سكروا الطابق


(سكروا الطابق) عباره نسمعها في كثير من جلساتنا واحاديثنا العامة والخاصة .فعندما يكون الحديث في قضية ما ينبري كل شخص أو مجوعة للدفاع عن رأيه خاصة عندما يصل الحديث إلى مرحلة نقد سلوك أو عمل يتعلق بأحد من معارفهم أو مقربيهم وينبري كل طرف للحديث بما يتلائم مع مصلحته أو مصلحة جماعته وعندما يصل النقاش إلى طريق مسدود يبدأ الحديث حول إنهاء النقاش فيأتي الأمر بقول (سكروا الطابق) دون الوصول إلى اتفاق أو تقارب في وجهات النظر
في موضوع الفساد ينقسم الفاسدون إلى فئتين ... فئة فاسده مقربه من الدوله تمارس كل أشكال الفساد المالي والإداري وربما الأخلاقي دون حسيب أو رقيب
وفئة فاسده من العامه وجدت في الفساد طريقا لسرقة امال واحلام الشعب دون وازع من دين أو ضمير ..همها الأكبر الإثراء وتكوين الأرصدة والأملاك ولو على حساب الوطن والمواطن .
يستمر الحديث عن مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين من خلال التصريحات الرنانة من الجهات الرسمية والشعبيه ويحاول الجميع الوصول إلى المعلومة الحقيقيه التي تدين الفاسد وتثبت فساده .. بالإضافة إلى كثرة الحديث عن الفساد والفاسدين وضرورة محاربتهم وكذلك المطالبه بتغيير النهج والجديه في التعامل مع ملف الفساد بكافة أشكاله .. وعندما تثبت تهمة الفساد رسميا وشعبيا على شخص ما تبدأ عمليات الدفاع عن ذلك الفاسد .. فإذا كان الفاسد مقربا من الدوله تبدأ الجهات الرسميه بممارسة الدفاع المستميت عن هذا الفاسد وبكل الوسائل المتاحه ولو تطلب ذلك إصدار تشريع خاص لحماية ذلك الفاسد وتبرئته من التهم الموجهه له أو أن تقوم الحكومه بطي الملف الذي يبرز فيه فساد الفاسد .
أما إذا كانت الحكومة هي من يكشف الفاسد وتتخذ الإجراءات اللازمه لمحاسبته _ حتى لو كانت انتقائية _ نجد أن العامة من الناس تنبري للدفاع عن هذا الفاسد وتقيم فعاليات الدعم والمؤازره له وتطلق هاشتاق البراءه والدعم وتطالب الدوله بالتوقف عن إجراءاتها ضد ابن العشيره الفلانيه أو ابن المنطقه الفلانيه وتطالب بصكوك البراءة لدولة هذا أو معالي ذاك .. وهنا تستمر المناكفات والمواجهات ..فالحكومه تدافع عن فاسديها أو المقربين منها أو عن قراراتها التي تفوح منها رائحة الفساد وابناء العشيره أو المنطقه يدافعون عن فاسدهم ويدعموه ويآزروه حتى لو كانو متيقنين من فساده
نستمر على هذه الحالة ..كل يدافع ويبرىء فاسده حتى نصل الى الطريق المسدود ويظل لدينا فساد وليس لدينا فاسدون وتستمر عمليات النهب والسرقه وتستمر مظاهر الشلليه والواسطة والمحسوبيات ويستمر الفساد بالتمدد والتغلغل ونحن في خلاف أو صراع مع بعضنا البعض الجهات الرسميه تدعي توجهها إلى مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين .. والشعب يطالب بمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين وبالتالي لا نصل إلى ما نصبو اليه في ظل انبراء كل طرف للدفاع عن فاسده .. ولذلك فما علينا الا ان نقول (سكروا الطابق)
نعم سكروا طابق الفساد ما دمنا غير قادرين على التجرد من مبدأ الانتماء .. انتماء الفاسد للدوله أو انتماؤه للعشيره أو المنطقه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات