في موضوع البتراء ..


لطالما أننا اقتربنا من حاجز المليون سائح الذين زاروا مدينة البتراء هذا العام كما تقول الاخبار ، فعلينا ان نفترض اننا نتحدث عن دخل يتراوح بين 400 - 500 مليون دينار من عوائد رسم الدخول والاقامة والتسوق!

والسؤال هنا: هل حققنا هذا الدخل في مدينة البتراء؟
وطبيعي ان الاجاية ستكون بالنفي ..ولم نصل الى نصفه ايضا ! فأين يكمن الخلل هنا؟

الحال في البتراء اليوم!

علينا ان نتحدث بداية عن واقع الحال في البتراء ، لجهة الحديث عن الخدمات الفندقية والمرافق العامه والتسوق والبيئة وتوفر الخدمات الترفيهية والترويحية للسائح. ولنستعرض واقع تلك الحال .ولنبدأ بالفنادق اولا ، حيث تنعدم الكثير من الخدمات حتى في الفنادق الكبيرة فيها ، ولا تقدم اية نشاطات تساهم بزيادة الدخل كالاحتفالات او بناء المنتجعات اوالمرافق الترفيهية و الملاعب رغم توافر المساحات والمناطق الجميلة وحتى عيون المياه القريبة المناسبة للعلاجات والاستجمام ايضا .و تتوافر المسابح في الفنادق الكبيرة فقط ! وهناك ملاحظات كثيرة وشكاوي يوردها الناس وبعض السياح لازالت موجوده ، وتحتاج الى عمل دؤوب لمعالجتها ومنها مثلا وليس للحصر الطريق الملوكي ،إذ يحتاج إلى إعادة تزفيت، وصيانة ووضع آرمات إرشادية، وحواجز حديدية أو إسمنتية في بعض مواقعه الخطرة، حماية للزوار والسياح، وأن يتم تطوير وسط المدينة، وخلق نشاطات في المساء، حيث لا يتمكن الزائر من مغادرة الفندق لعدم وجود حياة خارجه ، وبالتالي لا يزيد عدد اقامة السائح عن ليلة او ليلتين فقط ! كما ان ظاهرة روث الخيول والنقل بالعربات والغبار و الروائح والذباب والحشرات تعرض السواح للمضايقة والهروب .حتى مرافق الخدمات الصحية كانت اصلا غير متوفرة حتى العام الماضي!

منذ تأسيس سلطة اقليم البتراء عام 2009 ،لا تشعر ابدا بالتغيير المطلوب والمنشود من جعلها منطقة خاصة ،وأن كل ما جرى تحديثه لا يعد انجازا يسجل على مستوى تطوير او خلق فعاليات جذب و تحسن نوعية مستوى الخدمات وتطوير المنطقة لزيادة الجذب السياحي.

المستثمرون في مجال السياحة والترويح والاستجمام في ارجاء العالم كانوا يتطلعون للإستثمار في منطقة البتراء لتوافر الكثير من عناصر نجاح تلك الاستثمارات ، لكن القوانين كانت تحول دون جلبهم للاستثمار في المنطقة ، وهذا ما ذكرته تقارير كثيرة اوردتها شركات دولية متخصصة في تأسيس المنتجعات وبناء الفنادق وتقديم خدمات ترفيهية كثيرة لجلب السياح وانعاش المنطقة وتوفير الاف فرص التدريب والتمكين للشباب الأردني للعمل في هذا القطاع.

الحكومة الأردنية وفي مسعى لتطوير وتنمية منطقة البتراء وجلب المزيد من السياح اليها وتنمية المنطقة ، وتوظيف وتدريب المزيد من الشباب الذي يعاني من البطالة ،ومن اجل توسيع الاسواق وتنظيمها وايجاد منتجع سياحي يوفر كل الخدمات ، اعدت قانونا يسمح باستملاك واستئجار الأراضي المحيطة بالمدينة الوردية لاقامة المنشآت السياحية والفنادق والملاعب والمسابح العامه والاسواق المناسبة لحركة السياحة ، لتغدوا البتراء واحة سياحية ومنتجع كبير لجذب السياح يضاعف من دخل السياحة اضعاف ما يأتي اليوم .وهي خطوة رائده في الاتجاه الصحيح لاستثمار احدى عجائب العالم بواحة سياحية ومنتجع عظيم ينافس مثيلاته في كل دول العالم.

لا تخشوا على مدينة البتراء من هذا القانون ، فالحديث الذي سبقه كما تعلمون كان قبل 20 عاما بخصوص الخشية من استثمارات اسرائيلية واستملاك اراضي في العقبة حين صدر القرار بتحويلها لمنطقة خاصة ، لكن هذا لم يحدث بالمطلق ، وهاهو الحديث المفعم بالخوف يتكرر في موضوع البتراء ، التي يبدو أنها بأمس الحاجة للمزيد من التنمية والتطوير وتوفير فرص العمل والتدريب والاستثمارالسياحي ودعم الاقتصاد الوطني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات