هبة الله الشمايلة .. نشمية أردنية لو وزِنت بألف رجل لوزنتهم


كركية حرة وأبية من أمشاج وجينات العز والكبرياء ارتقت شموخا وعزا كسنديانة وارفة الظلال عانقت ببهائها عنان السماء بشجاعة متميزة كانت بحجم الشهامة والنخوة والرجولة لان الرجولة لم تكن يوما ذكورة فقط بل هي مواقف عز ترتجى عند الملمات تفردت في موقفها وخالفت الحاضرين من اجل الحق والأمانة وكرامة الوطن وبصوت واضح عال لم يطقه فحول الرجال من " أسراب الحمام الزاجل " حين نفضت المحامية الشابة هبة الله السلطان الشمايلة كنانتها ورمت أصلب أعوادها اتجاه مواقع الخلل واللامبالاة وقلاع التزييف والخداع فسجلت سابقة متقدمة في الجراءة والمكاشفة دخلت على أثرها أرشيف التاريخ الوطني الشعبي بشجاعة متميزة غاب عنها الكثيرون فكانت الصوت الثائر والسوط اللاسع ذات الوجه الجميل الصبوح الباسم .

على هامش لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني الأخير مع أهالي ووجهاء وقادة المجتمع المحلي في مدينة الكرك وبدون تنسيق مسبق مع الديوان الملكي تحدثت الشابة الكركية بألم وحرقة وثقة وصدق حيث قالت كلاما لم يسمعه الملك سابقا بصورة علنية إمام الناس فكانت كلماتها أشبه برصاصات مباغتة انطلقت من فوهة رشاش بضغطة زناد واحدة أصابت معظم المسؤولين في المحافظة وتسببت لهم بالإحراج الشديد خاصة وإنهم يحرصون دائما على إبعاد أصحاب الرأي المستقل عن المشاركة والتفاعل مع الزيارات الملكية المهمة حتى لا يسمع ولي الأمر من رعيته مباشرة دون ترجمان ولكي يبقى التحريف والتحوير من البطانة والحاشية والمسؤولين غالبا على كل الحقائق الوقائع .

في مداخلتها الجريئة التي قدمتها أمام جلالته قالت أنها ستخاطبه بصفة " الوالد " وتمركزت فكرتها حول " يا والدي الوضع مش تمام والوضع وما بطمن والكرك مش بخير سيدي " وشخصت وضع شبابنا بقولها انه متدهور وفي الحضيض عاطلين عن العمل باطلين في نظر المجتمع وعالة على أهلهم شبابنا حلمه إن يكون أسرة ويتزوج لكن يا سيدي ظروفهم ضدهم مابين موج الفقر والجوع وارتفاع معدلات البطالة وانعدم فرص العمل وسقوطهم فريسة للإحباط والانحراف وليس صحيحا سيدي الرسالة التي يتم إيصالها لك هي رسالة ليست صحيحة تماما مثل الطريق الذي مر موكبك من خلاله سيدي هذا الطريق مش هيك بالأيام العادية الهم أسبوعين بلشانين فيها عشان يفرجوك أنهم قايمين بدورهم ولا هي مش هيك " ونحن لسنا بخير والكرك تعاني وليست بخير " ولقد "تعبنا ممن يحضرون لقاءات الملك باسم الشباب وعند رؤيته ينسونا" وأضافت سيدي قبل فترة قمت بإيعاز لإشراكنا بالحياة السياسية يا سيدي ما أشركونا واستمر التجاهل إلنا مسؤولينا قاعدين بستغلوا اسم فئتنا الشباب حتى يصعدوا على ظهرنا واحتا بالحقيقة مش مستفيدين سيدي ووالدي أنا بطلب من جلالتك ان يكون التواصل بيننا وبينك مباشر خالي من " الحمام الزاجل " وأقصد بالحمام الزاجل مسؤولينا اللي احنا طلعناهم ومش مستفيدين منهم .

كلام مؤلم للغاية ويوشي بان هنالك تضليل وعدم أمانة في نقل المعلومات عن حقائق الوضع الاقتصادي والإداري والمعيشي والتنموي والاجتماعي في المحافظة وقد صرحت هبة الله دون خجل أوجل بأن المسؤولين وممثلي أهل الكرك لا يقومون بواجبهم على أكمل وجه وحسب الأصول وقد أشارت إلى أن الحال المرير الذي نعيشه ربما سيتحسن بدون وجودهم بيننا حقا لقد كانت هذه الشابة الواعدة منسجمة مع ضميرها وقيمها الأخلاقية والإنسانية العالية عندما تمسكت بكشف الاختلالاات الجسيمة والتجاوزات الوخيمة والتقصير والإهمال بعدما تعلمت من تخصصها القانوني وتربيتها الأسرية بان الحياة وقفة عز وان كلمة الحق يجب ان تقال ولو على حد السيف ولم تخف في الله لومة لائم ولم تخشى سطوة هؤلاء المسؤولين وجبروتهم في حضرة سيد البلاد وهو يستمع لها بفخر وابتسامة صادرة من القلب مما شجعها على الحديث بأريحية وهي تستقي من نظراته الحانية والأبوية العزيمة والإقدام والأمان ونفسها تسمو معه مجدا وشموخ مما يؤكد بان جيل الشباب المتعلم والمثقف هم عدة المستقبل وجنوده البواسل وأمله المرتجى الذين يستحقون الدعم والتقدير والتأهيل والتشجيع على النقاش البناء وتبادل الرأي والافكار حول أولوياتنا الوطنية وقضايانا المهمة حتى لا يبقى الكثيرين منهم اسري للأوجاع واليأس والضياع يبحثون عن أي فرصة للسفر والهجرة وغالبا من دون رجعة ولنا في الشاب قتيبة خير مثال .

أيتها الأخت النبيلة الكريمة ان شموخ موقفك سيبقى راسخا في وجداننا وفي قلوب الأردنيين الأباة الذين لهجت ألسنتهم باسمك ورسمك وهم يتذكرون قوتك وقدرتك في مواجهة التحديات الصعبة التي تظهر فيها معادن الشرفاء نساء ورجالا والجميع يعلم إن حال الكرك مثل باقي محافظات المملكة بطالة بين أكثرية الشباب والغلاء الفاحش والضرائب التي أثقلت كاهل الشعب وغيرها من الهموم والآلام فهل يعي المسؤولين خطورة هذه الأوضاع أم أن مصالحهم ومطامعهم الشخصية سوف تبقى طاغية على تصرفاتهم وأقوالهم .

ومن المؤسف ان الإدارات العامة في بعض المحافظات أصبحت أشبه بمقاهي شعبية لشرب الشاي وتناول الوجبات السريعة وإطلاق التصريحات الرنانة والبيانات الصاخبة بأن اﻷمور تحت السيطرة وان جميع المشاكل والمعضلات قد تم حلها وكأن لسان حال المسؤولين فيها يقول أن جميع الشكاوي والنداءات التي يطلقها المواطنين للإستغاثة هي كاذبة ومخالفة للحقيقة .

جلالة الملك يعلم بأن المواطن تعب من الكلام والشعارات ويريد أن يتأكد أن حقوقه محفوظة ويريد أن يرى محاسبة ومعاقبة للفاسدين والمهملين وأن تبقى علاقة المواطن والدولة قائمة على مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص فالعدل أساس الحكم وأن غياب العدالة عن أي مجتمع يعني غياب الانتماء وانعدام الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة ما يؤدي الى عدم احترام القانون والنظام وغصب الحقوق اليوم نقول لسيدنا أبا الحسين نحن معك لا نجدد البيعة ولا نؤكد الولاء لأنه مزروع في الدماء ولكن بات التغيير في النهج والأداء والأشخاص في بعض الوزارات و الإدارات والمؤسسات العامة أمرا ملحا لتبقى عامرة بوجود رجال يخافون الله ويعملون من اجل الوطن ويحبون الملك فالوطن بحاجة إلى بطانة مؤمنة بحماية مواطنيها لا خائفة ولا وجلة بل صادقة ونزيهة توصل الحقائق إلى مقامكم السامي بكل صدق وأمانة .

لأننا نحن الأردنيين لا نشكو بعد لله همومنا إلا إليك ولا ملاذ لنا إلا أنت فقراء الوطن يعانون الأمرين من تجاهل الحكومات المتعاقبة و سبل رزق المواطن ضاقت فلا فرص عمل جديدة وقديمها استهلك ولا حرية ينعم بها الشعب فكلمة الحق باتت تهمة بحق صاحبها حتى وان كانت من اجل رفعة الوطن حكومات تضع برامج وترسم خطط وموازنات وكأنها لدول أخرى غيرنا لا يرى الأردنيين من نتاجها إلا زيادة بالرسوم والضرائب وارتفاع الأسعار ونقص وسوء في الخدمات بينما يقابله ترف متصاعد للمسؤولين وحاشيتهم وزيادة في رؤوس أموال أصحاب الملايين " الفقير يزداد فقرا والغني يشبع ترفا " أنهم لا ينقلون لكم سيدي صاحب الجلالة واقع الحال إن الشعب يعاني الفقر المدقع والديون أخذت النساء إلى السجون وهنالك عائلات مشردة ملاذها الوحيد الشارع وسفرتها اليومية مكبات النفايات تجاهلتهم كل الحكومات وكأنهم أيتام على موائد اللئام وأغراب عن هذا البلد الطيب المعونة الوطنية لا زالت تصرف بتقتير ومياومات المسؤولين تصرف بكرم حاتمي عجيب كثير من المرضى لا يجدون سرير في مشفى وان وجدوا فبالإهمال تكون معالجتهم ثم لن يجدوا علاج كاف ليخفف عنهم المعاناة إلا من خلال مافيات الدواء ليستولوا على ما بقي في جيوبهم لقوت عيالهم .

مولاي يعلم جلالتكم ان المواطن الفقير لم يخرج للاعتصام ترفا أو مطالبا بنظام جديد للحكم ولم يتبع أصحاب الأجندات الداخلية او الخارجية ولم ينساق خلف ذوي القلوب المريضة الحاقدين أوعناصر الطابور الخامس وأن إيمانه الثابت يقينا ان لا بديل عن الهاشميين قادة وساسة أهل حنكة وحكمة ورحمة لكنها عشرات السنين أهلكت المواطنين بالاستعباد والتهميش والتقصير والظلم الحكومي المستمر فخرج الناس ليقول كفى قبل ان تغرق السفينة وليحموا ما بقى من مكتسبات ومقدرات الدولة من السرقة والانهيار كونهم ركنا أساسيا في مسيرة الوطن وشركاء حقيقيون في التنمية وصناعة القرار يحلمون في بناء وطنهم القوي والمتماسك البعيد عن الصراعات والتجاذبات والذي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة .

mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات