"مشارك في شريان الحياة", اللقب الذهبي الذي يتقلده ويتوَّج به كلُّ من انضم لثلة النوارس, هذه المرة سبعون أردنياً وخليجياً تقاطروا في حملة الشرق المتجهة إلى حيث تلتقي قافلة المغرب العربي وأوروبا المتضامنة. 

 اللاذقية, أبث لكم منها أنفاسَ الحرية المختلطة بنسائم الشوق إلى خوض البحر والتحليق إلى غزة، لا أدري كم يبعد رباطنا هذا عن رباط سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه, لكننا على المياه نفسها التي بنى فيها أسطوله الصغير الذي خاض به البحر في أول أسطول إسلامي, وكانت البشارة الأولى؛ فتح قبرص، ها نحن نرابط بانتظار أسطولنا أن تتشكل معالمُه فيحملنا ونحمله, نمخر فيه عباب البحر الأبيض المتوسط صوب العريش ومنها إلى غزة هاشم.

قافلة شريان الحياة هذه إن قدر لها الله أن تجري ستكون القافلة الخامسة من حيث الترقيم, والمئة ألف من حيث التصميم, تحمل عشرين جنسية وتمثل نبض أكثر من مئة مليون متضامن وعاشق لغزة. صحيح أن بعض هذه الحملات الشريانية قد تجلط قبل أن يصل، وبعضها ما وصل, لكن أجر الرباط والحركة أهمّ أهدافنا, وكذلك فضح العدو الصهيوني ومَن سانده أو أيـّده أو سكت عنه.

الخمسُمِئة كيلو متراً التي قطعناها عـَدواً بحافلاتنا الصغيرة المحملة باللوازم الطبية والمساعدات الحياتية من عمان الأردن, وآلاف الكيلومترات التي قطعها وفد المغرب العربي ووفد أوروبا هي خطوة البداية في المسيرة العظيمة, واللهَ نسأل أن ييسر لنا تحقيق أهدافنا، وأن يجعلنا أهلاً لشرف الدخول إلى غزة العِـزة, وأن يُثبـّتَ أقدامَنا وأن يلهمنا الإخلاصَ، ويبارك في جهدنا وأوقاتنا, ويتقبـّل من الذين ساهموا بإنتاج هذه القافلة من الشعب الأردني وعلى رأسهم النقابات المهنية المظفرة.

في هذه الأثناء, أحد الميامين يلصق العلم الأردني على " الشاليهات" التي يقطنها وفدُنا في مخيمٍ يضم شريان الحياة في اللاذقية, وبذلك يوسع رقعة الوطن, وكعادتنا نحب المزاح, فبدأ الشباب الأردني يساومون في تثمين أسعار الشاليهات ويفتحون باب البيع للعقارات ( الأردنية ) على اعتبار أنّ بعضها لا يفصله عن الشاطئ سوى عشرة أمتار.... يا شباب, أنهوا البيع سريعاً فالآخرة خيرٌ وأبقى.
 
موفد نقابة المهندسين الزراعيين في قافلة شريان الحياة 5