وين الشلن ؟!


المواطنون الذين يسكنون في المنطقة على الخط الفاصل بين الطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة اي وكأنهم يجلسون على الشاطئ او ساحل البحر فتارة يغمرهم تيار مياه الفقر القادم مع المد ورفع الاسعار والضرائب ويكونوا اقرب الى الهلاك والفقر المدقع واحيانا ينكشفوا على البر مع حركة مياه الجزر ويقتربوا من حالة السترة والكفاف وبالكاد يلبوا حاجاتهم المعيشية هؤلاء يدخل في حساباتهم اليومية اصغر وحدة نقدية في المشتريات واحيانا يتعرضوا للحرج نتيجة نقصان او فقدان هذه الوحدة النقدية وهي الشلن او العشرة قروش مع انه لم يعد لها قيمة في هذا الزمان ولكنها الحاجة , في نهاية الشهر وبعد ان يقبض المواطن الراتب اذا كان من جماعة الرواتب تراه نشيطا ومعنوياته عالية ويدخل السوق بقوة ويشتري ما هب ودب ولا يسأل عن سعر السلعة , جمعة مشمشية اسبوع واحد فقط بعد دفع الفواتير وشراء المستلزمات الاخرى للبيت تبدأ المعنويات بالهبوط التدريجي الى ساحة الفقر والطفر ويبقى ثلاثة ارباع باقي الشهر يبحث في دفاتره القديمة عن الشلن ليوفي مشترياته باحثا عنه في الجيوب ومتهما الاولاد بالسطو عليه وعند مروره بالقرب من الجاكيت يتذكر انه وضع عشرة قروش هنا أو هناك , خابر في عشرة قروش هون في الجاكيت وين هي يا جماعة ؟ ينظر الجميع الى بعضهم طبعا لا أحد يصدقه لانهم يعرفون القصة انها تفشيش غل من الطفر , طيب مش الجيران استقرضوا منا ربع دينار قبل فترة روحوا جيبوها , الجميع ما هم جابوها من زمان واشترينا فيها فلافل , فيسقط في يد الرجل , ما الحل ؟ ثم يبحث عن بقايا العيديات مع الاولاد ثم الزوجة ... ويوقف مصروفهم وامتيازاتهم وبدل تنقلهم في باصات المدرسة ... , بسبب الظروف الطارئة مع انه كل السنة ظروف طارئة , امشوها الله بعينكوا المسافة قريبة , والله زمان كنا نمشي تا تهتري اجرينا .... ... لا حول ولا قوة الا بالله , طيب هو مطول دعم الخبز ؟ ما فيش دعم خبز هاي السنة , مطول الراتب ؟ ما احنا قبل ايام قليلة قبضنا الراتب , حسبنا الله ونعم الوكيل ... طيب ما فيش دعم اضافي مشان كورونا وحظر التجول ..... ما حدا برد عليه , ما انا بقول ما فيش دعم اضافي مشان كورونا وحظر التجول ما لكوا مش سامعين ...... كمان مرة ما فيش رد ....ادرك عندها انه الوضع مأكل بطيخ فيسكت على مضض مع التهمير, طيب يا مرة روحي روحي استقرضي من الجيران حتى نكمل هالشهر ...أو العمر ....واذا ما دخل السوق لحاجة ضرورية بنس حاله خياطي ويغادره مسرعا مستخدما الشوارع الجانبية البعيدة عن سوق الخضار والفواكه واذا اضطر لدخول السوق لشراء حاجة ماسة فانه يدخله ويخرج منه بأقصى سرعة على الرغم من نداءات الباعة يا حج , يا عمي , يا استاذ , يا باشا ,يا معلم وغيرها ويعمل نفسه انه غير سامع لتلك النداءات مع انه سامع ولكنه الطفر وقلة الحيلة وكل ذلك لا يثنيه عن عزمه المغادرة باقل الخسائر .....
كان في ما مضى احد المزارعين وبعد انهى بيدر المحاصيل وباعه وقام بسداد دينه لأن الدين كان سابقا يسد من البيدر الى البيدر ولم يبقى معه شيئا بالكاد مؤنة نصف السنة وبعد صفنة وزفرة ألم قال لمن حوله هو احسبولي متى البيدر الجاي , فقالوا له مطول محنا لسا على البيدر الحالي ....
ان المال هو عصب الحياة بنزين السيارة معنويات الرجل وقوته وحفظ ماء وجهه , فرحة الطفل خبز الفقير علاج المريض , شهادة الجامعة , بتقدر تروح من الغربة على الحجر الصحي وتهرب من الذلة وكورونا , صديق روى لي انه يعرف اخوه متى يكون مقرش او طفران فقال اذهب الى المسجد فان وجدته بعرف انه طفران بتلاقيه خمس اوقات بالجامع واذا ما اتاه مالا بفتقده واذا هو بالأسواق تكسي رايح وتكسي جاي , فقلت له سلم لي عليه وسأتخذه صديقا ...( رحمه الله توفي مؤخرا ) والله يستر , الى متى سيبقى المواطن يبحث عن الشلن ........؟!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات