جراسا -

قال نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية الاردنيه للتربية والثقافة والعلوم د. خالد الكركي "ان الأردن بفضل قيادته ووعي شعبه قبل التحدي في الكثير من القضايا ولم تكن طريقنا سهلة وان الأمية والخوف والفقر هي التي يجب ان نتصدى لها فهى المصدات التي تمنع التقدم والازدهار وعلينا أيضا ان نعلم الناس حرية العقل في الاختيار وان نزيل الأمية في المعرفة والثقافة".

جاء ذلك خلال رعايته الاحتفال باليوم العالمي لمحو ألامية واطلاق مشروع منطقة بلا امية الذي تنفذه الوزارة بمنطقة أم عياش في لواء ديرعلا من محافظة البلقاء بالتعاون مع مكتب اليونسكو في عمان.

وبلغت نسبة الامية حتى منتصف 2010 ما نسبته (6.8%) وبواقع 7,3% للذكور و (10.1%) للاناث.

واضاف الوزير الكركي هنا اقف محتجا على وزارة التربية وعلى البرنامج كله لأنه لا يجوز ان يكون في الاردن امية معبرا عن الأمل بأنه خلال الخمس سنوات المقبلة ان نقضي على الامية نهائيا وخلال السنوات المقبلة ان كنت وزيرا للتربية او من ياتي عليه ياتي معتذرا للناس اذا لم نتمكن من محو الامية بالعام 2015 .

وهذا اعلان وثيقة ام عياش اذا شئتم فأردنيا ووطنيا وانسانيا لا يليق بالمملكة الاردنية الهاشمية استمرار وجود الامية بيننا وارجو ان لا يقول لي احد ان هناك دولا تعاني من 60% من الامية. لا علاقة لنا بذلك فنحن نختلف عن غيرنا ولنا مشروعنا الوطني وقياس الباطن ممنوع والمعايير العالمية هي المعيار الذي نقيس عليه لدينا المدارس والمعلمون ولدينا طلبة الجامعات, لدينا 27 جامعة لماذا لا تنفق من اجل مكافحة الامية.

وأضاف ان مشاركة الاردن الدول العربية الشقيقة والعالم اجمع الاحتفال بهذا اليوم تأتي سعيا للعمل على تحسين نوعية حياة الافراد وإزالة الفوارق والحواجز الاجتماعية وتحسين مستوى أدائهم الوظيفي وزيادة إنتاجيتهم ورفع دخلهم ورفد سوق العمل بالكوادر الفنية المدربة والمؤهلة.

واضاف ان الاردن ادرك منذ عقود خطورة الامية وما تسببه من اثار سلبية تعيق برامج التنمية فعملت الوزارة على فتح مراكز لتعليم الكبار ومحو الامية وتوسعت فيها حتى شملت جميع مناطق المملكة مشيرا ان الوزارة تقدم كل مستلزمات الدراسة للدراسيين مجانا.

 وبلغ عدد مراكز تعليم الكبار ومحو الامية التي تم افتتاحها للعام الدراسي الماضي 470 مركزا التحق بها (5583) دارسا ودارسة.

وبخصوص التسرب من المدارس قال انا احمل الجزء الاكبر من المسؤولية للأباء وعلى الحكام الاداريين ان يدفعوا باتجاه الأباء بتدريس ابنائهم وإلا سوف نلزم الجميع بطريقة مختلفة فإما ان تكون هناك حكومة تلزم الناس والا فلا.

واشار الوزير الى تقرير الرصد العالمي لمؤشرات التعليم للجميع لعام 2009 الذي تصدره اليونسكو حيث جاء الاردن في المترتبة الثالثة عربيا لكن ما اريد الاشارة له ان هناك معايير اخرى للتنافسية ويجب ان لا نتوقف عند مقولة اننا نحتل المرتبة الثالثة عربيا, نحن نريد ان نعرف موقعنا الحقيقي ومعدلات التقدم الانساني تقاس بالصحة والتعليم والرفاه اما ان يوجد 70 مليون امي بالعالم العربي لا يصلهم الماء ولا يتلقون العلاج واطفال من دون رعاية صحية هذه ليست مشكلة عربية هذا عار عربي على المسؤولين ان يخجلوا منه لا يجوز لنور العلم ان يصل مناطق من دون اخرى وهذا ليس تدخلا منا في شؤون الآخرين لاننا كأردن كنا هناك ونحن من علم الآخرين ونريد للتجربة الاردنية ان تمتد.

واضاف الوزير بان الوزارة توجه دعوة لكل من تخلف عن الالتحاق بالتعليم او تركه بسبب ظروفه الاقتصادية او المجتمعية ان يلتحق بالبرامج المختلفة التي تقدمها الوزارة في مجال التعليم غير النظامي كل حسب البرنامج المناسب له او الالتحاق بمراكز تعزيز الثقافة للمتسربين او اكمال دراستهم عن طريق برنامج الدراسات المنزلية وبرنامج الدراسات المسائية ووفرت الوزارة فرصة الالتحاق بالمراكز الصيفيه للطلبة النظاميين على مقاعد الدراسة وذلك في اطار السياسات التربوية التي ينتهجها الاردن والرامية لتحقيق التربية المستدامة والتعلم مدى الحياة ترجمة للرؤية الملكية الساميه لجلالة الملك عبدالله الثاني التي تؤكد اهمية تنمية الموارد البشريه باعتبارها راس المال المعرفي الاثمن والتي يتوخى ان تسهم في الارتقاء بالاردن وتحقيق التعايش الفاعل في عصر المعلوماتيه والاستجابة بشكل افضل لمتطلبات اقتصاد المعرفه وتحدياته.

وفي سياق منفصل وجه د. الكركي نداء إلى اهل التربية والتعليم مطالبا اياهم المشاركة بالانتخابات قائلا "اعيد النداء الى اهل التربية والتعليم بان يدلوا باصواتهم وانا اعلم ان 100 الف صوت وتزيد تصنع فرقا كبيرا... ليس لدينا في الحكومة مشكلة لا في مناخ الانتخابات ولا بإدارتها ولا في شفافيتها ونزاهتها والموجدين بالحكومة ابناؤكم نحن نتاجكم ونتاج مدارسكم وجامعاتكم فان احسنا سوف نقف امامكم باعتزاز وان اخطأنا فقولوا بنا ما تريدون لكن هذا الوطن غير قابل للقسمة لا على احزاب ولا على جماعات ولا على قوة سياسية ولا على الذين يغضبون او على الذين يصابون بالحرج. على الجميع وهذا الاصل ان يشارك بالانتخابات ومن لا يعجبه أي تشريع فإن التعامل الحقيقي مع التشريعات يكون من تحت القبة وفي الاعلام نتعامل مع المواقف السياسية هذا وطن منفتح ولا نريد ان نصوره بعكس ذلك امام الآخرين المجتمع الاردني مجتمع حي ويعرف ما يريد وليس بحاجة ان نتلقى دروسا لا في الشفافية ولا بالنزاهة ولا بوضع القوانين وان كان غيري يريد ان يحرض على مقاطعة الانتخابات فمن حقي ان احرض المعلمين وابناء التربية بان يصنعوا الفرق هنا حتى لا يقال ان فئة تمكنت من جعل نسبة المشاركة بالانتخابات اقل. هذا الوطن لنا جميعا والجميع تحت مظلة الدستور نحن امام تحد كبير ونحن في الوقت نفسه لا نشبه غيرنا لاننا ما كتمنا على الناس من امرنا شيئا فالأردنيون الاحرار يعرفون بالهمس الصحيح من الخطأ. نحن نشبه خيل المتنبي نسمع ما لا يسمع ونقرأ المخفي. نحن نقوّم امور دولتنا على دستورنا وتشريعاتنا"

مديرة مكتب اليونسكو في عمان آنا باوليني قالت "سوف نستمر في دعم وزارة التربية والتعليم الهادفة إلى خفض الامية لدى البالغين لغاية العام 2015 واستراتجيتها الاساسية باستهداف المناطق ذات النسب العالية من الامية الامر الذي يؤدي الى تخفيض الامية وان اليونسكو دعمت مشروع ام الرصاص للعام 2009 وكانت غالبية المستفيدين من الاناث وسوف نتعاون مع الوزارة لتطبيق مشروع منطقة بلا امية في لواء ديرعلا مشيرة الى ان محو الامية حق انساني واداة لتقويه الشخصية والمجتمع الانساني".

مدير تربية لواء ديرعلا د. عبدالله العمايره قال في كلمة له "ان منطقة ام عياش يعيش اهلها في ظروف اقتصادية واجتماعية استثنائية حالت دون التحاق البعض من بناتها وابنائها بركب العلم ولكن اصرار الحياة والرغبة بالتطور واللحاق بركب البناء كان الدافع عند الذين التحقوا من ابناء البلدة ببرامج محو الامية وسط تضافر جميع ابناء المنطقة مع مديرية التربيظ بغية الوصول الى اليوم الذي نرى فيه بلدة ام عياش بلا امية اسوة باماكن عديدة كام الرصاص"

د. سالم العمارات القى كلمة باسم المجتمع المحلي ثمن فيها اختيار بلدة ام عياش لتكون منطلقا لاحتفال وزارة التربية باليوم العالمي لمحو الامية واعلان مشروع منطقة بلا امية موكدا حرص الاهالي على انجاح المشروع.

واشتمل الاحتفال على عرض مسرحي يتصل بالمناسبة كما كرم الوزير عددا من الدرارسين بمراكز محو الامية والجهات الداعمه للاحتفال باليوم العالمي لمحو الامية.
(العرب اليوم-ممدوح النعيم)