الكابتن الطيار الميمني .. تحية احترام وتقدير


هذه المرة الاولى التي اكتب بها متجاوزا الحدود المرسومة بين الدول, فالحديث هنا عن الفضاء الرحب, والحديث عن الفضاء الرحب لا يخضع باي شكل من الاشكال لقانون الجاذبية الارضية لنيوتن, ولا يخضع لمعادلة القوة الطاردة عن المركز لكوريوليس, ولا يخضع حتى للحدود الطبيعية او الحدود السياسية بين الدول, انما يخضع لتحية احترام وتقدير لكل انجاز وابداع على مساحة الوطن العربي الكبير, ..الذي دفعني للحديث عن الفضاء العربي بسمائه الزرقاء, خبرا عربيا بامتياز, يقول الخبر:( ياسمين الميمني, أول سعودية تقود رحلة طيران رسمية ككابتن طيران, فقد تمكنت الكابتن طيار السعودية ياسمين الميمني حفظها الله، من التحليق بأول رحلة طيران رسمية لها عقب انضمامها المشرف لشركة هيئة الطيران المدني السعودي ككابتن طيار),...واضاف الخبر قائلا: (ان الميمني لديها مهارات عالية في قيادة الطيران, ولديها صفة الدقة والالتزام بالمواعيد واحترامها، وتتمتع بجاهزية عالية لأي طارئ جوي قد يحصل لا قدر الله).

لقد صدق الشاعر حين قال: (بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي, ومن طلب العلا سهر الليالي), كدّت الميمني فاكتسبت المعالي, وطلبت الميمني العلا فسهرت الليالي, كان ذلك منذُ الصغر وعلى مقاعد الدراسة الامر جعلها تُحّلق فيما بعد في السماء لترى الاشياء على الارض صغيرة, فعلى سطح الارض علينا ان نرتفع ونقلع عن الغش والكبرياء والسرقة والنفاق والكذب والقال والقيل, نعم على سطح الارض علينا ان نرتفع ونقلع عن الغيبة والنميمة والخداع والمراوغة, وعلى سطح الارض علينا ان نرتفع ايضا ونقلع عن التحاسد والتناجش والتباغض والتدابر, وان نرتفع ونقلع عن بيع البعض على بيع البعض الاخر...كل هذه الاشياء بدت صغيرة في اعين الكابتن ياسمين الميمني عندما ارتفعنا واقلعت عن الارض بطائرتها المدنية وحلّقت بالسماء الدنيا, لقد ابدعت في الاقلاع عن صغائر الامور, وحلقّت عاليا متجاوزة خلافات الحدود الطبيعية والسياسية بين الدول, وأبدعت حين هبطت على مكارم الناس واخلاقهم النبيلة.

الكابتن الطيار (ياسمين الميمني) تحمل قلوب وأفئدة المسافرين المرتجفة بكل عناية وهدوء, تنقلهم بصمت الليل من مكان الى مكان آخر, تنقلهم كملائكة الرحمة من على فوق السحب العالية, ومن على فوق زرقة البحار والمحيطات, ومن على فوق نسمات السهول والهضاب, ومن على فوق الجبال والغابات الشاهقة, تحملهم وتمضي بهم مسافرة آلاف الاميال, ثم تهبط بهم بحرص وحذر مستخدمة بذلك عملية الفلابس (Flaps) المعروفة بكل دقة واتقان, وتقول لهم بصوت دافئ عند الوصول:( الحمد لله على سلامتكم جميعا).

بقي ان نقول للميمني عندما تتحررين من جاذبية سطح الارض وتقلعين عاليا لترتفعي باجتهادك ومثابرتك سماء العفة والشرف والسمو, نقول لك بكل عفوية, هل الاشياء على الارض تبدو صغيرة من السماء, وهل تبدأ هذه الاشياء بالاتساع شيئا فشيئا كلما اقتربنا من الارض؟ ..اعتقد جازما ان ذلك يشبه (خطايا) بني آدم على الارض, اليس كذلك؟

تحية لكل من وضع قطعة من قطع فسيفساء نجاحك الباهر, وتحية لكل من انار قناديل دربك الطويل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات