المرأة الحكيمة هي الاقدر على استئجار الرجال!


اكد عالم الاجتماع البرفسور الامريكي «رايت ميلز» من خلال دراساته الاجتماعية, اكد ان المرأة الحكيمة هي الاقدر على اختيار الرجال, ونقول لـ«رايت ميلز» بكل امانة وصدق ان اكتشافك قد جاء متأخر جدا بالنسبة للمرأة الحكيمة التي عاشت في الفترة ما بين (1463- 1316) ق.م, فترة حياة النبي الله موسى عليه السلام, لقد وضعت هذه المرأة الحكيمة اسس علمية لا تتغير في اختيار الرجال, اطلقت هذه المرأة هذه الاسس في لحظة حرجة مرّت بها هي واخت لها في قصة ذكرها لنا قرآننا الكريم, ..قصة السقاية, والسؤال هنا ما هي تلك الاسس التي ربما توصلت لها هذا المرأة الحكيمة من خلال رعيها للأغنام, حيث ان الرعي بشكل عام يعطي للإنسان ابعادا جديدة للحياة, كيف لا ومعظم الانبياء والرسل عليهم السلام كانوا رعاة اغنام, فأجادوا بعد ذلك رعية البشر.

لقد استخدمت هذه المرأة الحكيمة كلمة من قاموس حياتها اليومي, كلمة موزونة بميزان من ذهب, كلمة لها دلالات عظيمة عجز عن ادراك مضامينها كثير من جهابذة اللغة, انها كلمة استأجره, قال تعالى: (قالت إحداهما يا أبت استأجره, إن خير من استأجرت القوي الأمين), وجاء العرب لاحقا وجففوا للأسف الشديد اصول ومنابع هذه الكلمة واستبدلوها بـكلمة تعيين, وشتان ما بين الاستئجار والتعيين, ..ان كلمة استئجار اشمل واوسع في دلالتها اللغوية من كلمة تعيين, انها الدقة كل الدقة في اختيار الالفاظ لإعطاء واقع جديد في منهج حسن التشخيص والاختبار للمهام الحياتية الصعبة.

الاستئجار عند هذه المرأة لحكيمة له شرطان اساسيان لا ثالث لهما, الشرط الاول القوة, والشرط الثاني الامانة, والشرطان ينبغي ان يسيران معا, فلا يجوز ابدا قوة دون امانة, او امانة دون قوة, فالقوة تحتاج الى امانة, والامانة تحتاج الى قوة, ولا غرابة ان تربط هذه المرأة الحكيمة القوة بالأمانة, ويبدو ان سيكولوجية المرأة تجعلها الاقدر على اكتشاف القوة والامانة عند الرجال, الامر الذي يجعلها هي الاقدر على اختيار الرجال للمهام والادوار السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

لا ننكر هنا, الابحاث العديدة التي قام بها البرفسور الامريكي «رايت ميلز» والمتعلقة بسيكولوجية المرأة في القدرة على اختيار الرجال وفرزهم, حيث اشار ان لدى المرأة مهارات فطرية دقيقة تجعلها قادرة على اكتشاف قوة ورجاحة عقول الرجال, ولديها ايضا مهارات فطرية عالية تجعلها قادرة على اكتشاف امانات ونظافة ايادي الرجال.

والاسئلة التأملية هنا, ماذا لو ان النساء يقمن باختيار الرجال الاقوياء, وماذا لو ان النساء يقمن باختيار الرجال الامناء, وأبعد من ذلك, ماذا لو ان الفتيات يقمن باختيار شريك حياتهن؟ وماذا لو ان عملية اختيار الفرق الوزارية تقوم بها نساء كتلك التي اكتشفت صفات نبينا موسى عليه السلام والمتمثلة بالقوة والامانة كأساس في عملية الاختيار والاستئجار, ففي مشهد السقاية المعروف, فقد اكتشف المرأة الحكيمة عند نبينا موسى عليه السلام القوة والامانة معا, حيث ان القوة تمثلت في أنه ملأ الحوض بدلو واحد, ويمكن لنا استنباط جوانب اخرى معنوية للقوة من هذا المشهد, وأما أمانته فقد تمثلت في أنه أمرها أن تمشي خلفه, ويمكن لنا ايضا استنباط جوانب اخرى معنوية للأمانة من هذا المشهد, ..انه نبينا موسى عليه السلام, وما ادراكم ما موسى.

وصدقت الحكمة القائلة (وراء كل رجل عظيم امرأة...)، لكن في تقديري يجب تصحيح هذه الحكمة بالقول: (وراء كل رجل عظيم امرأة حكيمة)، ومن قال هذه الحكمة كان يقصد بالتأكيد المرأة التي تمتلك الحكمة كل الحكمة، لأنها هي التي تضع لمساتها الأولى على اختيار واستئجار رجال المستقبل,..نعم وراء كل رجل امرأة حكيمة في الانجاب والولادة, وامرأة حكيمة في التربية والتنشئة, وامرأة حكيمة في الاختيار والمتمثل في الاستئجار.

بقي ان نقول: كثير من الرجال هذه الايام اذا ما تم وضعهم على مقياس القوة والامانة, سيحصلون على درجات متدنية, ويمكن لنا استبعاد هؤلاء كليا عن المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي, ..اليس كذلك؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات