قبل سنوات حدثني صديق عن طموحات امتنا وعن الارهاصات التي تودي بكل عمل خلاق وكل جهد جامع، حقيقة الحوار كان اساسها شعور الاغلبية بالاحباط المتلازم للطروحات التي غالبا ما كانت تصدر عما يسمون انفسهم قيادات فكرية بوطننا العربي و الاسلامي ، كان ايضا هنالك مقارنة بما يحدث ببلادنا وما يحدث بما هو خارج اطارنا الأسلامي والعربي، لم تكن تلك المقارنات الا لاستحضار العزيمة لتطوير حالتنا بالبلاد العربية والاسلامية لخلق توافق حقيقي بعيدا عن النزاعات الفكرية اللامسؤولة من اجل بناء جيلا تتوحد باذهانه مفاهيم العمل المشترك حتى ضمن الاختلاف السائد بالايدولوجيات والنزاعات الفكرية ، الا ان ما التقينا عليه يواجه موجات من الاستعلاء والتكبر والتفتيت من اصحاب الفكر الضحل والمتقوقع خلف اسوار لاتقبل الازاحة او التطوير والتنوير، وهنا تكمن المصيبة، وبالعودة لبناء الانموذج الراسخ والذي لغيابه تأخرنا عن ركب التطور الحضاري كعرب وكمسلمين في الوقت الحالي لوحظ ان الصراع القائم والمستعر بين انصار الكلمة وبين انصار الفعل يبلغ اشده حينما تعصف بامتنا احداث جسام وعظام ويبقى هذا الصراع هو العنوان المقيت والذي يسيرنا لمزيد من الضعف والتشرذم، وعليه اصبحت الرسالة واضحة ولا تقبل التخوين والشكوك ويجب ان تبنى على اطار يجمع الافكار المختلفة تحت مايسمى المصلحة العامة سواءا لنا كعرب او مسلمين بحيث تتوقف النزعات الفكرية المتعددة من اجل اعادة مفهوم العمل المشترك في البناء والتطور ومواجهة التحديات....اما ان يبقى اصحاب الفكر المؤدلج دينيا واصحاب الفكر المؤدلج قوميا بنفس دائرة التأزيم فهذا لايعني الا شيئا واحدا فقط وهو استمرار التمييع والضياع لمستقبل مرهون بمزيد من الخسران والخذلان.....وللحديث بقية....