قطر اعدت ملفا طموحا وابهرت العالم بتقنية التبريد .. فهل يتحقق الحلم العربي?


جراسا -

هل تكسب قطر التحدي وتنظم اول مونديال في الشرق الاوسط? وهل حقا تملك الدولة العربية الشقيقة ضمانات حقيقية من اجل توجيه انظار العالم كله نحو قطر في 2022 ? وكيف يمكن للدول العربية دعم الملف القطري لتحقيق الحلم العربي?

هذه الاسئلة وغيرها الكثير ترددت في اليومين الاخيرين في الاعلام العربي على هامش زيارة وفد فريق التفتيش للاتحاد الدولي الذي حظي بتغطية اعلامية غير مسبوقة على الصعيد العربي بعد ان حشدت اللجنة المسؤولة عن الملف القطري حشدا هائلا من الاعلاميين العرب والاسيويين والعالميين لتغطية هذه الزيارة والاطلاع عن كثب على ماذا اعدت قطر لتحقيق هذا الحلم العربي.

 الاشقاء القطريون متفائلون بأن ملفهم سيقنع الفيفا بقدرتهم التنظيمية لاستضافة اهم حدث كروي عالمي على وجه الارض والحالة الايجابية التي عشناها مع التغطية الاعلامية الكبيرة لهذه الزيارة تدعو الى التفاؤل بأن قطر لديها حظوظ كبيرة في استضافة المونديال خاصة واننا تعودنا من الاشقاء في قطر ان يترجموا تصريحاتهم الاعلامية الى امر واقع وان تصريحاتهم ليست مجرد فقاعات صابون سرعان ما تخبو.

الملف القطري ادهش فريق التفتيش الدولي والاعلاميين الرياضيين فقد كشف ان قطر تملك الحق في هذا الترشح والبحث عن الاستضافة  المونديالية, وان القطريين اوفياء لعهودهم وبالتالي فان لديهم كل الحلول للتعامل مع الحدث العالمي الكبير.

 

مكسب للعرب

هنا لا بد من التأكيد على ان استضافة قطر للمونديال واقامة المونديال في الشرق الاوسط تعزز مكاسب الكرة العربية والاسيوية على حد سواء فهي تعني العمل على نهضة الشعوب في كافة النواحي, وتعني أن كرة القدم رسالة من اجل المحبة والتعاون بين الشعوب وبالتالي تطوير اللعبة في الشرق الاوسط وتغيير المفاهيم.

ومن خلال الرسائل التي بثها الوفد الاعلامي الاردني للدوحة نستطيع القول ان قطر تملك المواصفات اللازمة للاستضافة, وقدراتها التنظيمية عالية, ولعل استضافة قطرللاحداث الرياضية العالمية الكبرى وفي مقدمتها الالعاب الاسيوية ومونديال الشباب عام 1995 ابلغ دليل على قدرة القطريين على تنظيم البطولات الكبرى.

وما جاء على لسان الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس لجنة ملف قطر 2022 في المؤتمر الصحافي الذي اعقب الزيارة التاريخية لفريق التفتيش الدولي من ان قطر تملك القدرة على الوفاء بما وعدت به الفيفا اثناء تقديم الملف, وانها صادقة الوعد فيما تقوله للجميع من وعود ومشاريع مستقبلية, وقدمت الضمانات الكافية للجنة التفتيش التي انهت عملها في قطر بعد 3 أيام متوالية تم خلالها تفقد كثير من المنشآت والاطمئنان على جدية الاستعدادات من قطر نحو استضافة المونديال بصورة رائعة الا دليل اكيد على عزم الاشقاء في قطر على تحويل الاحلام الى واقع ملموس.

وهنا لا بد من الاشارة الى ان القطريين مروا بتجارب عديدة مدتهم بخبرات اكبر للتعامل مع الملفات الكبيرة وهنا نستذكر استضافتهم لمونديال الشباب عام 1995 في 21 يوما بعد اعتذار نيجيريا, وكانت نوعا من التحدي لكثير من المتطلبات, ورغم ذلك استطاعت تنظيمها بامتياز اشاد بها الفيفا, وقدموا تجربة رائعه للعالم في وقت قياسي.

بالتأكيد تعلمت قطر من جميع الدروس التي مرت بها, بالتعاون مع الفيفا وستكون في وضع افضل لاستضافة المونديال خاصة وان الفترة التي تفصلها عن موعد الاستضافة يمنحها فرصة الانتهاء من مشاريعها الطموحة في الوقت المناسب.

ولا شك ان الخبرة التي اكتسبها القطريون اكدت ان قطراصبح لديها مساهمات مهمة ومؤثرة في تطوير كرة القدم والاهتمام بإنشاء الملاعب في كثير من بلدان افريقيا وآسيا, ولديها مشروعات طموحة للنهوض بالكرة في هذه المنطقة, وتريد ان تثبت للعالم ان الوقت قد حان لاستضافة المونديال.

 

التحدي القطري

وللأمانة فان القرار القطري بالترشيح لاستضافة المونديال كان قرارا شجاعا

فالتصدي لمثل هذه العملية يعني مسؤولية كبيرة ليس من السهل تحملها لكن ما يثلج الصدر ان الاشقاء في قطر يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا الجانب حيث نجحوا في تطويع واستخدام التكنولوجيا في الملاعب في تجربة هي الاولى من نوعها على صعيد العالم حيث تم تبريد ستاد جاسم بن حمد بنادي السد اثناء لقاء السد والريان وكانت الحرارة داخله مثالية لممارسة كرة القدم  وهذه التجربة التي اكد نجاحها الاعلاميون العرب تشير بصورة واضحة على ان قطر تضع ثقلها وامكاناتها في خدمة هذا الهدف المونديالي.

والدول التي ترشحت للاستضافة لمونديال 2022 هي قطر واستراليا واليابان وكوريا الجنوبية, ومازال الغموض يحيط بموقف امريكا من الترشح لهذا المونديال.

 

خطط طموحة

مما لا شك فيه ان قطر تتقدم بسرعة كبيرة في جميع المجالات خاصة على الصعيد الرياضي, والخطط الحكومية للعقدين القادمين خطط طموح للغاية وتتضمن الاهتمام بلعبة كرة القدم وتطويرها وهو امر جيد للغاية, ويوجد الدعم الحكومي والشعبي الكبيران فكيف الحال اذا ما نجحت قطر في استضافة المونديال.

لقد اثبتت قطر قدراتها وكفاءتها في استضافة فعاليات رياضية كثيرة لكنها بالتأكيد تحتاج الى المزيد من الدعم اللوجستي, فبطولة كأس العالم من البطولات التي تقام في فترات قصيرة وتضم منتخبات عديدة تصل الى 32 منتخبا

عموما أبدى وفد الفيفا اعجابه الشديد بالتصاميم القطرية التي عرضت للملاعب التي من المقرر ان تنفذ في حالة موافقة الفيفا على اعطاء تنظيم المونديال لدولة قطر, وقام الوفد بجولة تفقدية داخل الاسباير زون.

 

ملعب قطر فاونديشن

ولعل اكثر المفاجآت في الملف القطري كانت في الملعب الجديد الذي تم الكشف عنه في المؤتمر الصحافي حيث سيكون الملعب مبنيا لجميع الرياضات الاخرى ولكنه اثناء بطولة المونديال سيقتصر استعماله على كرة القدم فقط وهو من الملاعب التي ستقام عليها مباريات المونديال ولكنه بعد انتهاء المونديال سيخصص بالكامل للنشاطات الطلابية كرة القدم وبقية الالعاب الاخرى التي يمارسها الطلاب ضمن نشاطهم الرياضي, واثناء البطولة سيكون استيعاب الملعب 45000 متفرج ولكن بعد انتهاء المونديال ستعود قدرته الاستيعابية الى 25000 متفرج فقط.

وهذا الملعب الآن في مرحلة التصميم الاولية وسيبدأ العمل فيه فور الانتهاء من عمليات التصميم ومن ثم تنزيله الى ارض الواقع ليبدأ العمل لانجازه.

وسيكون الملعب محتويا على خاصية التبريد الصناعي التي ستكون متوافرة في جميع الملاعب القطرية التي ستدخل ضمن نطاق المونديال.

كما  ان هناك ملعبا آخر لم يتم عرضه على الاعلاميين وهو ملعب لوسيل الذي ستكون عليه مباراة افتتاح المونديال والمباراة النهائية وهو لم يكتمل تصميمه حتى الآن وسيكون هذا الملعب طفرة في الملاعب الكروية في العالم لموقعه الفريد وشكل تصميمه الجميل جدا وسيكون ايضا مرتبطا بتقنية التبريد التي ستعمم على جميع الاستادات داخل الدوحة .

وللعلم فان تكلفة الملاعب التي تعدها قطر 4 مليارات دولار, وذلك لما تحتويه من تقنية عالية الجودة واشكال تصميمية جميلة للغاية.

الحلم العربي

بالتأكيد فان استضافة المونديال حلم قطري مشروع لكنه بالمطلق حلم عربي نتمنى تحقيقه ونعتقد جازمين ان القطريين لديهم كل الخبرة والامكانات التي تؤهلم لتحقيق هذا الحلم فالنجاحات القطرية في مختلف الرياضات شاهدة على قدرة الاشقاء ومعرفتهم بكيفية كسب التحديات ويبقى ان يحظى القطريون بدعم حقيقي من اشقائهم العرب واصدقائهم في العالم من اجل تحويل الحلم الى حقيقة في العام .20220
(العرب اليوم- احمد شريف)



تعليقات القراء

ناصر شريتح
لماذا لا تقدم الشقيقة قطر بملف مشترك مع البحرين اليس ذلك اولى وافضل للعرب
18-09-2010 07:57 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات