كتب السيد لورنس سماوي مقالا يرد فيه على الكاتب السيد لبيب قمحاوي ، وخلال قراءتي لهذا المقال وجدت فيه مغالطات كثيرة كنت أتمنى أن لا تكون كذلك،  لإنها تنزع نحو تثبيت مهاجمة شريحة  من ابناء الوطن والتحريض عليها ،ولا أجد فائدة من ذلك إلا غرس إسفينا تعوًد على ترديده  من يدورون في فلك الأعداء  من حيث لا يشعرون بحجج واهية وليست موجودة إلا في أذهانهم ، وأستميحهم عذرا في قولي هذا حيث انني لاأشكك في وطنيتهم وإخلاصهم.

عودا على مقالة السيد قمحاوي فهو لم ينطق كفرا وإنما تكلم بحقيقة وأجتهد في تحليلها وقوله صائب  فيما ذهب اليه وأما السيد لورنس فقد أنكر على قمحاوي  ثقافته وأنه من الكتاب أصحاب الفكر والرؤيا السليمة في معظم مقالاته وكتاباته ولا يطاوله السيد لورنس في ذلك مع إحترامي له وأدعو كل مهتم  أن يقرأ المقالين  ويرى ما ذهب اليه السيد لورنس من مغالطة ، ودعني أحلل ما أورده السيد لورنس :

1.     لايعيب السيد قمحاوي علاقته  بدولة السيد أحمد عبيدات بل أعتقد أنه يتشرف بذلك  فدولته من الشخصيات المميزة في الوطن  ، وإشارتك غير مفهومه إلا في إطار  انت تعرفه و أعتقد أنه لايعجب من تريد توصيل ذلك لهم.

2.      لا أعرف ما تريد أن تفضح وأنت تقول عن المنطق المتهافت في كلامه وتوصفه بالأقرب إلى السطحية ، واسمح لي أن أقول أن كلامه في العمق ومنطقي إلى أبعد الحدود إلا اذا كنت تريد مناكفته.

3.     هو لم يقول أنه إكتشف أن مشروع الوطن البديل مشروع إسرائيلي فهذا معروف عند كل المثقفين أمثالك وحتى الادنى ثقافة منك، وأعتقد أنه في حدود المؤامرة الصهيونية فقط، أما من يتوافق مع هذه الحدود فهم بالتأكيد قلة ولا نستطيع إلا أن نصنفهم بإنهم عملاء وخونة،و أعتقد يا سيدي أنه في كل الصراعات على مر التاريخ ستجد من هذه العينة.

4.      أنت تعرف أن رأس المال جبان على الأغلب فالبرجوازيون يخشون على مصالحهم ولا يعني ذلك بإتهامهم انهم يبيعون أوطانهم من  أجل ذلك ومن هو كذلك يصنف في الخانة الواردة في الفقرة3. أعلاه.

5.      ألا تعلم ياسيد لورنس أن هؤلاء البرجوازيون هم مواطنون أردنيون تسمح لهم برجوازيتهم بإن يتملكوا المزارع في السلط رديفة نابلس  ولا ضير أن يكون لديهم الفلل،  لقد جانبت الصواب كثيرا في أنهم رتبوا حياتهم على البقاء الأبدي في الأردن إلا ضمن حالة واحدة نصبو إليها جميعا في إزالة جميع الحدود المصطنعة بين أبناء الأمة. ثم ألا ترى في هذا النظام الهاشمي صمام أمان  وفي هذا الوطن ساحة إستقرار  يلجأ اليه من تعيب عليهم برجوازيتهم.

6.    إن اغلب البرجوازيون هم مواطنون قبل عام88 وينطبق عليهم قوننة فك الإرتباط حسب تصنيفك  وتصنيف من يرددون تلك السيمفونية التي أصبحت نشازا من المعيب العزف عليها.

7.    هذه العبارات كمبرادورية ، ديماغوجية، دوغمائية …الخ أليس لها رديف في لغة الضاد لقد أتعبتنا الثقافات المستوردة في التعبير.

8. كيف تجيز يا سيدي أن تقول أن معظم نشاطات هذه الطبقة(الكمبرادورية) تمنع موضوعيا قيام الشروط اللازمة للمقاومة ضد إسرائيل وإن كان كذلك فلا يجوز التعميم وأعتقد أنهم قدموا اكثر من حاملي الكلاشنكوف ومن الذين تعلموا إعادة صياغة وترديد الكلمات والثقافة اليسارية على إمتداد وطننا العربي.

9.    كيف تفكر يا رجل أنت  ومن هو مرعوب من أوهام الإنقلاب الديموغرافي السياسي الذي تتحدثون عنه،  أعتقد أن كل ذلك محض خيال  وخوف في غير مكانه إذا ما وضع تحت الإختبار  والمعايير التي تتجاوز الإقليمية الضيقة.

10.   اعتقد أن ما ذهب اليه السيد لبيب قمحاوي في أنه لا يوجد فلسطيني حر مستعد أن يقايض أرضه ووطنه صحيح ، ثم هل تعتقد أنها لهم وحدهم ولو انهم ساكنوها،  فهي من الناحية المعنوية والروحية والدينية ملك لإمة الإسلام ، ثم الذين تتحدث عنهم حتى لو كانوا ساكني القصور أوفنادق السبع نجوم فيمكن أن يكون الغالبية العظمى منهم ضمن تصنيف الفلسطينيين الاحرار وأن شروطك للحرية بحاجة إلى مراجعة.

11.     إن ماركس الذي تستشهد به لا يشرفنا وهو ليس مثال يحتذى ولا نبي يتبع وأنا لا انكر أن هنالك من يؤيد الوطن البديل لكن تصنيفه كما أشرت سابقا من العملاء والخونة وهؤلاء لا قياس عليهم.

12.   أعتقد أنه لا يوجد حكومات متهاونة مع الوطن البديل لكننا ببساطة لسنا قادرين على لجم الصهاينة على الأرض فكيف بما يفكرون به، لكن كما يقول احد الاصدقاء  يجب أن نضغط عليها بمختلف الوسائل السياسية لكي تعترف  بإنها تحتل أرض  بقوة السلاح، الا تعلم بانها للآن لم تعترف بذلك فهي ماضية في غيها وجبروتها المدعوم.

13.    إن تصنيفك لأنصار الوطن البديل بحاجة الى تمحيص وإذا كان هم حلفاء إسرائيل فعليك تسميتهم  حتى ننبذهم ونقاطعهم  ويحاسبهم القانون، ولا أعتقد انك قادر على ذلك  إلا من خلال الكلام العمومي الذي يتجلى به من يحمل ثقافة ماركس ولينين ،والذي لا يقدم إنما يؤخر وذلك من خلال تخدير الشعوب فلا هو ساعد في تحرير فلسطين ولا أفاد الأردن.

13.  أخيرا يا سيدي إن الكادح من يبحث عن لقمة الخبز وكرامة العيش  فالجوع كافر  لاوقت لديه للتنظير بما أوردت بالتصدي لمشروع الوطن البديل  ما دام ان هنالك تقسيمات للشعب الواحد ، واسمح لي أن لا أزاود على أحد وأقول إن التصدي لمشروع الوطن البديل يتم من خلال جبهة متحدة متآلفة متحابة يغمرها الإيمان الصادق مسلحة بالعزيمة وما يتوفرلها من امكانيات للمقاومة خلف قيادة سياسية وقوات مسلحة نثق فيها وبقدراتها،  ونستميحكم عذرا بأنه  لاحاجة للتذكير بما يؤدي إلى زيادة الفرقة وبث روح التعصب بين المواطنيين. لك كل المحبة والتقدير على إطلاعك والأخذ من وقتك لقراءة هذا الرد.