كورونا .. البيئة تنتعش والاقتصاد ينكمش


"كورونا لايحترم حقوق السيادة ولايعترف بالحدود السياسية للدول" يوضح هذا القول بان الكثير من القضايا والموضوعات التي كانت في السابق منفصلة عن بعضها البعض مثل تلوث المياه والهواء, التصحر وانتشار بعض الامراض على نطاق محدود اصبحت في الوقت الحالي تقع ضمن تخصص البيئة والصحة والسلامة العالمية والمعلوم لدينا ان المعرفة البشرية في هذا المجال لا تزال في بداية الطريق وقد تجلى ذلك في الابحاث والدراسات لمشاكل الصحة والبيئة في العالم .
جائحة فيروس كورونا 19 وهي جائحة عالمية صنفت من قبل منظمة الصحة العالمية في 11 مارس 2020 بسبب فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة النفسية الحادة الشديدة اكتشف هذا المرض في ديسمبر 2019 في مدينة ووهان وسط الصين, وقد تفشي كورونا في اكثر من 158 دولة حول العالم ولغاية هذة اللحظة من الصعب حصر ارقام المصابين والمتوفين من هذا الفيروس لان الارقام التي تنشر لا تمثل الواقع في العالم بسبب نقص في التشخيص في جميع الدول تقريبا مرضى لا يتم فحصهم وموتى لا يتم حصرهم. جميع الدراسات التي اجريت على هذا الفيروس الخبيث اثبتت بانة سيبقى على الاقل من ثلاث اشهر الى 6 اشهر على الاقل لذلك فان توحيد الجهود الدولية في التعاون والتنسيق بين دول العالم وبين منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الاقتصادية الدولية والدول المانحة وتعزيز مبدا التعاون والتضامن الدولي وكذلك يجب على كل دول العالم احترام وتطبيق مبدا الوقاية والتزام الدول باجراءات السلامة الصحية من هذا الفيروس, منظمة الصحة العالمية امام تحدي ومهمة جسيمة تستدعي من الجميع الدعم الكامل والفعال وخاصة الدول المتقدمة والعمل على تضافر الجهود الدولية في السيطرة على هذا الفيروس والتعاون في مجال التنمية وانقاض الاقتصاد العالمي والتاكيد على سلامة الدول وخاصة دول العالم الثالث والفقيرة منها لان تدهور الوضع الصحي فيها يمثل خطرا مباشرا على الامن الصحي العالمي.
من هنا فان هذا الخطر الذي يهدد العالم باجمع يتعدى كل الحدود ولايعترف بالفرق بين المجرم والضحية كذلك لم يعد لدولة واحدة منفردة مهما بلغت قدرتها وقوتها ان تحمي حدودها ومصيرها بشكل منفرد. ان مصلحة العالم اجمع تكمن في التعاون الدولي واستخدام التكنولوجيا المتطورة وتحسين وتقدم النظم البيئية وذلك برفع كفاءة التوعية والتثقيف والحيطة واتخاذ الاجراءات الوقائية والعلاجية التي يمارسها اي مجتمع وذلك لتوفير مستقبل امن وصحي للجميع. في ظل هذة الجائحة لقد دخل الاقتصاد العالمي في حالة من الركود والانكماش الشديد بسبب هذا الفيروس وهذا ما اكدتة صحيفة (Foreign Affairs) والتي افادت في هذا المجال مدى التاثير على الاقتصاد العالمي وان الاثار ستكون مؤثرة لعقود قادمة وقد سببت صدمة كبيرة للاقتصاد العالمي فقد خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مؤخرا توقعاتها لنمو 2020 الى النصف من 2.9% الى 1.5%, وهذا بسبب تاثير الكثير من القطاعات الاقتصادية كالسياحة والنقل والطيران واغلاق الدول لحدودها من مخاوف انتقال العدوى للدول الاخرى وان هذة الاجراءات التي اتخذتها الدول لمكافحة تفشي المرض مثل اغلاق الحدود والعزلة والحجر الصحي وهي اجراءات مهمة وقائية لانقاذ سلامة وصحة الناس لكنها كما ذكرت الصحيفة ستجعل الامور اسوا بالنسبة للاقتصاد العالمي وانها ستؤثر على جميع القطاعات التنموية والذي قد يؤدي الى اغلاق بعض القطاعات الاقتصادية, ان اعادة تشغيل القطاعات الانتاجية وتعافي الاقتصاد مرتبط بالتاكيد انة تم احتواء الازمة وان هذا الفيروس قد تم احتوائة والقضاء علية واكدت الصحيفة ان التعافي في الاقتصاد العالمي لن يكون سريعا.
JPMORGAN CHASE&CO جي بي مورجان تشايس اكبر بنك في الولايات المتحدة يعتقد ان جائحة كورونا دفع الاقتصاد العالمي الى الانكماش بنسبة 12% خلال الفترة من يناير الى مارس كما شهد الربع الاول من هذا العام اكثر حالات الانهيار في الاسهم العالمية بسبب الكساد العالمي وكذلك تاثر الاقتصاد العالمي بسبب انخفاض اسعار النفط بنسبة 60%
التغيير المناخي الذي يشهدة العالم هو احد اثار الخلل البيئي وذلك بسبب الاستخدام الجائر للوقود الاحفوري من بترول وفحم منذ بداية الثورة الصناعية وادى هذا النشاط الاقتصادي الى زيادة نسبة الغازات الكربونية في الغلاف الغازي بزيادة 30% عن المستوى الطبيعي. هذا التغير المناخي يساعد على انتشار الفيروسات ويكون بيئة مناسبة لاطلاق الفيروسات التي تنتشر في العالم, امام هذة الازمة التغيير المناخي قد يخف بشكل مؤقت بسبب الانخفاض المفاجي في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تزامنا مع اغلاق المصانع والشركات والانشطة الاقتصادية المختلفة وفي هذة الفترة يتطلب تقييم الوضع البيئي على المستوى العالمي وخاصة في الدول الصناعية بخصوص استهلاك النفط والطاقة والاستهلاك المتزايد للوقود الاحفوري والوقود الكربوني بحيث يتم وضع خطوات عملية للبدء بالتخفيف من هذة الغازات السامة والتي تؤثر على البيئة بشكل كبير
كورونا..... البيئة تنتعش والاقتصاد ينكمش ساعدت كورونا حسب الدراسات العلمية في استعادة طبقة الاوزون بنسبة 95% وانخفض مستوى التلوث يشكل كبير في جميع انحاء العالم وقد شهدت البلاد التي اغلقت فيها المصانع والشركات جودة عالية في الهواء بفعل تراجع مستويات التلوث الهوائي وقد اظهر نظام الحجر الصحي الذي تفرضة العديد من دول العالم تاثيرا ايجابيا على البيئة من خلال التقليل من التلوث والمحافظة على البيئه وفي بعض المدن مثل البندقية تمكن هذا الوباء من تحقيق اثار بيئية غير متوقعة منها ان المياة الموجودة في القنوات المائية اصبحت صافية ونقية وان جودتها اصبحت عالية وان كمية الاسماك في هذة القنوات اكبر مما كانت علية في السابق بسبب انخفاض الثلوث الهوائي وكذلك انخفاض اعداد السياح والعاملين في المدينة ادى الى تحسن جودة المياه بسبب انخفاض مياه الصرف الصحي في القنوات.
على الصعيد الوطني الجهود وحزمة الاجراءات الوطنية والاقتصادية وادارة الازمة وقانون الدفاع والطواري وتطبيقها بحزم ودون محاباة هي مثال لكل دول العالم واننا في الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله وبمتابعة حثيثة من لدن جلالتة وسمو ولي العهد الامير الحسين وبالرغم من الجهد الكبير الذي بذلتة اجهزة الدولة الاردنية وجيشنا العربي واجهزتنا الامنية وكوادرنا الطبية المميزة والصحية استطعنا ان نقطع شوطا مميزا وهاما في القضاء على هذا الوباء ونامل الاستمرار بنفس المستوى العالي المرموق الذي يوصلنا جميعا للسيطرة على هذا الوباء والتخلص منه بتعاون وتعاضد الجميع.
اهم نصيحة في هذا الوقت هو البقاء في المنزل ونبتعد عن الاشاعة والاستماع الى تعليمات الحكومة والجهات المختصة.
• أستاذ هندسة البيئة-جامعة الحسين بن طلال



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات