الشيخ بركات الجبور .. رمز وطني وقامة عشائرية


حزينة عشائر الجبور/ بني صخر وهي تودع قامة وطنية قبلية ، ورمز من رموز الوطن والعشائر الأردنية ، هذه القامة الوطنية والقبلية والتي ساهمت مع غيرها في دعائم استقرار الملك والنظام الهاشمي الملكي في الأردن طيلة السنوات الماضية ، انه المرحوم سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد) ، كان هاجسه حب الوطن والقيادة الهاشمية ، والاخلاص وصدق الانتماء ، وكانت مواقفه النبيلة الوطنية والصادقة والموجعة احيانا ، بوجه كل الرياح والعواصف والمتغيرات التي تواجه القبيلة بني صخر خاصة ، والوطن عامة ، والمجتمع الأردني ككل ، واضحة متميزة ، له رأي سديد في كل ذلك ، فهو لا يهادن على موقف ، أو مبدأ بل يقول الحق مهما كان صعبا أو قاسيا . 

لم يكن سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد ) رحمه الله ، هاجسه الوحيد قبيلة بني صخر أو عشيرة الجبور فحسب بل ، كان هاجسه الوطن ككل ، بما يحفل من هموم وقضايا وخاصة فيما يتعلق بالجانب العشائري وما يحفل من قضايا معقدة وصعبة وخطيرة ، لو تركت بدون حلول لساهمت في تفكك المجتمع ، وازدياد الجريمة ، وضياع حقوق العباد ، ولكن كان بيته في النقيرة / لواء الموقر ، ملاذ الضعفاء والمساكين ، فكان السند والعون والنصير والمساعد والمساند ، لكل من طرق بيته يطلب حقا ، أو يسانده في دفع مظلمة ، أو يسأل عن قضية عشائرية وسبل حلها ، فقد كان كعادته بيته مفتوح لكل مظلموم ومسكين وصاحب حق ، يجيب ، ويقضي ويقدم ما تجود به نفسه ويده ، ويمليه عليه ضميره ، لا يظلم أحدا في القضاء العشائري ، فئة على أخرى ، أو كبير على صغير ، بل يقدم الحل والصدق والأمانة فهو أحد أعمدة و أركان القضاء العشائري في الأردن ورموزه . 

نقف اليوم على واجهة وطنية وقامة قبلية ، وزعامة عشائرية ، فهو وأعني سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد) رحمه ، ابن قبيلة بني صخر ، وابن عشيرة الجبور ، هذه العشائر التي قدمت للوطن قوافل الشهداء ، وسالت الدماء الزكية من شبابها قبل سنوات مضت في القدس وفلسطين في باب الواد ، واللطرون ، وحي الشيخ جراح ، وفي كل مواقع الوطن ، هم الرجال الرجال الذي صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من أحب الوطن وأخلص ، ومنهم من هو جاهز للدفاع عنه ليقدم الشهادة والدماء الطاهرة ، انطلاقا من المقولة التي كنا دائما نسمعها من الشيخ بركات الزهير الجبور رحمه الله ( وطنا ما لنا غيره ) . 

كان سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد ) فارس من فرسان بني صخر ، راعي حجة وقوة في الرأي لا يخاف في الحق لومة لائم ، وايضا كان صاحب ابتسامة ودعابة ، مجلسه طيب مليء بالحكمة والخبرة والتجارب ، يحبه كل من يأتي اليه ، تجد فيه مهابة الشيخة وألق الزعامة ، وعنفوان المشيخة ، و نزعة التدين ، فهو من أهل العلم والدين والتقوى والصلاة. 

لقد نشأ سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد ) في بيت والده محمد الزهير الجبور ، القامة الوطنية والشعبية ، والذي لا زلنا نستذكر مواقفه الوطنية والشعبية المتعددة في خدمة وطنه وقبليته والدولة الأردنية ، من هذا البيت تشرب سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محدمد) الزعامة ودروس الوطنية بكل ألقها وعنفوانها ، ومجدها البدوي ، وبما تحفل به الزعامة العشائرية من طيب المعشر والمبسم ، وحسن الضيافة ، والكرم العربي الاصيل ، ونصرة المظلوم ، واغاثة الملهوف ، فكان بيته في النقيرة / لواء الموقر موئل الرجال ، وسند كل ضعيف ، ومظلوم ، وصاحب حق ، يلوذ به الجميع والوطن كلما ألم به الخطب والخطر ، ولا عجب ان يكون قبل أشهر قليلة في ضيافة حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه ورعاه ، في بيت سعادة الشيخ للحديث عن التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الوطن ، ولقد تحدث الشيخ أمام جلالة الملك وقال ان فرسان بني صخر عامة وفرسان الجبور خاصة كلهم الجنود الأوفياء ، والحرس الأمناء دفاعا عن النظام والدولة والمجتمع . 

لقد شكل سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد) رحمه الله مدرسة فكرية متعددة الأبعاد وتركت آثارها العميقة في حياة الوطن والدولة والقبيلة ، والقضاء العشائري ، لقد واجه مصاعب وعقبات ، ولكنه ظل كشجرة النخيل لا تنحني ، عمل دون كلل أو ملل ، امتلك مرونة دبلوماسية مدهشة ، صقلتها المحن والخطوب والتجارب ، والخبرات القبلية والوطنية ، كان يحب الوطن الأردن مثلما كان يحب الوطن الثاني فلسطين ، وكان سعادة الشيخ يمتلك رؤية شمولية ذات آفاق رحبة تدرك آبعاد الصراع ، وخطورة المرحلة ، وخطورة العزف المنفرد على الوحدة الوطنية لمكون على مكون آخر ، وكان دائما يردد مقولة ( التاريخ ما يرحم ). وهاهم اليوم أبناء عشائر الجبور يتخرجون من مدرسة الشيخ قادة نجباء ، ومفكرين نبلاء ، وحراس للوطن أمناء ، يرفعون راية الوطن والقيادة والعزة والكرانة ، والحرية وحب الملك والنظام والوطن والقيادة والمجتمع الأردني بكل محبة واخلاص على حد سواء . 

تودع قبيلة بني صخر ، وعشيرة الجبور ، فقيد الوطن والأمة سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد) رحمه الله وهنا نستذكر مواقفه الوطنية ، ومواقفه القبلية ، ودوره في تعزيز تماسك القضاء العشائري والذي ساهم باستقرار المجتمع الأردني ، والمجتمع البدوي من ناحية أخرى ، والذي تحدث به وحوله في الكثير من الوسائل الاعلامية والتلفزيونية والصحفية ، كقاضي عشائري ، فثقافته في هذا المجال واسعة بل موسوعية فهو قاضي قلطة ( الدم والعرض) ، وكم ساهم في تعزيز تماسك المجتمع ، ومنع الجرائم ، واعادة الحقوق لأهلها من خلال تحقيق العدالة والمساواة وتعزيز الوحدة الوطنية للجميع . 

سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد ) رحمه الله ، الشيخ الجليل والمهيب ، سنظل نستذكر مواقفك الوطنية وأنت تدافع عن الوطن بكل قوة وجرأة وصلابة ، وسنظل نستذكر مواقفك القبلية وأنت تدافع عن حقوق قبلية بني صخر وعن مستقبل شبابها وعن حقوقها ، وسوف نعتز بك كرمز وطني ، وقائد شعبي ، وشيخ له المهابة والحب والتقدير ، وسنظل نعتز بمواقفك الوطنية فأنت من دعاة الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي وحب الوطن والقيادة والدولة والمجتمع الأردني .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات