الاستدامة والرياضة: تكامل التجربة القطرية


الاستدامة والرياضة كلاهما يخدم الآخر، هذا ما تقوله تجربة دولة قطر في إدارة الشأن الرياضي على صعيد المنشآت والمرافق أو الممارسات والتطلعات. فليس صحيحاً أن الرياضة تكون على حساب البيئة واستدامة مواردها، مثلما أنه ليس صحيحاً أن حماية البيئة واحترام معايير استدامة الموارد تعيقان تطور الرياضة، ففي المسألة متسع لحلول وسطى تسمح بتطور الرياضة وتطويرها في إطار احترام البيئة والمحافظة على توزان عناصرها. بل وربما توظيف الرياضة لخدمة أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة.

وفي هذا السياق يأتي إعلان مؤسسة دوري نجوم قطر عن مبادرة من شأنها جعل دوري نجوم "QNB" لكرة القدم ليكون أول الدوري الرياضي الأول المحايد كربونياً على مستوى العالم عبر تخفيض الانبعاثات الكربونية في الاستادات والمنشآت الرياضية أثناء المنافسات وخارجها وتطبيق أعلى المعايير وأفضل الممارسات التي تحدّ من انبعاثات الكربون المسؤولة عن ظاهرة التغير المُناخي بالإضافة إلى حزمة من الإجراءات والتدابير الهادفة لحماية البيئة وترشيد استهلاك الطاقة وإدارة النفايات. وهو ما ينسجم مع أهداف وخطط دولة قطر لتنظيم نسخة محايدة للكربون من بطولة كأس العالم لكرة القدم "مونديال قطر 2022".

الجدير بالذكر أن حماية البيئة وتنميتها تشكل أحد مرتكزات ومحاور رؤية قطر الوطنية 2030 وهي تتوافق بل وتخدم باقي المحاور الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية للرؤية. وهذه بدورها تشكل طريق المستقبل الذي تخطو به دولة قطر نحو العصر الجديد الذي يقوم على التخطيط والاستشراف والعمل المنظم المتكامل لتحقيق الأهداف المحددة والتي بدونها تغدو الإدارة عملاً عشوائياً معزولاً عن تحديات الواقع والمستقبل.

وفي هذا الإطار، تولي اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن إدارة التحضيرات الجارية لتنظيم الحدث الرياضي الأبرز عالمياً "قطر 2022" حماية البيئة وتحقيق الاستدامة أهميةً قصوى، ولعل عناصر الاستدامة الأساسية في هذا المجال تتمثل في استخدام المواد الصديقة للبيئة والمعاد تدويرها، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، وتجهيز شبكات مواصلات صديقة للبيئة توفر خيارات متنوعة للجمهور، إضافة لتجهيز المسطحات الخضراء والزرقاء ومساحاتٍ وافرة من الغطاء النباتي المجاور للمنشآت وحولها وفي مواقع شتى في المدن المستضيفة للاستادات الرياضية المونديالية – وهي الدوحة والخور والوكرة -. كل ذلك يأتي مدعوماً بثقافةٍ بيئيةٍ متزايدةٍ لدى الناس، وممارساتٍ راشدةٍ وتشريعاتٍ تحترم البيئة وتستشرف التحديات المحتملة وتضع خططاً لمواجهتها وتخفيف حدتها خدمةً للأجيال الحاضرة والقادمة.

المراقب لتحضيرات دولة قطر لإستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم "مونديال قطر 2022" يتملكه الإعجاب والتقدير للجهود المبذولة والوعي الكبير الذي تبديه كافة الجهات المعنية بالاستعداد للحدث العالمي الكبير. فهي تعكس وعياً ورؤيا متميزة في إدارة المرحلة لتنظيم بطولةٍ رياضية غير مسبوقةٍ في كثيرٍ من التفاصيل كعقدها في موسم الشتاء، وفي دولة قطر العربية والإسلامية العزيزة، كما يُراد للبطولة أن تكون صديقةً للبيئة تنسجم بل ربما تتفوق على المعايير الدولية للاستدامة في المجال الرياضي. المشهد حقاً يستحق الإشادة والتنويه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات