جراسا -

بفوزه على المنتخب البحريني وديا امس الاول بهدفين من دون مقابل اكد منتخبنا الوطني لكرة القدم جاهزيته الفنية والبدنية لخوض غمار بطولة غرب اسيا التي سيماط اللثام عن احداثها يوم الجمعة المقبل والمنافسة على لقبها السادس.

فوز منتخبنا على البحرين جاء بعد ان سبقه فوز مستحق لمنتخبنا على المنتخب العراقي الشقيق برباعية في مشهد يدلل بصورة واضحة على ان منتخبنا قد بلغ ذروة استعداداته وبات جاهزا لزف اللقب الاسيوي الى جمهوره خاصة وان عرضه الفني جاء مقنعا الى حد كبير بعد ان لعب بتوازن كبير فرض خلاله افضليته وسجل على مدار الشوطين في مناسبتين الاولى عن طريق مؤيد ابو كشك والثانية بوساطة عبدالله ذيب.

تكريس الافضلية

لن نتحدث هنا عن تفوق منتخبنا الوطني على شقيقه البحريني ليلة امس الاول على ارض الملعب ولكن سنتطرق الى مبدأ الافضلية - الذي كرسه منتخبنا الوطني في لقاءيه الوديين الاخيرين الذي يتمثل بقوة تأثير العمل الجماعي على اداء المنتخب والانسجام الذي لمسناه بين عناصر الخبرة والشباب في صفوف المنتخب, فمنذ زمن بعيد ومنتخبنا الوطني يخوض المباريات الودية ويسجل نتائج غير مقنعة على اعتبار ان هذه اللقاءات تندرج تحت اطار مرحلة الاستكشاف والتعرف الى جاهزية اللاعبين.

هذه المرة خالف منتخبنا الوطني القاعدة وخاض لقاءاته الودية بروح التحدي لكسبها فنيا وبدنيا ورقميا وكان له ما اراد , فقد شاهدنا نجوم المنتخب يتلاعبون بدفاع المنتخب العراقي في اللقاء الذي احتضنه ستاد القويسمة ويهزوا شباك ابناء الرافدين اربع مرات في مشهد ندر ان يحدث في لقاءات الفريقين التي غالبا ما حملت تفوق الأشقاء العراقيين.

وامام البحرين لم يغير منتخبنا الوطني من استراتيجيته رغم ان عددا من الوجوه تبدلت وتغيرت عن اللقاء السابق فحافظ المنتخب على ادائه السلس وعلى بنائه الدفاعي المتين راسما تفوقا واضحا على الفريق الشقيق لتتوج التجربة الفنية الثانية للمنتخب بفوز مستحق , لا شك انه عزز الثقة في نفوس لاعبينا وفي قلوب مشجعي الفريق الذين سيحفزهم الانتصاران الاخيران على ارتياد الملعب مجددا لمتابعة لقاءات منتخبنا في بطولة غرب اسيا.

وجوه تبشر بالخير

ولعل اللافت في ما قدمه منتخبنا الوطني امام البحرين والعراق ان الوجوه الشابة التي حرص الجهاز الفني على الاستعانة بها في اختياره الاخير اكدت حضورها واثبتت جدارتها في تمثيل المنتخب وفي مقدمة هؤلاء نجم الرمثا سلمان السلمان الذي شغل مركز الظهير الايمن وكان بحق مفاجأة سارة لعشاق المنتخب فقد تألق في اللقاءين في تنفيذ واجباته بصورة عصرية بحيث كان قاسيا في التصدي للمحاولات العراقية والبحرينية ورشيقا في تنفيذ واجباته الهجومية مما اضاف الكثير لمنتخبنا في عملية الاسناد ومنحته افضلية هجومية مطلقة في اللقاءين.

كذلك الحال كان بالنسبة لمحمد الباشا الذي وجد نفسه يلعب في الركن الايسر على غير العادة مع فريقه ومع ذلك اثبت انه لاعب يجيد تنفيذ كل الادوار فتألق وقطع الماء والكهرباء عن منافسيه ومارس اسنادا حقيقيا عندما تطلب الامر ما جعل اطراف منتخبنا الوطني فعالة بدرجة امتياز وهو ما نتمنى ان يتواصل في اللقاءات الرسمية في غرب اسيا وفي النهائيات الاسيوية.

وقدم الثنائي علاء الشقران وسعيد مرجان اداء ثابتا وكشفا عن جاهزية عالية لحلول في التشكيلة الاساسية وتعويض اي نقص طارئ يصيب صفوف الفريق.

الخبرة قوة

ما يدفعنا الى التفاؤل بالتشكيلة الحالية للمنتخب ان عناصر الخبرة التي شاهدناها تلعب في اللقاءات ظهرت بصورة مميزة في قيادة الالعاب فكانت تحركات القائد حسونة الشيخ وحسن عبد الفتاح وعامر ذيب ومحمد جمال مدروسة بعناية وتتم حسب الاصول في منطقة المناورة وهي المنطقة التي سيطر عليها المنتخب في لقاءيه الوديين ومنحته الافضلية نتيجة واداء.

لاعبو الخبرة الذين ذكرناهم تميزوا بنضج افكارهم في تطبيق افكار الجهاز الفني التي ركزت في الفترة الماضية على رفع درجة الانسجام بينهم وبين محمد منير و بهاء عبدالرحمن واحمد عبدالحليم وعبدالله ذيب ومؤيد ابو كشك الذين باتوا يمثلون القوة الضاربة الجديدة للمنتخب , بحيث ان لاعبي الخبرة باتوا يمثلون الفكر وهؤلاء الشباب يمثلون العضلات القادرة على ترجمة الافكار الى تفوق ميداني على ارض الملعب.

القادم اعظم

صحيح ان عرضي المنتخب امام العراق والبحرين طمأنا عشاق المنتخب بقدرته على المنافسة في غرب اسيا وبأنه يسير في طريق الاعداد السليم للظهور في امم اسيا بصورة رائعة لكن يجب الاشارة ان الطريق ما زالت طويلة امام الجهاز الفني للمنتخب في اعداد اللاعبين والمباريات الودية وبطولة غرب اسيا تبقى محطات مهمة للمنتخب لكن مهمة المنتخب في النهائيات الاسيوية هي غاية جميع عشاق المنتخب في وطننا الحبيب.
(العرب اليوم - احمد شريف)