الدغري يترشح للإنتخابات النيابية في كل الدوائر الإنتخابية في الاردن


تعتبر الديمقراطية في الاردن و الانتخابات التي تعد  احدى مظاهرها وليس كل الديمقراطية كما يظن الكثير من ابناء الشعب الاردني فريدة ومميزة بنكهة وصبغة مختلفة عن غيرها من الانتخابات والديمقراطيات في العالم كله.
فهناك طلاق بائن بين الحزبية والإنتخابات  ونرى الحراك  الحزبي في الاردن بجهود حكومية  بحتة ودعوات ما يسمى جورا بمؤسسات المجتمع المدني المزعومة  باستثناء جبهة العمل وبعض الاحزاب الصغيرة بعدد اعضائها ونشاطها كالبعث والشيوعية والاحزاب اليسارية .
وبالتالي فان الصبغة العشائرية التي اصبحت تضمحل  في انتخاباتنا حتى ولوكانت كل التهليلات بان انتخاباتنا ذات طابع عشائري فمن النادر ان  اجمعت عشيرة على مرشح في المملكة وبالتالي يقال ظلما ان انتخاباتنا عشائرية وهذا ليس بصحيح فالانتخابات العشائرية تكون عندما تجمع العشيرة على مرشح ويكون هذا الاجماع سببا في نجاحه دون غيره من المترشحين وهذا محدود جدا في المملكة وكما اسلفنا ,نكاد نجزم انه لم تتفق بضع عشائر على مرشح واحد بالرغم من ان نسيج المجتمع الاردني يتميز بالصبغة العشائرية ولا يمكن اعتبار ان تفرز الانتخابات مرشحين ابناء عشائر كبيرة انتخابات ذات صبغة عشائرية فيحق لاي مرشح سواءا كان ابن عشيرة صغيرة ام كبيرة ان ينافس للنجاح ولا يعني بالضرورة  ان وصول ابناء العشائر الكبيرة لمجلس النواب هو نتيجة لاجماع او تصويت عشائرهم لصالحهم في الانتخابات..
 
اذا مالطابع العام للانتخابات وما الذي يفرز المرشحين للقبة في العبدلي؟
يجمع 95% من اصحاب الرأي بان العامل الابرز في نجاح المرشح هو الخدمات  ومن الممكن ان نرى نائب الخدمات باكثر من وجه فالمسؤول الحكومي السابق و العسكري المتقاعد  والمتنفذ في الدولة قادر على ان يخدم الناس وبالتالي هناك ثقة زائدة في هذا الشخص ,اضافة لرجال المال والاعمال الذين يكتسبون ثقة المواطن بفضل اموالهم وثرواتهم التي تمنحهم وضعا اجتماعيا لائقا مما يمنحهم جبرا ثقة المواطن ليعطيهم صوته لاحقا او من كانو يتولون مناصب خدماتية كالأمانة  في العاصمة او البلدية  في المحافظات  او كانو مدراء ومسؤولين في مؤسسات تعنى بخدمة الناس وقضاياهم .
 
ولكن وبالرغم من كل ماذكرنا سلفا برزت على الساحة قائمتين حزبيتين واحدة معلنة ومنظمة واخرى مجازية  ولنأتي على ذكر القائمة الاولى  وهي قائمة التيار الوطني وما ابعد هذه القائمة ومرشحيها عن الحزبية والعمل السياسي وهذا ليس رأيي بل هو رأي كل المراقبين والمتابعين حتى ان رئيس حزب التيار الوطني ذكر بلسانه انه لن يعلن ترشحه في الانتخابات (وذلك قبل ان يعلن انسحابه وعدم الترشح ) حتى يستشير العشيرة والاقارب في دائرته الانتخابية  ولم يقل انه سيستشير الجمعية العامة لحزب التيار الوطني في عمان واربد والكرك ...اذا هذا اعتراف ضمني على لسان الرئيس وكل الاعضاء بان ترشح اعضاء هذه القائمة كمجموعة وكأفراد لم تستند لاساس وطني او حزبي  او تنظيمي  وكل الاردنيين يعلمون كيف اجتمعت هذه القائمة ومالذي جمعها ومالذي يميز اعضائها حفظهم الله ولن ندخل كثيرا في تفاصيل هذه القائمة لان فيها ما يكفيها فهم ادرى بانفسهم  والناس ادرى بهم ايضا.
 
ولنأتي هنا لعنوان المقال والقائمة الثانية وهي قائمة الدغري..ومن هو الدغري ومن هي قائمته .
الدغري هو لقب وشخصية تعبر عن  مصطلح ظهر في احدى اعمال الفنان الكبير دريد لحام وقد انتقد بهذه الشخصية النظام الاداري والبيروقراطي الفاسد السائد في العالم العربي  عبر اسقاط احداث ويوميات ومواقف تدور في ضيعة صغيرة عربية طبعا على مجمل واقع الادارة  والحاكمية في الوطن العربي وبالذات في الارياف والمناطق البعيدة عن مراكز القرار كالقرى والبادية والضيع والكفور حيث ينتشر الفقر واللاوعي الذي يفرز الواسطة والمحسوبية وتسليم الناس امورهم لاشخاص غير كفوؤين يستغلون هؤلاء البسطاء من اجل مصالحهم الخاصة.
 
اذا ما علاقة الدغري بانتخابات مجلس النواب السادس عشر في الاردن ...ان تمعنا حفظم الله في المرشحين الذين سيتنافسون للوصول للعبدلي وقبته الجميلة نرى ان في كل دائرة في الاردن هناك دغري او عدد من الدغريين (ان صح الجمع لغويا ) فهذا المرشح الذي يتصف بصفات تميزه ليكون الدغري فهو قادر على جمع الناس من حولة والضحك عليهم وهو الذي يعرف كل المسؤولين والشخصيات المتنفذة في البلد فكلهم ياكلون عنده وهو على علاقة وثيقة بهم وهو الذي لايترك مناسبة لاكبيرة ولاصغيرة الا ويكون صاحب الحظوة فيها فهو المقرب من الدولة والمتنفذ في الحكومة فهو يعرف المحافظ ومدير الشرطة ورئيس البلدية ومدير الاحوال وشيخ الجامع والمفتي والمتصرف  وكل المدراء الامنيين والخدماتيين في المنطقة او الدائرة  فهو الذي يلبس العباءة وهو المختار والشيخ والسيد والوجيه وكل شئ تريدونه من صفات الرئاسة والوجاهة ...فهو على استعداد  لاحراق القرية ومن ثم بذل اكبر جهد لاطفائها لينسب له انه اطفأ حريق القرية وهو على استعداد لدس فلان من الناس بالسجن زورا وبهتانا ثم يعمل المستحيل ليخرجه من القضية وذلك لينسب الفضل كله له وحده ...فهو لايصعب امامه شئ ولو طلبت منه تحرير فلسطين لقال لك ابشر بنحررها فوعوده كبيرة وكثيرة والظاهر انه يخدم الناس ولكن في الحقيقة هو شخصية انتهازية فاسدة ومفسدة تعمل على هدم القيم المثلى في المجتمع وطمس اي مبادئ او قيم بل يعمل الى التهميش والاساءة لاي شخص صاحب حق او مبدأ ...فهو ضد المثقفين والمتحررين فهو ضد الشباب الواعي المثقف  وهو الذي يعد بما لايؤمن به او يستطيع تحقيقه .
 
فهو ملك الفهلوة وملك الشطارة (وبطلع بايده كل شئ بالمعنى العامي )ويا ألمي من ان هذا المصطلح بدأ يعجب الاردنيين ويسعوون خلفه ويمتدحون من يدعيه وهذا  مرض اجتماعي  جديد وخطير اصاب احد الشعوب العربية الكبيرة قبلنا وغلب على شخصيتهم مما ادى الى ان قل احترام العالم لهم واصبحت الشعوب الاخرى لايتراهم الاَ في قالب الفهلوي او لنقل النصَاب لنكون اكثر انصافا, فياليت ان نبقى اهل الكشرة على ان نصبح ذلك الفهلوي او النصاب او بتاع كله على رأي اخواننا المصريين.
 
لامعنى للصدق او المبدأ او الامانة او الثقافة في قاموسه  والوطن لديه ليس اكثر من مجموعة مصالح ومسؤولين  والناخبين او الشعب ليس في منظوره باكثر من مجموعة اغبياء او سذج يعملون لصالحه وهم يعلمون حقيقته وهو يعلم انهم يعلمون
ولكن الناس ترى الحقيقة احيانا ولكن ربما تتثاقل او تخاف من ان تقول ان هذا خطأ وهذا صواب  او ان الناس إستمرؤو الفساد والفاسدين واصبح الفساد والفاسدين هو القاعدة وغيرهم هو الشاذ  فالفساد اصبح معيار الوجاهة والحظوة وهنا تكمن الطامة الكبرى ومشكلة الامم والمجتمعات.
لاضير ان تعاني الامم من الجوع  او  الفقر  او الهزيمة والاحتلال مادام هناك مبدأ وهدف نبيل يعيشون من اجله ولا ضير ان يكون هناك فسدة ومفسدين ولكن الضير ان لانرى الفساد خطيئة ورذيلة وان نستبيح الكذب والغش والفهلوة في قيمنا وادابنا وديننا.
 
رجائي ان نحكم ضمائرنا وان لانصوت للدغري في الانتخابات ...كفانا دغريين الحكومة



تعليقات القراء

ابن الشياب
تحياتي يامحمد وبدون مجاملة بتفهم بالسياسة وبالاحزاب اكثر من كل نواب الصريح المترشحين وفعلا كم دغري ودغري عندنا بالصريح
صدقني يا محمد لينتخبو الدغري ويعيدو التاريخ خليك بالخليج اشرف لك من هالبلد لانه شئ بجلط اللي بصير.
04-11-2010 08:40 PM
دايم ابد
الدغري فايز دايم ابد لانه على انه وعلو لو ..... خليها على الله
13-11-2010 08:29 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات