بين وعد فريدمان ووعد بلفور
حين أصدر بلفور وعده بإقامة كيان يهودي في فلسطين، لم يحدد المساحة، ولم يستثن الضفة الغربية وقطاع غزة، قال فلسطين، ويقصد كل فلسطين، لذلك فإن وعد فريدمان جاء ليتمم وعد بلفور، ويضع النقاط على الحروف، ضم الضفة الغربية إلى دولة الكيان الصهيوني، ليكتمل بذلك وعد بلفور.
حين صدر وعد بلفور، لم تكن فلسطين واقعة تحت نفوذ اليهود، ولم يكن لليهود فيها إلا أقل القليل من الأرض والحضور، وكان على العصابات اليهودية أن تعمل ليل نهار كي تحقق الوعد على أرض الواقع، وتقيم المستوطنات، وتصادر الأرض، وتقيم المؤسسات، وتحقق ذاتها من خلال التعب والعمل والاحتيال، ولكن وعد فريدمان جاء معتمداً على ما هو قائم على أرض الواقع، بمعنى آخر، هنالك وجود يهودي استيطاني على مساحات شاسعة من الضفة الغربية، وهنالك جامعات ومؤسسات ومقرات إعلامية واقتصادية يهودية، وهنالك قانون تعليمي إسرائيلي يطبق على المستوطنات، وهنالك حياة قائمة لأكثر من 800 ألف يهودي، فرضوا نفسهم على أرض الواقع قبل أن يعطيهم فريدمان وعده بالضم.
حين صدر وعد بلفور كانت الامبراطورية العثمانية تلفظ أنفاسها، وكان الاستعمار البريطاني يتمدد على أرض الشرق كلها، ويحاول أن يجد له حلفاء وسط قبائل العرب، يمدهم بالسلاح وبالمال كي يكونوا عونا له وعيناً ضد الدولة العثمانية، ولكن حين صدر وعد فريدمان، كان حلفاء أمريكا العرب هم الذين يتبرعون بالمال للرئيس ترامب، وهم الذين يدعمون مالياً كل مشاريع التصفية والضم لأراضي الضفة الغربية.
حين أصدر بلفور وعده سنة 1917، غضبت الأمة العربية والإسلامية، وغضبت الجماهير العربية، بينما حين صدر وعد فريدمان، لم نسمع شجباً ولا إدانة على مستوى العالم الغربي والعالم العربي، وكأن الضم تحصيل حاصل، فالأرض التي يتحدث عنها فريدمان هي أرض قد تم ضمها بالفعل، ويقيم عليها مئات آلاف المستوطنين اليهود.
وحتى يومنا هذا، لم يتعد رفض وعد فريدمان إطار الكلام والاتهام والإساءة الشخصية للسفير الأمريكي، وحتى هذه اللحظة لم يتخذ الفلسطينيون أي خطوة جدية تصفع قرار فريدمان، وتقذف في وجهه بعصا الرفض، وحتى هذه اللحظة، فإن فريدمان يقدر جيداً ردة فعل القيادة الفلسطينية، والذي لن تتجاوز المألوف من ردود، ومن مواقف، اختبرها رئيسه حين ضم القدس، وأعلنها عاصمة للصهاينة، ونقل إليها السفارة
حين أعلن فريدمان وعده بحق اليهود في ضم أجزاء من الضفة الغربية كان يراجع اتفاق أولمرت مع عباس الذي تمت فيه الموافقة على تبادل الأراضي بنسبة 8%، وراجع قرار اللجنة المركزية لحركة فتح بتاريخ 25/5/2017، حين وافقت على فكرة تبادل الأراضي من أجل استئناف عملية السلام، وراجع فريدمان تصريح السيد عباس يوم الأحد 2/9/2018، حين قال أمام وفد إسرائيلي: إنه يوافق على الكونفدرالية، وقد وافق على فكرة تبادل الأراضي!!!
تبادل الأراضي هي الضم بعينه، وعليه فإن وعد فريدمان قد تنفس الوجود من خلال الفعل الفلسطيني، والقرار الفلسطيني المسبق، ومن هنا يبدأ الرفض الفعلي لوعد فريدمان، بالعمل في الميدان ضد الواقع الذي اعتمد عليه فريدمان، وليس بالتصريحات اللفظية التي يتقزز منها فريدمان، ودون ذلك، دون خلخلة الواقع، فإن كل عبارات الشجب والإدانة والرفض والنقد والإساءة لفريدمان، لن تغير من الواقع شيئاً.
حين أصدر بلفور وعده بإقامة كيان يهودي في فلسطين، لم يحدد المساحة، ولم يستثن الضفة الغربية وقطاع غزة، قال فلسطين، ويقصد كل فلسطين، لذلك فإن وعد فريدمان جاء ليتمم وعد بلفور، ويضع النقاط على الحروف، ضم الضفة الغربية إلى دولة الكيان الصهيوني، ليكتمل بذلك وعد بلفور.
حين صدر وعد بلفور، لم تكن فلسطين واقعة تحت نفوذ اليهود، ولم يكن لليهود فيها إلا أقل القليل من الأرض والحضور، وكان على العصابات اليهودية أن تعمل ليل نهار كي تحقق الوعد على أرض الواقع، وتقيم المستوطنات، وتصادر الأرض، وتقيم المؤسسات، وتحقق ذاتها من خلال التعب والعمل والاحتيال، ولكن وعد فريدمان جاء معتمداً على ما هو قائم على أرض الواقع، بمعنى آخر، هنالك وجود يهودي استيطاني على مساحات شاسعة من الضفة الغربية، وهنالك جامعات ومؤسسات ومقرات إعلامية واقتصادية يهودية، وهنالك قانون تعليمي إسرائيلي يطبق على المستوطنات، وهنالك حياة قائمة لأكثر من 800 ألف يهودي، فرضوا نفسهم على أرض الواقع قبل أن يعطيهم فريدمان وعده بالضم.
حين صدر وعد بلفور كانت الامبراطورية العثمانية تلفظ أنفاسها، وكان الاستعمار البريطاني يتمدد على أرض الشرق كلها، ويحاول أن يجد له حلفاء وسط قبائل العرب، يمدهم بالسلاح وبالمال كي يكونوا عونا له وعيناً ضد الدولة العثمانية، ولكن حين صدر وعد فريدمان، كان حلفاء أمريكا العرب هم الذين يتبرعون بالمال للرئيس ترامب، وهم الذين يدعمون مالياً كل مشاريع التصفية والضم لأراضي الضفة الغربية.
حين أصدر بلفور وعده سنة 1917، غضبت الأمة العربية والإسلامية، وغضبت الجماهير العربية، بينما حين صدر وعد فريدمان، لم نسمع شجباً ولا إدانة على مستوى العالم الغربي والعالم العربي، وكأن الضم تحصيل حاصل، فالأرض التي يتحدث عنها فريدمان هي أرض قد تم ضمها بالفعل، ويقيم عليها مئات آلاف المستوطنين اليهود.
وحتى يومنا هذا، لم يتعد رفض وعد فريدمان إطار الكلام والاتهام والإساءة الشخصية للسفير الأمريكي، وحتى هذه اللحظة لم يتخذ الفلسطينيون أي خطوة جدية تصفع قرار فريدمان، وتقذف في وجهه بعصا الرفض، وحتى هذه اللحظة، فإن فريدمان يقدر جيداً ردة فعل القيادة الفلسطينية، والذي لن تتجاوز المألوف من ردود، ومن مواقف، اختبرها رئيسه حين ضم القدس، وأعلنها عاصمة للصهاينة، ونقل إليها السفارة
حين أعلن فريدمان وعده بحق اليهود في ضم أجزاء من الضفة الغربية كان يراجع اتفاق أولمرت مع عباس الذي تمت فيه الموافقة على تبادل الأراضي بنسبة 8%، وراجع قرار اللجنة المركزية لحركة فتح بتاريخ 25/5/2017، حين وافقت على فكرة تبادل الأراضي من أجل استئناف عملية السلام، وراجع فريدمان تصريح السيد عباس يوم الأحد 2/9/2018، حين قال أمام وفد إسرائيلي: إنه يوافق على الكونفدرالية، وقد وافق على فكرة تبادل الأراضي!!!
تبادل الأراضي هي الضم بعينه، وعليه فإن وعد فريدمان قد تنفس الوجود من خلال الفعل الفلسطيني، والقرار الفلسطيني المسبق، ومن هنا يبدأ الرفض الفعلي لوعد فريدمان، بالعمل في الميدان ضد الواقع الذي اعتمد عليه فريدمان، وليس بالتصريحات اللفظية التي يتقزز منها فريدمان، ودون ذلك، دون خلخلة الواقع، فإن كل عبارات الشجب والإدانة والرفض والنقد والإساءة لفريدمان، لن تغير من الواقع شيئاً.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |