الشـلة والوزيـر .. !


غالبا وفي كل الوزارات هناك شلة تلتف على الوزير تمدحه بما ليس فيه، وتقول فيه شعرا ونثرا كما فعلوا مع من هم سبقوه , وفي الغالب تجدهم نفس الوجوه التي وقفت مع الوزير السابق هي نفسها التي تقف اليوم مع الوزير الحالي وينتظرون بفارغ الصبر الوزير القادم، ليستقبلوه بزفة التزمير والتطبيل ، لا يهمهم من يكون , المهم أن يكون وزيرا "على قد اليد" يحقق لهم طموحاتهم ومشاريعهم, أنها "ثقافة النفاق الرسمي" التي أخذت تتفشي في غالبية الوزارات والمؤسسات , يتبعها نفاق إعلامي مأجور مصاحبا لها ، قالوا عن الوزير السابق أنه "مؤمن من آل فرعون كان يكتم إيمانه " صدر عنهم ذلك بدقائق فقط من تنصيب الوزير الجديد، وقبلها لوقت قريب، كانوا يتصدرون مهرجانات الكذب والتدليس المؤيدة له، وأنه أحيا الموتى ، كانوا يقولون به أكثر مما قاله مالك بالخمر، ولما دنت ساعته وسمعوا بتغييره، فجأة غيروا اتجاه البوصلة, ونبشوا جميع ملفاته وعلقوها على مدخل الوزارة ، وتستمر لعبة مهرجانات المدح والردح والتسحيج والقصائد والتغزل بالأوصاف.

فبعض الوزراء عندما يتربع على كرسيه وتظهر نقاط ضعفه ما يلبث أن تقوده شلة متمرسة بالتدجين تسيّر شؤونه وتنفذ قراراته من خلف الكواليس، وهو قابع في مكتبه لا يدرى ما يتسرب من تحته ولا ما يحاك من خلفه، مما يعطيك انطباعا للوهلة الأولى على انعدام المعرفة والإدراك الحسي لديه بهؤلاء الاشخاص من جهة، ومن جهة ثانية تجده لا يفقه شيئا في تفاصيل عمل وزارته من الناحية الفنية ، أو كيفية الإدارة الرشيدة لها، لافتقاره مهارات "الذكاء والقدرة العملية في التعامل مع اهداف الوزارة" وقد تنتهي فترة ولايته ولا يعلم ما قد قدم وما قد آخر، أما عن الموضوعية في اتخاذ القرارات والشخصنة فحدث ولا حرج.

في غياب المؤسسية مازال البعض ينظر إلى علاقته مع الوزير بوصفها علاقة نفعية وغنيمة وتكسب، فلا بد من السعي وبكل السبل المشروعة وغير المشروعة إلى تحقيقها تلك ولو على حساب كرامته هذا إن وجدت، طبعا كل ذلك بدافع الأنانية الضيقة، وبفعل ضعف الانتماء للمؤسسة وغياب مبدأ الصدق ولولاءات المجزئة والمعلبة والجاهزة عند الحاجة والضرورة ، وهذا نمط من أنماط ثقافة النفاق التي أخذت تزداد وتدفع بالبعض لتقمص دور "الحـرباء" ومن المعروف للجميع بأن لون "الحرباء" لا يعول على لونه فهو يتبدل باستمرار وحسب الظروف، ويتغير لونه حسب المكان الذي يقف عليه، فمن المؤسف أن يلقي الوزير ما على كتفيه من وزر مسؤولياته، ويضيع الأمين أمانته من أجل ارضاء البعض على حساب اصحاب الحقوق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات