كيف سيواجه الأردن "صفقة القرن"؟


قبل ان يلتئم شمل القمة العربية في تونس اليوم الاحد حشد الملك الموقف الشعبي والعربي لمواجهة الأخطار التي تواجه قضية القدس.

التحرك الملكي يأتي قبيل الانتخابات الاسرائيلية المتوقع اجراؤها في التاسع من شهر نيسان/ إبريل المقبل، ويفترض ان تعلن الادارة الأميركية بعدها تفاصيل ما سمي “صفقة القرن” المرتبطة بالصراع العربي الاسرائيلي.

الشيء المؤكد أن الأردن يستشعر خطراً يواجه ملف السلام بعد ان وأدت اسرائيل حل الدولتين، واستمرت في عمليات الاستيطان، وتحاول جاهدة لتغيير معالم مدينة القدس.

الملك ولقطع الطريق على العبث الأميركي الاسرائيلي أعلن في خطابه بمدينة الزرقاء “القدس خط أحمر وكل شعبي معي”.

وتابع الملك قوله “لا أحد يستطيع ان يضغط علينا.. وكل الأردنيين يقفون معي صفا واحدا، والعرب والمسلمون يقفون معنا”.

يدرك الأردن أن العد التنازلي قد بدأ أميركياً لفرض حل سياسي في المنطقة تستفيد منه اسرائيل، والخطوات التي يتخذها الرئيس الأميركي ترامب وآخرها اعلان الاعتراف بالجولان اسرائيلية يكشف بما لا يدع مجالا للشك ان اي تسوية أميركية الآن لن تأخذ بالحقوق الفلسطينية والعربية، وستسعى للتلاعب ونسف كل قرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام.

يزيد من المخاوف الأردنية ان قضية فلسطين لم تعد اولوية عربية، وان هناك ضغوطا واستعدادا عند بعض الدول العربية لتقبل املاءات ترامب وصفقة القرن التي يروج لها كوشنير زوج ابنة الرئيس ترامب رغم كل ما سُرّب عنها ويشكل كارثة وعصفا بالحقوق الفلسطينية.

استبق الملك القمة العربية بحضور قمة مصرية عراقية أردنية، وسافر للقاء العاهل المغربي، وكان قد زار سابقا تونس وينسق مع الرئيس الباجي قايد السبسي حتى لا تتحول القمة العربية لـ “ساحة تسوق” لصفقة القرن، وانما قمة للتمسك بعروبة القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية.

كان من المفترض ان القمة العربية في تونس فرصة لإعادة سورية الى الجامعة العربية بعد سنوات من شغور مقعدها في اول الربيع العربي، لكن المرجح الا يتخذ الزعماء العرب هكذا قرار، وفي أحسن الاحوال فإنهم سيعيدون القول ان الجولان ارض سورية محتلة، ويعارضون القرار الأميركي.

كلام الملك عن القدس رسالة واضحة للخارج الأردني، ففي الداخل حراك شعبي وبرلماني معادٍ لإسرائيل يجد في قضية التصعيد الاسرائيلي ضد القدس فرصة للدعوة لإلغاء صفقة الغاز، والمناورة مجددا للمطالبة بإلغاء معاهدة السلام.

لا يوجد ما يدعو للشك ان الداخل الأردني موحد خلف الملك في ان القدس خط احمر، ولكن السؤال الذي يُطرح ويُناقش ما هو سيناريو الدولة الأردنية لمواجهة صفقة القرن، وفشل حل الدولتين، والتنكر للوصاية على القدس؟

هل يملك الأردن ادوات للمواجهة السياسية، هل يملك مخالب لإيذاء خصومه، هل جبهته الداخلية مصانة ومتحدة، هل الوضع الاقتصادي والضغوط التي يتعرض لها منذ سنوات ستدفعه للانحناء للرياح العاتية ام سيزداد موقفه صلابة ومنعة في مواجهة الصعاب؟

مرحلة حرجة من تاريخ الدولة الأردنية نعيشها، وتحديات غير مسبوقة سياسية واقتصادية في وقت يشعر الأردن ان ظهره مكشوف عربيا دون اسناد ودعم.

من المهم جدا ان يشهد الأردن في الايام القادمة حوارات ومكاشفات مع الناس في الشارع للاتفاق على خطة وسيناريو لمواجهة المخاطر ما دمنا قد قلنا بالخط العريض “القدس خط احمر” ولن نتراجع مهما حصل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات