ثبوت الرؤيا, فتوى شرعية سياسية تستنكر زيارة وصفي وهزاع !!!


المجاملات الشخصية, النفاق الإجتماعي, التلون أو صفة الحرابي, هي مصطلحات متعددة, قد تصب من حيث المعنى والدلالة في جامع واحد اسمه, أن تقول غير ما تضمر أو تعمل, وقد كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. والتطبيق العملي لما سلف, يتقاطع تماما مع صفة سلبية أخرى في التعاملات الإنسانية, ألا وهي الكذب, وفي الكذب نزلت آيات كريمة وأتت أحاديث نبوية شريفة نتهى عنه وتتوعد صاحبه بالعقاب, وما قول الله تعالى, بسم الله الرحمن الرحيم ( ألا لعنة الله على الكاذبين) الا غيض من فيض من رسائل المولى عز وجل المحذرة من الكذب والكاذبين والمنددة بهما.
مجتمعاتنا العربية, تتقن مع شديد الأسف هذا الفن بامتياز على ما فيه من محاذير ومخاطر ونتائج كارثية على الفرد والجماعة. وإمعانا منا بتسويق الكذب ومنحه الشرعية, خلقنا مصطلح الكذبة البيضاء, او الكذب الذي لا يضر
وصرنا نكذب في المواعيد ولا نحترم الزمن, ونكذب عندما نعد محاسن من نحب أو نريد مجاملته, ونكذب عندما نحصي مساوئ من لا نحب عندما نريد وصمه بما ينفر. فنقول: لا أبو فلان ما بيش منه, حطه عالجرح بطيب. طبعا ومن ثم نكتشف أن أبا فلانا لم يكن الا حرباء تلون بما نحب رؤيته وقطر من حسن المقال ما يغبطنا سماعه, على غير واقعه وحقيقته, ونقول, لا فلان سيبك منه, إبليس مصفا.
ونكذب ولا نتحرى الدقة عند وصفنا للأشياء, طبعا منحازين لمصلحتنا في وصفها, سلبا أو إيجابا, وصفا يفتقر للموضوعية والمنطق, فعندما نريد بيع سيارة مستعملة مثلا, نقول: بالكرتونة, أو لا السيارة جديدة. ومعلوماتي وخبرتي الشخصية أن السلعة التي تأتي بالكرتونة أو الجديدة, هي ما لم يسبق استعمالها أبدا, وليست المستعملة قليلا او المستعملة بحذر او المستعملة ولكنها ما زالت جيدة. وعندما نريد شراء السيارة نفسها, نجعلها شعيب وكل شعرة بيها عيب حتى نبخس البضاعة ونظفر بها بسعر أقل, وقد قال الحديث الشريف, ولا تبخسوا الناس أشيائهم.
ونبالغ بلا حدود في النفاق الإجتماعي والكذب عندما نلتقي مع بعضنا البعض. أهلا يالحبيب, أهلا أخوي, أهلا يا زلمة, وين هالغيبه؟ والله اني اشتقتلك, والله الك وحشة, وما الك علي يمين مبارح بس بقينا بسيرتك. فيرد الثاني وخلال التقبيل والعناق, بأحسن منه, ولا بد للثاني أن يبحث عن مصطلحات وألفاظ مشتاقة وملوعة بها من حرقة الحنين والإنجراف الوجداني ما يبز به شوق محدثه ويطغى على قوة ضغطه على يده وقفصه الصدري عند السلام والمعانقة. وفي كثير من الحالات يتمتم الإثنان لنفسيهما, الله لا يكون جاب الدرب اللي جابتك, أو أقلها, منين طلعلي هاض.
وعلى علات هذا النوع من المجاملات والمبالغة, وسلبيات هذا النمط من التعامل, فإنه يبقى محدود الأثر ومنحصر الضرر بالأشخاص والجماعات والسلع والسيارات, وربما يقتصر على طقطقة ضلعية, ورضوض مفصلية لأصابع كفي الأعدقاء المتقابلين.
ولكن نمطا آخر من النفاق الإجتماعي والذي يمتد ليصبح نفاقا سياسيا وتاريخيا ودوليا, لهو الأخطر والأبعد أثرا وأشمل ضررا, حتى أنه يطال الأمم والأوطان وتاريخهما, ليتعداهما الى الحاضر والمستقبل ووعي الأجيال ومعرفتهم بما فعلوا أو لم يفعلوا أبائهم وأجدادهم.
إن المجاملة على حساب الوطن والكيان, لهي الضرر بعينه. وإن تزوير التاريخ أو القبول به, لهو الضرر بعينه, وإن التساهل بامتهان حرمة الشهداء وكرامتهم وتاريخهم, أو حتى إغفالهم وتناسي ما قدموا للوطن من جليل خدمة وجهد ودم, لهو الضرر بعينه وليس غير الضرر.
زيارة يتيمة واحدة لضريح الشهيد وصفي التل في الكمالية ثاني ايام عيد الفطر, كانت كفيلة لاستنهاض اللؤم كله, واستلهام الغدر كله, واستجماع الحقد كله, للرد عليها وعلى من قاموا بها والردح لهم كما لم تردح زهرة زوجة الأربعة لضرائرها في مسلسلها الرمضاني المشهور.
وكلمات قيلت هناك من ثلة أردنية لا يشك أحد بوطنيتها وحسن انتمائها, افتقد أصحابها البدر في ظلمة الليل فذكروه, هوجمت كما لو جاءت من يهود, ووصف أصحابها بأقذع الأوصاف.
وقصيدة وطنية تستذكر الرجال الكبار في زمن الصغار, وترجو مجازا ممن استشهد للوطن والمبدأ, أن يقوم بفكره وروحه ليرى ما صارت اليه رسالته وما دافع عنه, جعلت البعض الكثير يبدأون امتهان تخصصا جديدا في حياتهم لا يمت لواقعهم بأدنى صفة, ولا يتقنوه بالمطلق. فهناك من حاول التعدي اللغوي على القصيدة بتخبط واضح يدل على غربة صاحبه عن عالم اللغة والأدب, وهناك من أقحم الدين والشرع لنفنيد مصطلح شعري مجازي استخدمته في القصيدة لإيصال معنى أو صفة, وهم أبعد ما يكونون عن حقيقة الدين والتمكن من الفتوى به. وهناك كثر حاولوا أن يطعنوا بفكر القصيدة وما تحوي من رسالة سياسية واضحة, لحكمهم المسبق وحقدهم الدفين على الشهيد وصفي التل وما استشهد من أجله.
وأخيرا, فتوى شرعية من موقع وطني ديني نكن له كل الإحترام والتقدير, أذهلتنا وأسقطت في أيدينا. مفتي المملكة يحرم زيارة الأضرحة وإلقاء الخطب السياسية عليها وحولها.
سؤال يبرر طرحه, التوقيت التي جاءت به هذه الفتوى, والتناقضات السياسية والإجتماعية التي يعج بها الشارع الأردني حاليا, والفجوة البعيدة التي تفصل الشعب عن حكومته المتخبطة بكل ما للكلمة من معنى. وليس أخيرا المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائليين مع مشاركة جزئية للأردنيين والمصريين, ومؤامرات أوكازيون الأوطان, الأصيل منها والبديل ومحاولات شعبية أردنية لإفشال هكذا خطط استدعت زيارات الشكوى والإستفزاع لأضرحة الشهداء الوطنيين الذين قضوا من أجل الوطن.
وهل هذه الفتوى شرعية إريد بها تصويب وضع, أم سياسية أريد بها توجيه رسالة من أي كان لأي كان ولمن هناك على الأضرحة كان؟ أو هي مجاملة لأحد يرى بالشهداء غير ما نرى.
النقابات المهنية ليست أحزابا تمارس فيها السياسة المرخصة, ولكنها أضحت وعلى سمع الجميع وبصرهم, منبرا للسياسة والنشاط الحزبي الغير وطني أحيانا, والمعادي للدولة والنظام والوطن في أحايين أخرى. تحرك من خارج الوطن غالبا وتستقوي عليه بمن يمولها من خارج الحدود.
الجمعيات والأندية الرياضية وكثير من مراكز اللياقة البدنية وتعليم الفنون القتالية الفردية, خرجت هي الأخرى عن صفتها المشرعة ونشاطها المقونن الى السياسة ووظائف الأحزاب, وباتت تربي اجيالا من الإنكشارية التي ليس لها بالوطن ومشاعر الإنتماء له أدنى صلة. ومنها ما رمزه جلي, يفتقر علمه الى النجمة السباعية الأردنية.
تجمعات ودواوين عائلية, ما عاد نشاطها مقتصرا على حفلات الأفراح والأتراح وإقامة الولائم, وتعدته الى سياسة الكولسة والتحزب اللامرخص.
هل سنسمع في قريب الأيام عن فتوى شرعية تحرم هذا الأنشطة وتجرمها, أم أن في الشرع السياسي أيضا, كما في السياسة السياسية, خيارا وفقوسا؟



تعليقات القراء

سياج المجالي
الاخ جمال سلمت وبارك الله لك على ما أفردت من كلمات وانني ازيدك 00هل المفتي والناشر للمفتي افتوا بحرمه معاهده الاستسلام 00وهل افتوا بحرمه فتح الخمارات بالدوله الهاشميه00وهل محال المساج الصيني بعهرها حلال 00 وهل الانديه الليليه بفجرها حلال00 وهل بيع مقدرات الوطن حلال
وهل بنوك الربويه ببلدنا الهاشمي حلال00 وهل التعطي مع احتلال العراق وهدمه حلال00
وهل فتح مقر للتجسس(سفاره) حلال00وهل هدم وتخريب الاراض الزراعيه ببلد أصلآ زراعي حلال
ووو الكثير من العهر الحكومي ولم تسمع فتوى من الغربان بذلك
24-09-2010 04:31 PM
سياج المجالي
الاخ جمال سلمت وبارك الله لك على ما أفردت من كلمات وانني ازيدك 00هل المفتي والناشر للمفتي افتوا بحرمه معاهده الاستسلام 00وهل افتوا بحرمه فتح الخمارات بالدوله الهاشميه00وهل محال المساج الصيني بعهرها حلال 00 وهل الانديه الليليه بفجرها حلال00 وهل بيع مقدرات الوطن حلال
وهل بنوك الربويه ببلدنا الهاشمي حلال00 وهل التعطي مع احتلال العراق وهدمه حلال00
وهل فتح مقر للتجسس(سفاره) حلال00وهل هدم وتخريب الاراض الزراعيه ببلد أصلآ زراعي حلال
ووو الكثير من العهر الحكومي ولم تسمع فتوى من الغربان بذلك
24-09-2010 04:31 PM
ابو جبران كراسنة
تسلم يا سياج المجالي
رح نزور شهداء الاردن الاحرار من وصفي لهزاع والي مو عاجبه ينتحر
24-09-2010 10:16 PM
مهند
وين تعليقي
25-09-2010 09:26 AM
م .ا .م
من إعتز بغير الله ذل ...زيارة القبور يا سيدي دينياً وشرعياً هي فقط لأخذ العبره والتذكير بإننا مهما تجبرنا او علينا او أفترينا فمرجوع الجميع إلى تلك الحفره ألتي تكون لنا إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنه هذا الهدف الشرعي الوحيد لزيارة الأضرحه والقبور أما أن تتخذ القبور كمزار لطلب الشفاعه أو تتخذ لمصلحة شخصيه في الدنيا فهذا يكون إما نوع من الأشراك أو نوع من الكذب والتدليس وهذا حرام الأصل في زيارة القبور الأبتعاد عن الدنيا وكل ما يشغلنا فيها وتذكر الموت والأخرة أي الأقتراب من تصور حقيقة الموت فكيف ندس تلك الحقيقه بأوهامنا الدنيويه من خطب سياسيه وغيره للوصول لما نريد ...ارجو ان لاتعمينا تلك الأوهام عن حقيقة ما نكون وإلى أين نصير وشكراَ.
25-09-2010 11:13 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات