مسؤولية حوادث الطرق



مهما كتب جهابذة الكتابة وحلل المحللون لا يساوي دمعة حزن او شهقة واحدة من ذوي ضحايا حوادث الطرقات ركّابا أو مشاة و كلنا نعلم أن اعدادهم وصلت إلى أرقام مخيفة وليس لهذا العام فقط بل من أعوام سابقة وقرع ناقوس الخطر منذ زمن بعيد ولا حياة لمن تنادي نبكي ونلطم الخدود على حادث سير لايام معدودة حتى نُفجع بحادث آخر ونعود للتحليل بلا حل وعند عجزنا نقول أنها إرادة الله نعم نعم نعم والله العظيم نعرف انها إرادته وقضاؤه وندعو لهم بالرحمة ونحتسبهم عند الله من الشهداء والمصابين بالشفاء التام الكامل كل هذا لا يمنع أن نجد حلا يخفف هذه الأرقام وآلام الفقدان ووجع الإصابات فما فُجع الأردنيون به قبل أيام قليلة مضت حادث الطريق الصحراوي الذي ذهب ضحيته اعزاء علينا من أبناء الوطن بصدم شاحنة بمركبة خاصة بغض النظر عن السبب فالموضوع أصبح متكرر ويُدمي القلوب ولا نهاية واضحة للمشروع وتقلبت عليه الحكومات والوزراء وكلف مئات الملايين من الدنانير التي يدفعها المواطن ومنهم الضحايا على شكل ضرائب وغيرها ولم نجد مسؤولا واحدا حاول إنهاء مآسي الطرقات فهل عجزت القوانين عن حل هذه الطلاسم والتقيد بالقوانين فقد كانت الحكومة شديدة وصارمة في تطبيق قوانين الدفاع في موضوع الكورونا ولن يعود وبوفيّات لاتزيد عن أصابع اليدين والحمد لله فلماذا لا تُستَعْمَل نفس الشدة والصرامة في تطبيق قوانين السير وتنفيذ المشاريع والالتزام بمدة وجودة العطاءات فأصبحت كلمة الفساد كلمة عابرة تافهة يستعملها القاصي والداني وجعجعة بلا طحن وان رأينا غبارا فلا نتيجة نحصدها فمدة السماح في المشاريع لا تعني لانهاية له ولا يجوز إرخاء الحبل فيها وعلى لجان استلام المشاريع والعطاءات تحمل مسؤوليتهم وانتقاءهم من اصحاب الكفاءات مع تشديد مساءلتهم اذا وقع شيء ما فحسن النية والسهو لا مكان له في قاموس العطاءات وعلى من يخطط وينظم الطرقات أن يفصل مسير الشاحنات والتريلات عن المركبات الصغيرة والمتوسطة وحافلات نقل الركاب حتى لو اضطررنا تخصيص مسارب لكل نوع حسب صفة استعماله فلا يجوز أن تسير الشاحنة جنبا إلى جنب مع سيارة صغيرة في شارع مغر طويل كالطريق الصحراوي ولا نقبل بوجود الازدحامات والعجقات في شوارعنا الداخلية وكثرة التحويلات التي تؤدي إلى تراكم المركبات ملامسة لبعضها البعض فالموضوع مسؤولية وضمير ومخافة من الله فالعقوبات غير جادة ومن لايستطع العمل بضمير فلا مكان له في الميدان وعلى الوزير المعني أن يكون بحجم المسؤولية في بلد ديونه أصبحت تزغرد ومواطنه يصرخ من كثرة الضرائب وارتفاع الأسعار والضحايا يزدادون والمواطن لم يعد يكترث بالقوانين والأنظمة والحكومة تتغير وتنقل المشكلة إلى التي بعدها لنسمع نفس الخطابات والكلمات ولا حل على أرض الواقع وجلالة سيدنا يوصل الليل بالنهار بجده وجهده ويجتمع ويوجه وينادي ويطلب من المسؤولين النزول الى الميدان لا التربع على الكراسي ولبس الكرافات والبدلات الزاهية الباهظة الثمن فلايهمنا عرض الازياء وإنما يهمنا عرض الهمم والنشاط وعلى المواطن ان يكون حريصا على تنفيذ قوانين السير حفاظا على الأرواح والممتلكات فالخسائر مادية و اجتماعية و بشرية ووووووو ... فليتحمل الجميع مسؤولية حوادث الطرقات ولنعمل سويا لانهاء المآسي والدموع ولنزرع مكانها فرحا والتزاما ومخافة من الله ومحاسبة للضمير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات