تشير التوقعات الى ان الاردن سيشهد العام الحالي موسما نشطا على مستوى السياحة الداخلية والخارجية لعدة أسباب من اهمها قلة الوجهات الآمنة للسياح العرب والاجانب في المنطقة ونجاح برامج الترويج للمواقع الاثرية والطبيعية التي تزحز بها المملكة الى جانب الربيع الذي غطى بكثافته أرجاء واسعة وبخاصة في المناطق الشمالية.

وبالنظر الى نتائج الدخل السياحي المتحقق للاردن والذي يأتي غالبيته من الخارج فان مساهمة القطاع في الناتج المحلي الاجمالي تبلغ حوالي 14 % وان الفرصة متاحة لزيادة هذه النسبة بشكل اكبر خلال السنوات القليلة المقبلة وليس فقط ارتفاع الدخل السياحي الى 4.3 مليار دينار في العام 2022 والذي بلغ العام الماضي بحدود 3.5 مليار دينار بحسب بيانات وزارة السياحة.

وفقا للاحصائيات سجل الدخل السياحي خلال اول شهرين من هذا العام ارتفاعا بنسبة 10 % ليصل الى حوالي 573.9 مليون دينار وذلك بسبب الزيادة في اعداد السياح الاجانب وخاصة الاوروبيين منهم.

التركيز على السياحة الخارجية مهم وهو احد الروافد الاساسية لتنشيط الواقع السياحي في المملكة وتلعب دورا في زيادة الاحتياطيات الاجنبية وتحريك القطاعات الاخرى وتوفير فرص العمل ويتوجب تكثيف حملات الترويج للسياحة العلاجية التي تراجعت خلال السنوات القليلة الماضية ودائما ما نسمع شكاوى المنشآت الصحية التي تعتمد على المرضى العرب والاجانب الى جانب المعالم العلاجية الطبيعية.

في الجانب الاخر يلاحظ تراجع الاهتمام بالسياحة الداخلية التي ان تم استغلالها على الوجه الامثل ستحدث قفزة نوعية وكبيرة في اداء القطاع بشكل عام حيث ان برامج الترويج والتحفيز للمواطنين لزيادة المواقع الاثرية والطبيعية ضعفت هي الاخرى وربما ذلك كان لصب الجهود على اجتذاب السياح من الخارج.

من اهم معيقات السياحة الداخلية التي كثر وما زال الحديث عنها ارتفاع الاسعار والتي تضاهي دولا مجاورة بالنسبة للمواطنين وبالتالي تتجه غالبية العائلات الى اختصار رحلاتها الى المعالم الطبيعية ولفترة محدودة من كل عام وخاصة مع تدني مستويات المعيشة وتآكل دخل الاسر.

تحفيز السياحة الداخلية وخدمة المواطنين تتطلب منحهم مزايا خاصة مثل تخفيض اسعار الفنادق والمطاعم والمنشآت السياحية ودراسة امكانية دعمها من قبل الحكومة لان المردود المالي للخزينة سيكون اكبر. ونستذكر في هذا السياق الرحلات التي كانت تنظمها هئية تنشيط السياحة الى البتراء وغيرها من العالم الاثرية باسعار مدعومة وما احدثته من نمو في اعداد زوار المدينة الوردية من المواطنين.

مطلوب ايضا وضع خطط متكاملة من قبل وزارة السياحة والجهات ذات العلاقة لتسهيل حركة المواطنين وتنقلهم خلال الموسم الحالي وتفادي اي اشكالات قد تحدث مثل الاختناقات المرورية التي شهدتها عجلون ومناطق اخرى الجمعة الماضية لان ذلك قد يضرب السياحة الداخلية ويؤدي للعزوف عن الرحلات الداخلية.