بتشكل الكتل الانتخابية والتي بدأت بالظهور ، وتحمل أسماء لا يستهان بها ، ولقد خاضت الانتخابات النيابية السابقة ، وتشكل قوة في العملية الانتخابية ، أصبحت الخريطة الانتخابية في البادية الوسطى لدرجة ما شبه واضحة للعيان ، حيث تشتد المعركة الانتخابية في هذه المرحلة والذي تلعب عوامل كثيرة فيها ومنها : النفوذ القبلي والعشائري أحد محركات العملية الانتخابية ، وهذا ما يتضح من خلال حجم المشاركة للمترشحين وبأعداد كبيرة ومن نفس العشيرة الواحدة ، وايضا المترشحات. مما يضع الجميع أمام مهام صعبة ومعقدة للوصل للمجلس.
متغيرات كثيرة قد تقلب الطاولة في الانتخابات النيابية الحالية ، وأحد هذ المتغيرات هو رغبة الناخبين عن أسماء جديدة وشبابية ، ومثقفة ولها تجارب في العمل الخيري والتطوعي وايضا الحكومي المدني والعسكري ، وقدرة على التواصل مع فئات المجتمع ككل ، وايضا في ظل تراجع أداء النواب السابقين ، وعدم رضا الناخبين عن هذا الأداء الضعيف ، وعدم إيجاد حلول لمشاكل الفقر والبطالة ، والتغول على تعيينات أبناء بدو الوسط ، وعدم وجود مشاريع كبيرة كالجامعات والمستشفيات ، ومشاريع البنية التحتية .
ومنها ايضا ضعف التواصل مع المجتمعات المحلية ومع القواعد الانتخابية فهناك الكثير من المشاكل غاب عنها النواب بسبب أو لآخر، ومنها ضعف أداء ومشاركة النواب في مجلس النواب للدفاع عن هموم ومطالب واحتياجات البادية الوسطى ، مما زاد السخط الشعبي على أداء السادة النواب .
العملية الانتخابية الحالية وبقراءة بسيطة سيتم تحييد العشيرة لحساب الخبرة والكفاءة والخدمة ، ولن يتم الاعتماد على الزعامات التقليدية والتي نجحت في الانتخابات السابقة ، في ظل وجود تيار شبابي سيخرج من عباءة العشيرة ، وخاصة أن أصحاب هذا التيار هم الشياب ، ولهم هموم وتحديات كثيرة الفقر والبطالة ، ومن يملك مفاتيح الشباب ومخاطبة همومهم ومشاكلهم حتما سيكسب الرهان.
قطاع المرأة في البادية الوسطى والتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ظل غياب منظمات المجتمع المدني الفاعلة في الجيزة والموقر والقوية في الشمال ، وغياب التمثيل الحقيقي لها ، في ظل سطوة العشيرة ، والبعد القبلي المتحكم بتوجيه الأصوات النسائية هنا أو هناك ، على حساب أختيار مرشحة للمرأة واعية ومثقفة ، يعقد العملية الانتخابية ، ويزيد من غموضها ، على حساب هموم وتحديات المرأة في البادية الوسطى ، والتي تفتقر إلى التمثيل الحقيقي لها في المجلس ومنظمات المجتمع المدني . وعلى الرغم من وجود من يحملن شهادة الماجستير والدكتوراه ومن مخرجات القطاع التربوي .
منطقة الشمال لها دور كبير في العملية الانتخابية ، ويبدو تاريخيا تصب أصواتها في مرشحي لواء الموقر لحسابات كثيرة منها البعد العشائري ، والخدمة ، ومن يجيد مفاتيح هذه المنطقة حتما سيحصل على مكاسب انتخابية تعقد المشهد وتربكه.
تيار البحث عن الخدمة وعن المصالح الشخصية ، تيار قوي وله قواعده الشعبية ، ويتحكم إلى حد ما في العملية الانتخابية وكان له حضوره القوي في كل انتخابات نيابية أو بلدية أو مركزية ، لكن يظهر بقوة في الانتخابات النيابية ويشتد ، وله رموز وقيادات تخطط بهدوء، و تعمل بصمت ، وتضرب بقوة ، والقاعدة الشعبية لهذا التيار ( حبيبي الي نافعني )، وخطورة هذا التيار ان نسبة 20% من أصوات هذا التيار تغرد خارج السرب.
البرنامج الانتخابي الواضح والذي يركز على الشباب والذي سيقلب الطاولة في الانتخابات الحالية ، مهم وضروري ، ويركز على الاستفادة واستثمار القطاع الخاص في البادية الوسطى ، وخلق فرص للعاطلين ضرورة ملحة لكل مرشح ، له علاقة قوية ، وشبكة علاقات قوية مع أصحاب المصانع والشركات ، في ظل محدودية القطاع العام ، ووجود أعداد كبيرة من العاطلين .
العملية الانتخابية صعبة للغاية في هذه الدورة ، في ظل أسماء جديدة وشبابية ، ووجود تيار المتقاعدين العسكريين ، ومن بعض الدوائر الأمنية الحساسة ، يضع الجميع أمام خيارات صعبة وقاسية للناخب .
في السياسة لا يوجد مبادىء ولكن يوجد مصالح ، ومن يجيد فن التحالفات ، حتما سيفوز ، ولكن بشرط توفر الدهاء والمكر السياسي والخديعة ، والحرب النفسية ، والتسويق الاعلامي ، والاعتماد على الشباب ، ومخاطبة همومهم واحتياجاتهم ، ومطالبهم ، والتواصل معهم ، وفي النهاية نحن دائرة مغلقة والناجح صخري.