبيرة ام ماذا ؟
رابعا : اذا كانت هذه اللجنة قانونية وشرعية ومشكلة بقانون او نظام وتريد التغيير فلماذا لاتكون حزبا سياسيا وطنيا فاعلا ولماذا لم تشارك في الانتخابات وتفرز نوابا تستطيع من خلالهم تغيير قانون الانتخاب لمجلس النواب ثم تعديل القوانين وبما تتوافق مع رؤيتهم للامور التي يدعونها طالما ان اكبر شريحة في المجتمع هي من المتقاعدين العسكريين الموزعين على كافة مناطق المملكة فهم جيش بحد ذاته ؟
خامسا : اتمنى ان ينشر تعليقي وان يتم الاجابة على التساؤلات الخاصة بشرعية اللجنة وشكرا –عقلة العقلة
11-11-2010 11:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات