كلب الصيد العربي يجيد لعق الاقدام


عند تقليب رواية كلب الصيد للروائي الامريكي «هوارد» يمينا ويسارا, وعند تصفحها صفحة صفحة, ستجد ان كلب الصيد على صفحات هذه الرواية له حركات غريبة عجيبة مختلفة تماما عن حركات الكلاب العادية الاخرى, فقد أشارت هذه الرواية الى ان هذا الكلب يبقى (يلهث) بين الصياد الجائع بالوراثة, وبين الفريسة التي اقترب مصيرها دون ذنب او خطيئة, ويعرف هذا الكلب حق المعرفة بفطرته البسيطة انه في النهاية سيعضُ على بقايا عظام خالية من النخاع ومجردة من اللحم والشحم تماما بعد ان يشبع الصياد ويأخذُ غفوة طويلة تسمى غفوة الشبع.

ثقافة كلاب الصيد تختلف من بيئة الى اخرى, ومن مكان الى اخر, ومن فترة الى فترة, ومن تدريب الى اخر, فكلب الصيد (الافغاني) مثلا يقوم بعملية استكشاف رائحة الفريسة، ثم قيادة الصيادين تجاه الفريسة، وبعض أنواع هذه الكلاب تنبح بشكل مرتفع إذا شمّت رائحة الفريسة المبتغاة جلبها للصياد, اما كلب الصيد (الافريقي) فيتميز بسرعته وحدّة بصره، وقدرته على تعقب الفريسة، وهي تستطيع أن ترى الفريسة من مكانٍ بعيد جداً، ثم تقوم بالذهاب إليها بهدوء، والانقضاض عليها وقتلها, ويُستخدم في مناطق الصيد الوعرة، واخراج الحيوانات التي تعيش في الجحور.

كلب الصيد (الانجليزي) يتميز بمهارته وقدرته العالية على جلب الفريسة وهي على قيد الحياة، حيث يأتي لصيدها وهي حية, ويمتازُ بقدرتهِ العالية على التحمُّل, وعلى قُدرته العالية على إيجاد الفريسة التّي تمَّ اصطيادها ولا تزال لديها فرصة الهروب, ويقوم هذا الكلب بتتبع أثرها ورائحة دمها ليُرجعها إلى الصيّاد, في حين ان كلب الصيد (الالماني) يتميز بقدرته العالية على التحمل والصبر, وعلى مطاردة الفرائس، ومنها الغزلان الارانب وغيرها من الحيوانات التي تختبئ في الغابات, وتمتاز بقدرتها الكبيرة على السباحة, بحيث تقوم هذه الكلاب بجلب الفريسة من مسافاتٍ بعيدة حتّى وإن سقطت داخل بِرك المياه.

كلب الصيد (العربي) قصته تختلف عن كلاب الصيد الاخرى, فهو يقوم بشمشمة الفريسة وتفحصها قبل ان يجيء بها ويحضرها للصياد, وكانه يريد ان يوصل لها رسالة مضمونها ان وظيفته المكره والمجبر عليها تقتضي جرجرة الفريسة وسحبها للصياد حتى لو تعرّت وتمزّقت جلودها اثناء السحب, كذلك لديه القدرة العالية على التقاط الفريسة التّي تمَّ اصطيادها ولا تزال على قيد الحياة, وفي جميع الحالات يتوقع هذا الكلب من الصياد ان يمنحه وسام من الدرجة الاولى , او ان يحصل على جائزة نوبل لجلب الفرائس الحية, واكثر من ذلك فان كلب الصيد العربي لديه قدرة عالية على الاتصال والتواصل من خلال رفع الذيل والجلوس والنّباح المتكرر ولعق الأقدام والانبطاح والدّوران في نفس المكان.

بقي ان نقول: طبيعة الكون تسمح لنا ان يكون هناك صياد محترف, وتسمح لنا هذه الطبيعة ان يكون هناك فريسة عالية الدسم, لكن هذه الطبيعة لا تسمح لنا باي شكل من الاشكال ان يكون هناك (كلب صيد) وظيفته فقط جلب الفرائس للصياد, ولعق اقدامه, من اجل الحصول على عُظيمة بلا نخاع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات