اللجنة الدرامية المنبثقة من الاعلى للاعلام في مصر و عدم مهنيتها ..


انها مهزلة كبيرة يجب ان تتوقف حفاظا على صورة الفن المصري و حفاظا على هيبة مؤسسات الدولة، فمنذ سنتين و تمارس هذه اللجنة نشاطا رقابيا هزيلا اوصت به الاعلى للاعلام في مصر، و هو مراقبة شبه شاملة للمسلسلات التي تعرض اثناء رمضان ان كان بها مشاهد تسيئ للمجتمع المصري تلخصت بنواهي كثيرة عشوائية تقيد صناع الدراما كثيرا، و نسخة منها موجود بالاعلام و مرفق مع العديد من المقالات التي تعالج هذا الشأن،

من خلال هذه اللوائح و القوانين الغير منطقية من عشوائيتها و شدتها الغير المهنية اطرح جدلا هذه النقاط على امل ان ابين ضعفها الاداري في تسير امور عروض الدراما الرمضاية في الشهر الفضيل و غيرها من دراما التي تعرض على الفضائيات

اولا : هذه اللجنة تعمل بمفردها تحت جناح الاعلى للاعلام و لا تعمل تحت الرقابة الرسمية للدولة و التي على اقصى حد من علمي يشار اليها برقابة ماسبيرو... او اية مؤسسة رقابية للدولة، فلذلك الموافقة على المسسلسلات تدخل بازدواجية فاضحة و غير منطقية. فبعد ان تجيز الرقابة الرسمية عرض المسلسل تاتي اللجنة الدرامية لتراقب المسلسلات ان احتوت على التجاوزات السالف ذكرها، هل هذا كلام، اجازة عرض العمل تمنح مرة واحدة فاما العمل صالح للعرض او لا... فهل يعقل ان تصدر الرقابة اجازة عرض و تحكم بان العمل صالح للعرض ثم تاتي مؤسسة رسمية آخرى لها صلاحيات واسعة لتجرم المنتيجين لان العمل يحتويى على عيوب و تحاوزات... هذه فضيحة لا يحمد عقباها... هذه اللجنة يستحسن ان تعمل تحت ادارة الرقابة او اما ان تحل فلا يجوز ان يكون هنالك جهازان للرقابة كل يعمل على حدا... واحد قبل العرض و واحد بعد العرض، هذه مهزلة كبرى...

ثانيا : لا بد و ان يكون هنالك محددات لما هو مقبول و غير مقبول خصوصا بقوانين تتحكم بمهة حساسة تتعلق بالمرئي و المسموع، و لكن الشد الكثير قد يخنق طبيعة عمل المخرج و قد ينتج عنه اعمال ضعيفة من كثرة خوف كسر القوانين، لذلك لا بد ان يكون هنالك متنفس للكاتب و المخرج ليقدم المواد الناضجة و التي لا تستخف بذكاء المشاهدين، اللجنة الدرامية تستطيع ان تحدد المآخذ على المسلسلات لا ان تفرض شرعية المحتوى... فشرعية المحتوى تترك للمخرج و الكاتب لان المشاهد تبنى الرواية و هذا شيئ خاص بالكاتب و المخرج و طبيعة سياق الرواية... لذلك لا يجوز وضع شرط ان لا يحتوي المسلسل على اي من انواع المشاهد التي تضعف درامية النص مثل مشاهد تدخين او عنف ....او مشاهد عنف تهين كرامة المراة او ان تظهر المراة المصرية بصورة غير لائقة الخ... لان المادة الدرامية من شأنها نقل الواقع للمشاهد عبر الشاشة و علاجه من خلال المشاهد و الموضوعات التي تطرحها على الجمهور، لذلك التشرط و وضع محددات كثيرة على مضمون المشاهد بالمادة الدرامية سواء كانت فيلم او مسلسل من شانه التدخل بالحريات و الابداع و املاء ما يجب على المنتج انتاجه و كاتب السيناريو كتابته و هذا غير منطقي اطلاقا... بعض هذه القوانين ساذجة و عشوائية و غير مدروسة و تنتح عن لجنة لا تمتلك ذائقة درامية رفيعة المستوى و لا تفقه شيئ بالعمل الدرامي...

ثالثا : لغة الافتراض بان المادة الدرامية لا يجب ان تحتوي على... الخ هي لغة تتضمن تجريم مسبق للمواد الدرامية و ليست مصاغة بقالب قانوني يرتقي لمستوى دولة قانون و يتضمن لغة تكفيرية لطالما حاربتها نخبة من المثقفين في مصر حفاظا على موروثها المتحضر من الدراما و السينما و حفاظا على حريات ضرورية للحركة السينمائية... العنف قد ييكون ضروري لانتاج فئات درامية من المسلسلات و الافلام لن تكون مقنعة من دونها... فالاشرار بالمواد الدرامية لن يتكلموا بالجواهر و الحكمة و لن يمتلكوا العبارات المهذبة و الملائكة لن يكونوا اشرارا بالمقابل...فمن دون الكلام الخشن في بعض المشاهد لن يكون عالم الشر مقنع للمشاهدين...فالنواهي مفتوحة من دون بصيرة درامية و كأن المطلوب هو انتاج افلام العالم المثالي من دون ان تؤخد بعين الاعتبار الواقعية و ضرورتها و ضرورة ان يكون العمل... مقنع للناس... القاتل و الشرير ان لم يكن بشع الشخصية مسيئ اللفظ لن يكن مقنع اطلاقا... الخير ان لم يقاتل الشر لن يكون هنالك رواية... الراقصة ان لم تلبس بدل الرقص المغرية لن تقنع الناس انها تؤدي دورها جيدا بالفيلم... الممثل ان لم يدخن و يمثل بالتالي انه اصابه المرض من الدخان لن يقتنع الناس بشخصيته.... القتال إن لم يتضمن الفحولة و الخشونه لن يتم اخراجه بالصورة المرجوة....

الموضوع ليس سن قوانين على الذوق الشخصي بل هذه صناعة سينما و مسلسلات و ليست لعبة... ما هذه المهزلة التي اقرأ فانها تابعة للجنة .. لا ترتقي لتاريخ مصر الدرامي العريق...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات