الانسانية الاردنية


نعم لا يوجد في الوطن العربي لا وبل في العالم وبكل فخر واعتزاز إنسانية أكثر من إنسانية أهل هذا الوطن وقاد ته, والشواهد كثيرة, وكثيرة جدا  على مصداق ما أقول, أمّا أن يطل علينا بين الفينة والاخرى  مغرض يعطينا الأوامر, ويعلمنا ويلفت نظرنا  لنكون اكثر إنسانية في التعامل مع بعض القضايا الوطنية والقومية المصيرية , أو أن نتراجع عن أداء دورنا الحيوي الذي بات حكرا والحمد لله علينا, فهذا امر لا ولن نقبله من ايا كان  لانه مثير ويدعو للاستغراب . فنحن ند رك تماما حجم معاناة الأخوة الفلسطينيين  واللبنانيين والعراقيين والأصدقاء والأخوة في الإنسانية في أي مكان بالدنيا أكثر من غيرنا,  وبمساعدتنا لهم ند رك  كذ لك مدى الخطورة التي يتعرض لها أبنائنا لكننا لم نفكر يوما بذلك, إيمانا منا بعدالة ما نقوم به واستسلام لقول الله عز وجل (( ولا تدري نفس بأي ارض تموت))  , وليعلم هولاء أن قراراتنا في أي امر هذا شان أرد ني داخلي صرف , لا يحق لأي كان منصبه وأهميته في العالم اجمع,  أن يتطاول و يعطي إرشادات لنا للتعامل مع مصير هولاء المعذبين في الأرض بغض النظر عن دينهم ولونهم وعرقهم.  نعم  إن الشعب الاردني الذي ما انفصل يوما عن محيطه العربي, وما كانوا يوما  للعرب وللعالم إلا الرئة التي يتنفسون بها ,  وما يربطنا بأهلنا القا بضين على جمر الحياة في مختلف البلدان ,هي روابط ألد م التي لا انفصام لها , حتى يرث الله ألد نيا وما عليها.

لقد كان الأردن دوما السّباق في مياد ين العمل الإنساني في العالم اجمع, يقطع القوت والحليب عن أبنائه وأطفاله , ليغيث الملهوف أيا كان د ينه وعرقه ولونه ووطنه, ودليل ذلك أن البصطار الأرد ني قد وطأ وغزا بقاع ألد نيا بد ون سلاح وقتال واحتلال ؟ ألم تتساءلون كيف احتل الأردن واسر معظم سكان العالم بد ون قتال؟ على عكس ما يفعـل الغزاة والمحتلين في الحروب ,الم يكن ذ لك بالإنسانية التي تريدون منا أن نتخلى عنها؟ ويريد البعض الأخر تعليمها لنا, لماذا لا تحذون حذونا فالمجال مفتوح وليس حكرا علينا, لكنكم وان ملكتم أموال الدنيا جميعا لن تستطيعون اللحاق بنا لان الإنسانية مطبوعة على جباه الاردنية.

 فالمتابع للشأن الارد ني يرى بأن جيشه وأمنه قد طوقوا القارات الخمس بإنسانيتهم , فتراهم من(( تيمورالشرقية)) في الشرق ألا د ني للقارة ألا سيوية, إلى الشرق الأ قصى في(( أفغانستان )) حيث وجود المستشفى الأرد ني الميداني, والذي يضم خيرة أطباء وممرضي وعسكري الوطن الحبيب من أبناء الجيش العربي الارد ني,  إلى العراق حيث يتواجد ثلة من الأرد نيين في ((غربها)) بزيهم العسكري يد يرون اكبر مستشفى ميدانيا في العالم في منطقة الفلوجة.

ولا يقتصر الأمر على ذ لك, بل ان المتجه صوب القارة السمراء, يجد الأرد نيين بذات اللباس العسكري, في ربوع ((إرتريا)), ولكن ليس للتنزه, بل للتخفيف من معاناة أهل ذ لك البلد.و كما ان الداخل إلى قلب تلك القارة يجد ان البصطار الأرد ني قد وطأ كذ لك ارض ((الكونغو)) تلك البلد التي لم يعرفها الكثيرون سوى على الخارطة , ولم يسمعوا بها,إلا من خلا ل اٍنسانية الجـيش العربي الأرد ني, ورجال الأمن العام.

ونفتخر كذ لك, بان الجيش العربي الأرد ني, ورجال الأمن العام قد احتلوا ربوع ((هاييتي)) إحدى د ول أمريكا الوسطى بدون طلقة واحدة, ذ لك البلد القابع في المحيط الأطلسي, متسائلا وبكل اعتزاز , من كان منكم يعرف هايــــــــيتي لولا وجود هولاء النشامى؟والذ ين خسروا بالأمس القريب خمسة من خيرة أبناء الوطن خد مة للإنسانية التي يرغب البعض تعليمها لنا؟ ولم تثنيهم تلك الخسارة عن الاستمرار فيما يضطلعون بها من مهمة, وفي أوروبا والمعارك في سربينتشيا دائرة كان الجيش الأردني حاضرا يخفف من وطأة المعاناة للسكان المدنيين, إلى فلسطين حيث وجود هولاء النشامى يديرون المستشفيات الميدانية دون خوف من قصف , ووصل الأمر إلى الشقيقة لبنان فقد رأينا كيف كسر رجال الجيش العربي حاجز الخوف وكانت لهم الريادة في فتح مطار بيروت لإغاثة المنكوبين من الأشقاء اللبنانيين فتحية إجلال وإكبار لكل فرد من أبناء الجيش العربي الارد ني الإنساني العالمي , عبر أثير الوطن.
 فهل نسي العالم بأسره وتلك الاصوات الناعقه الإنسانية الاردنية ,التي  تجلت  باحلى صورها يوم وقف سيد البلاد آنذاك الحسين طيب الله ثراه, ووضع معاهدة السلام مع إسرائيل ,وما يرتب عليها من أضرار قد تلحق بالأردن جراء ذ لك في كفة, ومسألة  انقاض حياة الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل  في كفة اخرى, فانتصرت الإنسانية الارد نية يومها, فعاد إلى أهله عزيزا, بفضل الله وتلك الإنسانية.  التي سطرت للتاريخ قصة إنسانية هذا الــــبلد , وسجلت للد نيا بأسرها حكـــــــــاية مــــجــد اسمها : ((الارد ن)).


Quraan1964@yahoo.com



تعليقات القراء

محمد النابلسي
شكرا اخي الكاتب فقد اجدت تماما بما جاء في مقالك وافضل ما اعجبني به هو حكاية مجد والاردن حقيقة هو حكاية مجد لمن يتذوق الحياة.
24-11-2008 07:29 AM
تركي الزبن
لا ادري يا اخي الكاتب هل ان الكلام الذي كتبته في مقالتك سيرضي الكثيرين ام سيغضبهم؟ فلقد اصبح من يتحدث بالشان الاردني او يبين جوانب الوطن الايجابي متهم تحية تقدير لوصفك الرائع بحق الوطن.
24-11-2008 07:35 AM
عسكري اردني في هاييتي
لمن يكره الاردن فاني اقول لهم تعالوا ساعة مع الجندي الاردني في هاييتي لتعلموا مدى عظمة الانسان الاردني. وشكرا يا ابو القرعان على مدحك واستشهادك بالبصطار الاردني الذي نعتز بانتعاله كما يعتز غيرنا بجمع الاموال وبناء القصور, فانت كاتب رائع وابن بلد بحق
24-11-2008 07:38 AM
عميد ركن متقاعد
تحية لك يا كاتبنا فمنذ زمن وانا اتابع الصحف الاردنية وهذه المرة الاولى التي ارى فيها كاتبا يتغزل بالبصطار والذي هو كناية عن حب الوطن واعتزازه بالجندي وين هالكتاب من الجندي الارني
24-11-2008 07:40 AM
فلسطيني اردني حر
يكفي الاردن فخرا والملك حسين طيب الله ثراه مجدا انه انقذ حياة خالد مشعل علما بانه كان في حالة ضعف لعدم ارسال جنود مع الحلفاء لمقاتلة العراق , شكرا يا احمد القرعان على الصورة الرائعة لحكاية مجد
24-11-2008 07:47 AM
خلف الهبارنه الدعجة
ابوي لبس الفوتيك الاخضر وقضاها يمشي ويتمختر وانت اخي احمد تعالى وتمختر على صدورنا لانك كاتب اردني شريف فمادح الجندي رغم الظروف هو حتما شريف
24-11-2008 07:50 AM
جلال مهيدات
الجندي اشرف الرجال وانت اشرف الكتاب يا قرعان
24-11-2008 07:52 AM
جمال العبادي
ما اجمل واروع ان تاتي مقالة مدح الجنود بعد مقالتك ايها الرائع احمد القرعان عن الحسين ابو الزنود يرحمه الله.
24-11-2008 07:58 AM
جندي من خشافية الدبايبه
انا مسرور ومبسوط يا كاتبنا لانني رايت مقالا يمدح الجندي في زمن اصبح كتاب الاردن يتحدثون عن كل هموم الدنيا غير الجندي
24-11-2008 07:59 AM
حماد ابو دلبوح
روعة هذا المقال تتلخص بتناولها كرامة الجنود الذين يحمون الحدود في وقت بني غيرهم قلاع وسدود شكرا للكاتب على عباراته الجميلة جدا فنحن بحق يا قرعان حكاية مجد للعالم
24-11-2008 08:07 AM
سنان المقابلة
انها انسانية الملوك التي عهدناهم يتربعون على عرشها , شكرا لك يا كاتبنا الاردني المميز ومبروك انضمامك الى قافلة كتاب الرأي
24-11-2008 02:45 PM
صابر ابو حمده
شكرا على ما تفضلت به وخاصة بوصفك لانقاذ مشعل والذي يدل على انسانية غير مسبوقة بالتاريخ
24-11-2008 02:57 PM
صالح السمهوري
الانسانية الاردنية التي ذكرتها لماذا لا تنشرها في جريدة الراي ليقرأها الناس جميعا فهنا لا يطلع عليه سوى القليل لان جراسا حديثة العهد على العموم شكرا للكاتب وشكرا لجراسا لانها جريئة جدا في طرح القضايا
25-11-2008 02:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات