جامعاتنا الأردنية .. وعبث البعض


نتفق جميعا ، بأن الجامعة في أيّ بلد هي الحاضنة الأكثر تأثيرا في تحديد ملامح مستقبل الشباب ، وبالتالي مستقبل الشعب ... أعني ، أن مستقبل أيّ شعب يبنى ويتطور وتتحدد ملامحه في الجامعة ،  بما هي رافعة أساسية  من روافع تشكيل الشخصية ( الأردنية في حالتنا )  الوطنية والإجتماعية والمهنية ... ومن هنا ، ليس من المسموح إطلاقا العبث ( وتحت أيّ مبرر ) بالأنماط السائدة للعمل الطلابي في الجامعة ...
مناسبة هذا الحديث هو ما طالعناه جميعا على أحد المواقع الإلكترونية ( الرائدة ؟ ) حول اجتماع لطلاب إحدى الجامعات من إحدى العشائر الأردنية الكبيرة ( والتي نجلّها ونحترمها ونقدرها ) ... اجتمعوا ، وانبثق عن الإجتماع ( اختيار مجلس يمثل العشيرة أمام الأطياف الطلابية في الجامعة ويدير شؤونهم المتعلقة في الساحة الطلابية )... وما بين القوسين هو اقتباس من نصّ الخبر ...
إذن ، نحن أمام ما يبدو أنه ظاهرة جديدة ستغزو جامعاتنا ، وهي تشكيل كتلة طلابية لكل عشيرة كبيرة ( أو ربما تحالف عشائر صغيرة ) ، لتخوض الإنتخابات لمجالس الطلبة ولتكون بالتالي بديلا لها ، مع كل ما سيرافق هذه الظاهرة من عصبيات عشائرية وجهوية وإقليمية ...
العشيرة المعنية اعلاه من شمال الوطن ، وغدا أو بعد غد ستفرّخ عشرات التجمعات العشاشرية ، ليس في جامعة واحدة ، بل في كل أو أغلب الجامعات الحكومية والخاصّة ... وسيكون منها عشائر من الشمال ومن الجنوب ومن الوسط ... وربما من شرق النهر وغربه ... ومن عشائر الشيشان والشركس  والأرمن والشوام والحجازيين ... وهذا بالضبط هو ما يسمّى بالعودة الى عصر ما قبل قيام الدولة المدنية ...
وبعد تكوين هذه التجمعات الطلابية العشائرية ستنشأ بالتأكيد تحالفات بين بعضها ضد البعض الآخر ، وسنسمع ونرى وقتها ، أن تحالف طلاب عشائر الجنوب يخوض الإنتخابات الطلابية ضد تحالف مكوّن من طلاب عشائر الشمال ...وأن تجمع طلاب الأرمن انحاز الى تجمع طلاب عشائر الجنوب ، بينما الحجازيون كانوا مع ( تحالف الشمال ) ،  ويا قلب لا تحزن ...
ومن يدري ؟ فلربما تتطور الأمور الى أن تتفتق أفكار أخرى ، كتكوين تجمع طلابي مسيحي ، يقابله تجمع طلابي مسلم ... والمسيحيون في بلادنا مذاهب وكنائس متعددة ... فهل سنرى تجمعا كاثوليكيا وآخر أرثوذوكسيا وثالث إنجيليا مثلا ؟
معيب أن ننقل أمراض مجتمعنا الى حرم جامعاتنا ... بل إنه خطير جدا أيضا أن نسكت على مثل هذه التصرفات والظواهر التي تنسف فكرة المجتمع المدني من أساسها لصالح فكرة رجعية الشكل والمحتوى تعيدنا الى بدايات القرن العشرين ... الى عصر ما قبل تكوين وتأسيس  الدولة الأردنية ...
كلنا ابناء عشائر ، وعشائرنا كلها محترمة وذات أصول ضاربة في عمق التاريخ ، ولهذه العشائر كل التقدير والإحترام ... ونعترف جميعا بأهمية الدور الإجتماعي للعشيرة الأردنية ... ولكن يجب علينا جميعا أن نتكاتف ضد إعطاء العشيرة أيّ دور سياسيّ أو نقابيّ  بأيّة صورة من الصور ... وأليس العمل الطلابي عملا نقابيا بامتياز ؟
atef.kelani@yahoo.com



تعليقات القراء

كمال عثامنة / الصريح
احسنت ايها الكاتب المبدع نعم هذه ظاهرة سلبية ويجب مقاومتها ولكن هؤلا الشباب في النهاية لايعبرون عن رأى عشيرتهم بقدر مايعبرون عن اجتهادهم الخاطئ.(2)
03-10-2010 09:11 AM
ابو اشرف
:-D لماذ ا تقبل التجمعات على اساس حزبي وايدولوجي ؟ ما الفرق ؟ البشر هم البشر.بالعكس عندما تقوم التجمعات على اساس عشائري معنى ذلك العودة الى الأصل والى وحدة المجمتع وحماية المجتمع من التفتت الذي وصل الى الأسرة في البيت الواحد، من المفروض ان يكون طلاب الجامعلت على مستوى فكري عالي وقادرين على تحليل الأمو ووزنها اكثر من غيرهم , والعشائرية هي العدو الأول للإستعمار فعن طريق تمزيق الأمة تم تمرير كثير من خطط ومكر الاستعمار حتى وصل بنا الحال ا ان يكون الأخ مجرد جار وحتى تفككت اصابع اليد الواحدة العسيرة لبنة في القبيلة والقبيلة جدار منيع في وجه ميكروبات الغزو بشتى اشكاله . العشائرية لا تعني العنصرية فلو كانت العشائرية عنصرية لما رتبت الجيوش الاسلامية في معركة اليرموك ترتيبا عشائريا. العشائرية فيها قيم وعادات منها الحفاظ علىالدين والعرض والتخوة والشهامة وعدم التعالي على الآخرين وترابط المجتمع ومنع اي ا عتداء العشييرة على العشائر الأخرى اي ان كان هناك جاهل من العشيرة يريد الإعتداءعلى فرد من عشيرة اخرى او يبوقها فان العشيرة تضرب بحديد على يده وتمنعه من ذلك اذن العشيرة صمام امان لسلام المجتمع . وما نراه الآمن من حوادث قتل واعتداءات ومشاجرات الاهو دليل على تفكك المجتمع ، وهذه المبادرة ارى فيها محاولة جادة لترميم نسيج المجتمع لتحقيق وحدته وتماسكه وهو شي مطئن لأن القائميين عليه ثلة مثقفة واعية تسعى لصون المجتمع . وحتى ألأقليات جتمع تحميها العشيرة والقبيلة فمن عادات العرب ان يحموا القصير اي الجار ولا يسمحوا بالاعنداء عليه ، واتمن ان يكون مجلس النواب على اساس قبلي او عشائري حتى يمثل المجتع وحهاؤه الحقيقون وليس كل معه عشرة قروش وثوب ابيض وبيت فرد محشي قطن يقال عته شيخ ، فالشيخة لها اهلها . ام ان يقوم صاحب فكري وايدلويجية مستوردة ينفذ اجندات غريبية عن قيمنا وعاداتنا فهذا هو المستهجن والغريب فمرحبا بالعشائرية السمحة المتطورة التي تحافظ على العادات التقاليد التي لا ترضى بالبوق والغدر وشيمتها الطيب والعزة والأنفة والغيرة على العرض واذا ادت العشائرية فنك لن ترى افخاذا وسيقانا عارية ونحورا مكشوفة وكاسيات عاريات ، عشائر تؤمن بالله وحده وتحافظ على دينها وقيمهاتحافظ على فلكورها والعلم والتقدم لا يعني الذوبان في الآخر بل التعامل معه بالحستى بحيث لا تلغي ذاتنا من اجل قبلوله العشيرة والوط هم الأم ومن المثل والقيم العليان اين يحب الانسا امه ويحترمها وهذا حبيى امي لا يجعلني اكره لغير احترم من يحترمني واقدر من يقدرني وتبقى العشائرية سدا منيعا في وجح كمن يريد ان يمسخنى ويجعاني صورة شهواء مقلدة له.
03-10-2010 11:23 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات