معالي النعيمي .. لا داعي للترحيب بكم


سيُذهل الكثير من العنوان,وسيقول البعض كيف أتتها الجرأة لتضعه عنوان لمقال، خاصة وأنه وزير الوزارة التي تنتمي إليها،ألَم تخشَ من ردة فعل قد تضر بها؟ألم تحسب حساب عواقب ذلك؟

في دراستي للصحافة والإعلام في جامعتي الحبيبة-اليرموك-التي أُجل وأفتخر- تعلمت الكثير على يد أساتذتي وتلقينا منهم وعلى أيديهم فنون الكتابة والتعبير،ومن ضمنها أن العنوان أساس المقال،وهو من يقرر استمرار القاريء في إكماله أو إهماله من هنا أتى عنوان مقالي.

ومن بيوتنا العربية الأصيلة اكتمل العنوان،من عاداتنا وتقاليدنا استوحيته،معالي تيسير النعيمي ليس بضيفٍ حلَّ على وزارة التربية والتعليم ليتم الترحيب به,فكثرةُ الترحيب والسلام تقلل المعرفة كما قالوها في الامثال الشعبية.

من يدخل بيته يلقي التحية ولا يُعامل معاملةَ الضيف الذي حلّ على أهل البيت، فهو من أهله،وما عليه سوى أن يدخله ويلقي تحيّتنا المعروفة ويبدأ بممارسة أعماله كفرد من أفراد الأسرة وينخرط في دوّامة البيت وما أدراكم ما هي.

وزارة التربية والتعليم هي أمّه،نعم أمّه,أمّه التي لم تلده،فالأمّ ليست من ولدت فقط،الأُم أيضاً هي من تربي وتصنع الرجال،من تزرع وتراقب زرعها حتى يكتمل نضوجه لتقطف أجمل ثماره،تتابع كل صغيرة وكبيرة في طفلها منذ نعومةِ أظفاره إلى أن يشتد عوده،ولكنه يبقى في نظرها طفلها المدلل.

-مع حفظ الالقاب-النعيمي ليس بضيفٍ حلّ علينا لنرحب به،هو ابن الوزارة،بدأ مسيرته كغيره من الكثير،طالبٌ على المقاعد الدراسية،جد وثابر ونهل من العلم حتى أكمل تعليمه ورفع رأس والدته(وزارة التربية والتعليم)التي احتضنته منذ نعومةِ أظفاره وراقبته عن بُعدٍ كايّ أُمّ تراقب ابنها وترعاه،وكان الابن البارعلى موعدٍ مع أمّه وأسرته،وها هو قد عاد لها كمعلمٌ وخبيرٌ وأمينٌ عامٌّ إلى أن تبوّأ منصب الوزير فيها ولأكثر من مرة.

وهل هناك من هو أكثر درايةٍ بالبيت من أهله؟,لن يستعين النعيمي بأشخاص ليفهم منهم مجريات الأمور في الوزارة التي أوكلت إليه،ولن يستفسر عن شيءٍ من أحد ليعينه فيه،لن يتخبط كما تخبط الكثيرون في بداياتهم محاولين بذل الجهود القصوى للإلمام بقضايا الوزارة المختلفة والمتعددة،سيبدأ منذ يومه الاول في صُلب المطلوب،وسنلاحظ الكثير منذ البداية بإذن الله.

نَتوّسمُ فيكم كلَّ الخير أبا الحازم,وَعَوْداً ميموناً بين أفراد أسرتك الكبيرة -الاسرة التربوية-في شتى بقاع أردننا الحبيب.

لقد كنتُ من أقرب الموظفين إلى مكتب معاليكم بل كنت على كادِرِكُم ورايت بأُمِّ عيني منكم الكثير من المواقف التي كانت تختلط فيها الحِنِّيَّة والحزم,الصرامة والليونة,اللباقة والكياسة التي لا مثيل لها,والجبروت في المواقف التي لا تتطلب إلا القوة والقرار الصائب الحازم وكنتم معاليكم أهلٌ لهذه المواقف,ترتجلون العبارات التي لها وقع على سامعها،كلامكم مُنمّق،وقلمكم لم يظلم أحد في يوم من الأيام،فِطْنًتُكم وسرعة بديهتكم لا مثيل لها،جُرأتكم وقراركم الحكيم المتزن يُضرب بهم المثل،لم يطرق حينها بابكم مظلوم إلا وقابلتموه وأنصفتموه،وزير يأتي لدوامه قبل الموظفين لا داعي للترحيب به،فهو ربُّ البيت وقائدُ مسيرتِه،وأجزِمُ أنكم على عهدكم وعهدنا بكم باقون وماضون, وإذا عُرف السبب بَطُلَ العجب لهذا كان العنوان لا داعي لكثرة الترحيب فهي تقلل المعرفة.

وفقكم الله لما يحب ويرضى في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى عبد الله بن الحسين المعظم،وأعانكم الله معاليكم على إدارة حقيبتكم أمُّ الوزارات-وزارة التربية والتعليم-ولكنكم بلا شك أهلٌ لها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات