موسم الانتخابات


في مواسم الانتخابات .. تزهر لغة الوعود وتزدهر ، ويعتدل لسان حال المرشحين بالمفردات العذبة والجذابة والكلام المنمق طبعا كل ذلك بهدف الخداع والتضليل وتشويه الحقائق وتزييف الواقع وكسب الأصوات ، والمستخدم لهذه اللغة الجاهزة المفردات ميتة النتائج يضع مصلحته في المرتبة الاولى ثم تليها مصلحة كل من يدور في فلكه المظلم ، وتكون مصلحة الوطن والمواطن في ذيل ترتيب القائمة ، وقد تحتل مرتبة المليون أو المستحيل.
في موسم الانتخابات .. يظهر المتصنعون للتواضع والود والنزاهة لإيهام الناس الضعفاء أنهم الأفضل والأمثل والأجدر بالتمثيل في البرلمان والمناصب المختلفة ، ويستثمرون بكل ما اؤتوا من قوة وجاه ومال ونفوذ في غباء المواطن وحاجته وقلة حيلته ، ليتموقعوا بعد الفوز بالكرسي النيابي ثم يكشرون عن انيابهم البشعة لكل من يقترب منهم ، خاصة من أولئك الذين غرر بهم ، هذا ديدنهم وهذا دأبهم منذ عقود من الزمن خلت.
في موسم الانتخابات .. كم من مرشح للبرلمان جالس البسطاء وجال في احيائهم العشوائية وحضر جنائز موتى فقرائهم ووزع الوعود والأحلام الوردية يمينا ويسارا ، وهناك من وصل به النفاق والتمويه إلى افتعال وذرف دموع التماسيح ، لكن بمجرد ظهور النتائج فوزه توارى كشبح في ظلام حالك ، ولم يُسمع له حسا حتى انتهت مدته في صمت مطبق ، وهذا نهج متبع يتوارثه بعض من يرى بأن كرسي النيابة حق ومكسب شخصي له.
في موسم الانتخابات .. سنشاهد نفس الوجوه ونفس الوعود ونفس الأكاذيب ونفس القصص ونفس الأذناب وحملة المباخر ونفس المتملقين ونفس المتزلفين والدجالين ونفس الباعة والمضاربين ، لكن الغريب مع كل هذا ما زال بعض المواطنين البسطاء يصدقونهم في كل مرة ، وربما عن حسن نية وطيبة وأمل في وعد لتلبية حاجة ، لكن حسب علم النفس فإن هذه السجايا الفطرية للإنسان إذا تمكنت من صاحبها مع الزمن تحولت إلى بلادة وغباء.
في موسم الانتخابات .. أصبح الترشح للبرلمان من أجل المنافع الشخصية من راتب وتقاعد وحصانة ومزايا ونفوذ ، ولا قيمة لما يسمى برنامج أو برامج انتخابية سواء كانت اسلامية أو وطنية أو علمانية أو غير ذلك فالبرنامج الذي تتعهد به الحكومة وتطبقه هو البرنامج الوحيد الذي يسري مفعوله على الجميع خاصة إذا سهل البيع والشراء بين أطراف اللعبة ، أما ادبيات المرشحين وخطاباتهم هما وهناك فتبل في النهاية ويشرب ماؤها ، وهذا ما أكدته لنا حقب الانتخابات الماضية بكل وضوح وجلاء.
في موسم الانتخابات .. فمن غير المستحب تصديع رؤوس الناس في الحملات الانتخابية الجوفاء ذات العبارات الطنانة ، مثل أننا سنفعل كذا ونطبق كذا وسنحاسب كذا وسنعيد كذا وانتخبونا وحاسبونا وغيرها من جمل ذر الرماد في العيون ، وعلى رأي أحد المرشحين لأحدى الدورات السابقة ممن لم يحالفه الحظ بالفوز بالمقعد النيابي ، حينما قال في أحدى جلسات حملته الانتخابية: (أخوكم عبد فقير ساعدوه لوجه الله تعالى حتى تتحسن حالته المادية ولن أعدكم باي شيء مثلما يفعل غيري من المترشحين) ..!
بالمناسبة .. سمعت كما سمع الكثير غيري عن جاهزية الهيئة المستقلة للانتخابات ، وأنها ستوفر (قلم وكمامة وقفاز) لكل ناخب ، وكأن العملية الانتخابية برمتها لا ينقصها إلا هذه الأدوات لأقناع الناس للتوجه لصناديق الاقتراع مهرعين ..؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات